اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (667)- سامي عبد الاحد/ 1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (667)

 

سامي عبد الاحد/ 1

     قدِّر لي ان اتعرف بحكم ظروف المصادفة على عازف القانون الشهير المرحوم عبد الاحد جرجيس، وألتقي به اول مرة في يوميَ المشهود في صعودي الاول على المسرح..! وكان ذلك في المتحف البغدادي يوم الحمعة 23/3/1973. حيث كان المرحوم الفنان عبد الاحد جرجيس يقود الفرقة الموسيقية التي رافقتني في غناء مقام المخالف ومعه من الموسيقيين عازف الكمان يونس ....؟ وعازف العود محمد سعيد وعازف الايقاع بديع...؟ حيث لم يدر بخلدي ان ابن الاستاذ عبد الاحد جرجيس البكر عازف الايقاع الشهير سامي عبد الاحد، سيكون اخا وصديقا لي لاكثر من اربعين عاما فنيا وهي خيرة اعوام حياتنا التي عشناها. وفي هذا اليوم نفسه 23/3/1973 كنت قد تعرفت اول مرة ايضا على اعضاء الفرقة الموسيقية الذين ذكرتهم توا..!

 

    في نفس العام 1973 وبعد صعودي على مسرح المتحف البغدادي بأشهر، كان الموسيقار الراحل منير بشير، قد استمع الى صوتي الغنائي، مما حدا به ان يجعلني قريبا منه لحين ما يتم اكتمال عدد اعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي التي كان ينوي تاسيسها. ولحين تم جمع عدد من الفنانين، انتظمنا جميعا في دوام وظيفي يومي، ومن هنا تعرفت شخصيا ليس على سامي عبد الاحد جرجيس فحسب، وانما على معظم اعضاء الفرقة، حتى من المعروفين ولهم شهرة في الاوساط الفنية كالفنانة الكبيرة مائدة نزهت..!

 

     منذ البداية، أمست علاقتي بهذا الرجل الفنان سامي عبد الاحد، تأخذ مساراً متطورا في تقوية اواصر التقارب الشخصي وارتياح كل منا للآخر، الامر الذي ادى الى ان تكون علاقتنا اخوية لايفرقنا شيء ابدا، وربما عدم اختلافنا طيلة زمن تجاوز الاربعين عام من العلاقة المستمرة، لدليل كبير على فهم ومحبة واحترام كل منا للاخر.

 

      معظم نشاطاتي الفنية الغنائية خلال زمن العقود الاربعة من علاقتنا، كنت واخي سامي عبد الاحد معا. ولعل فرقتنا فرقة التراث الموسيقي العراقي لها القدح المعلى والفضل الاكبر لهذه العلاقة الاخوية التي يعتز كل منا بها، واستمرت حتى وفاة اخي سامي عبد الاحد في 16/12/2013. ورغم انني الان احصر كلامي عن اخي سامي، فقد كانت علاقتي بكل اعضاء فرقتنا الموسيقية مميزة هي الاخرى ايضاً. الا ان علاقتي بسامي عبد الاحد كانت امتيازا خاصا، للمميزات الشخصية الفذة التي يتمتع بها ويملكها سامي عبد الاحد ، وهي التي تركت اثرا كبيرا جدا عندما فارقنا الى جوار ربه العظيم.

 

     من الناحية الفنية، عملنا كثيرا منذ بداية سبعينات القرن العشرين بفضل استاذنا الموسيقار الراحل منير بشير المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية، الذي جمعنا وجال وصال بنا العالم من كل اطرافه. حيث سافرنا في كل قارات العالم، واقمنا الحفلات والمشاركات في المهرجانات الدولية والعالمية وعلى ارقى المسارح العالمية، التي امست تجربة فنية لاتضاهى ولن تتكرر بسهولة. وخلال كل هذه التجربة من علاقتنا وعملنا، امتدت علاقتي باخي سامي عبد الاحد الى علاقة عائلية اعتزَّ بها كل منا، علما ان طبيعتي لا تميل الى توسع علاقاتي الى مستوى العلاقات العائلية، لكن سامي ابا فادي وعائلته الكريمة شيء آخر..! فعلاقاتي العائلية قليلة جدا لانني اختارها بدقة متناهية..!

 

     عرفتُ اخي سامي عبد الاحد انسانا مرموقا محبوبا طيبا نزيها صافي السريرة مسالما بكل ما يمكن ان تعنيه هذه الكلمات من معاني..! وعليه خلال كل هذه التجربة، فانني اذا ما اردتُ ان اكتبَ عن ذكرياتي او ذكريات كلينا معا، فان كتابا واحدا لن يكفي لملء وتدوين ذكرياتنا، في العمل والسفر والسهرات والحياة برمتها..! وهو انسان لم يقدَّر له الحصول على شهادة دراسية في حياته، الا انه يمتلك من الرقي في السلوك والتعامل مع الاخرين ما لم يملكه معظم حاملي الشهادات والدراسات العليا. ولابد من الاعتراف من جانب آخر، انني استفدت منه الكثير من الطبائع والتعامل الجميل مع الاخرين..! فلديه وعي عفوي وتجريبي رائع جدا، بل يمكن ان نضعهذا الوعي العفوي في خانة المواهب التي منحها العلي القدير الى حبيبي سامي عبد الاحد..! وهكذا احبه الناس جميعا.

 

      مرة من المرات جاءنا الى مقر فرقة التراث الموسيقي العراقي الفنان المعروف المرحوم ليث عبد اللطيف في يوم من ايام اواخر عام 1977، وهو فنان اعظمي ومن الحي الذي اسكنه في مدينتنا الاعظمية ايضا. وكان الفنان ليث في تلك الاونة يعد ويقدم برنامجا اذاعيا منوعا لاذاعة الجمهورية العراقية، جاء ليلتقي اذاعيا معي وتسجيل حلقة من حلقات برنامجه. وبالمصادفة لم يكن موجودا معظم اعضاء فرقتنا في هذا اليوم، وقد كنتُ ومعي الفنان سامي عبد الاحد وبعض من اعضاء الفرقة وهم ابناء هربود من عازفي الايقاعات الذين اطلقنا عليهم –الهرابدة- وهنا فاجئنا الفنان سامي عبد الاحد باخراجه آلة القانون عندما طلب الفنان ليث عبد اللطيف مني مقطعا غنائيا خلال الحوار، فلم يكن احدا منا يعلم بامكانية ابي فادي عزفه على آلة القانون وهو المعروف بعزفه الشهير على آلة الايقاع –الطبلة- فعزف معي عزفا جميلا وانا اغني مقام الكرد، واعرب بالتالي عن ذلك بقوله بانه تعلم العزف على آلة القانون من والده المرحوم عبد الاحد جرجيس. وما زلت امتلك هذا التسجيل النادر لمقام الكرد بمرافقة اخي الفنان الكبير سامي عبد الاحد. واذا ما عثرت عليه في مكتبتي في عماّن، فسارفعه اليكم اعزائي القراء الكرام او ارفعه الى موقع اليوتيوب ان شاء الله.

 

         الحديث يطول كثيرا حين اتحدث عن واحد من اعز اخوتي واصدقائي، فالذكريات كثيرة جدا، ولاتكفي حتى كتابا واحدا، انها حياة كاملة انقضت باروع ما تكون، رحم الله اخي سامي عبد الاحد واسكنه فسيح جناته، فقد كان اخا وصديقا حقيقيا بكل المقاييس والمعاني النزيهة. وعسى ان اعود مرة اخرى واتحدث عن ذكرى اخرى لي مع فناننا المرموق سامي عبد الاحد.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

ايقاعات عراقية بقيادة سامي عبد الاحد مسجلة في تلفزيون بغداد يوم 5 شباط 1977 باخراج الاستاذ عماد بهجت.

https://www.youtube.com/watch?v=0ALp0obwd0U&ab_channel=IraqiMaqam

 

 الموسيقار منير بشير مع الايقاعات العراقية

https://www.facebook.com/watch/?v=1400782923303833

 

 

سامي في السبعينات من القرن العشرين

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.