اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (557)- برنامج – تراتيل-

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (557)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

في ارشفة المصارعة العراقية)

***

كتب الدكتور حسين اسماعيل الاعـظمي

-    مدرس سابق للنواحي الفنية في التلاوة القرآنية في مركز صدام لأقراء القرآن الكريم لفترة خمسة سنوات من تسعينات القرن العشرين عندما كان القارئ د.ضاري العاصي مديرا للمركز

***

برنامج –تراتيل-

      قبل ايام قلائل شاهدتُ حلقة من حلقات البرنامج الديني –تراتيل- الذي يعرض في قناة ديوان الفضائية الموقرة. والبرنامج يعده ويقدمه واحد من افضل المعدين والمقدمين للبرامج التلفزيونية هو الاستاذ الفاضل القارئ ضياء المرعي. ورغم آلاف القنوات الفضائية التي يحتار فيها المرء التوقف عند احداها ليشاهد ما يرغب مشاهدته، الا ان المصادفة قادتني لثوانٍ قليلة الى مشاهدة لقطات لبرنامج تراتيل من قناة ديوان الموقرة، ولكن هذه الثواني القليلة جعلتني استمر معها حتى نهاية الحلقة بسبب ملاحظتي السريعة واحساسي بفائدة وجمالية هذه الحلقة التي اصاب بها كثيرا مقدم البرنامج الاستاذ ضياء المرعي في اختيار ضيفه المثقف القارئ والمنشد الديني الاستاذ عثمان السراج. ويا لها من دقائق قضيتها مع هذا الضيف الكريم المثقف وهذا المقدم المثقف المتمكن. الامر الذي جعلني ارغب كثيرا في متابعة هذا البرنامج وضيوفه الكرام. وعن هذه الحلقة التي شاهدتُ معظم وقتها حسب ما اعتقد، لانني لم ابدأ معها من البداية. استمتعت كثيرا جدا الى صوتيْ الضيف والمقدم في تلاوة القرآن الكريم او الانشاد الديني، فقد كانا من روائع الاصوات الادائية في التلاوة القرآنية والمعرفة بتفاصيل ما يحيط من ثقافة ومعلومات إقرائية ادائية للتلاوة القرآنية. ولكثرة المعلومات المفيدة التي وردت خلال الحوار الجميل جدا بين الاستاذين الكريمين ضياء المرعي والاستاذ عثمان السراج، اللذين استطاعا بكل تأكيد إقناع معظم الجمهور المشاهد ان يبقى يشاهد الحلقة حتى النهاية، لقوة شخصيتهما وهما امام كامرات التلفزيون وهدوئهما وموضوعيتهما وشخصيتهما المقنعة تماما. ورغم كل ذلك هناك بعض الثغرات وردت في حوار الاستاذ ضياء والاستاذ عثمان. وهذه الثغرات التي اود الاشارة اليها، ليست في ثقافة الاحكام او اي شيء يخص علوم القراءة القرآنية. فمقدم البرنامج وضيفه على قدر كبير من المعرفة بها. وانما ملاحظات تخص النواحي الفنية في تلاواتنا القرآنية، واقصد النواحي السلّمية الموسيقية ومقاماتها والتجول بها خلال تلاوة القرآن الكريم، وهناك الكثير من القراء ورجال الدين ومن يعمل في هذا المجال أوغالبيتهم، وربما جميعهم وهو امر طبيعي، غير متخصصين في شؤون السلالم الموسيقية وفنون التنقل فيما بينها خلال التلاواة القرآنية. وما زال هذا الواقع طبيعي ولا عيبَ فيه، لاننا نفتقر الى الشجاعة والجرأة في اقحام او التحدث عن الموسيقى وفنونها الادائية ونحن في تلاوة قرآنية..! لاسباب معروفة. ورغم ان السيدين المقدم والضيف لم يذكرا كلاما خاطئا في حوارهما بهذه الشؤون الفنية، لانهما لم يتعمقا بهذا الموضوع أساساً، بل جاء حديثهما عن المقامات الموسيقية بصورة بسيطة أو عابرة.  ولكن هذا الموضوع المهم جدا يحتاج الى شروحات فنية كثيرة في شأن حوارهما الديني ومرورهما لموضوع فنون الاداء والطرق والمدارس التي تتميز عن غيرها..! كذلك الامر المهم الآخر، في مسألة التعابير الادائية حين يأتِ الحديث عن المدرسة العراقية او المدارس العربية الاخرى، واعتقد ان الضيف الاستاذ عثمان السراج، قد اصاب فيما اصاب من معلومات كثيرة، بأن الاساس في كل ذلك من الشيخ الملا عثمان الموصلي..! وفي هذا حديث كثير سبق لي ان كتبته في اكثر من كتاب في كتبي الصادرة. وفي مجمل القول ونحن نتكلم عن الطرق الادائية في تلاواة القرآن الكريم وبدون اي اتجاه عاطفي او انحياز لمدرسة او لطريقة ما، الا ان المدرسة البغدادية العراقية في الوطن العربي، هي الوحيدة التي يمكننا ان نطلق عليها بـ مدرسة..! لانها أولاً تعود لمجتمع ذو ثقافة ومعرفة وتاريخ وبيئة وجغرافية معينة، وليس لقارئ فرد معين..! وظلت المدرسة البغدادية العراقية خالصة التعبير العراقي حتى اليوم او شبه ذلك..! وهذا الكلام ينطبق على حال الموسيقى والغناء، سواء في بلدنا العراق أو باقي الاداءات في الوطن العربي بما تسمى جزافا بمسميات عديدة، ولكنها من حيث مضمونها التعبيري الادائي تكاد تكون مدارس او طرق أمست عربية مهجنة من عدة ينابيع تاريخية صقلها الزمن بالممارسة وبمساعدة مباشرة بواسطة التطور التكنولوجي الذي خلط الحابل بالنابل وهجن كل مجالات حياتنا. وانا اتكلم بشكل خاص عن الاعلام المكثف والترويج المزيف للحقائق الواقعية والمعرفية للتعابير البيئية وخصوصيات الشعوب..! واتكلم ايضا عن اصول ما تحويه هذه المدارس او الطرق في تعابيرها البيئية من مرجعيات تعبيرية متداخلة بتسميات خاطئة..! وفي هذا المجال بقيتْ المدرسة العراقية الوحيدة المميزة في تعابيرها الخاصة تماما ولم تؤثر عليها الاختلاطات كثيرا، وامتلكتْ خصوصيتها التي امستْ معروفة في كل مكان من ارضنا العربية وحتى خارج هذا الوطن الكبير. اما اذا تكلمنا عن الاصوات الادائية ونواحي الاداء الفني الجميل لدى القراء المصريين، فلا تردد في القول بانهم اعظم القراء العرب في الاداء الفني وجمالية التفنن فيه ولا يضاهون في هذه الناحية أبداً..!

 

      هناك من الحديث في هذه الشؤون الفنية في التلاواة القرآنية ومرجعيات مجتمعاتها وجغرافيتها واصولها التعبيرية ما يطول ويكثر. أرى أن أتركه لمناسبة اخرى ان شاء الله ومعذرة من الاطالة. واعتقد ان ضرورة الاطلاع ومعرفة تفصيلات المدارس والطرق الادائية والتعابير البيئية والثقافات الاجتماعية المختلفة في هذه الشؤون، أمر لابد منه بل من ضرورات التعليم والتعلم لقارئ القرآن الكريم ليكون قارئا متفهما ومتعلما لكل ما يحيط باخصاصه القرآني، من علوم وفنون التلاوة القرآنية. وختاما اتوجه بالشكر الجزيل لقناة ديوان التي قدمت لجماهيرها مثل هذه البرامج الموفقة -برنامج تراتيل- وشكرا جزيلا للاستاذين الفاضلين عثمان السراج الضيف الخفيف الظل، ومقدم البرنامج الاستاذ ضياء المرعي المقنع والمريح في معلوماته وتقديمه للبرنامج، ومن ثم ثقافتهما الرائعة، وخامة صوتيهما المثيرة المعبرة والخاشعة لكلام الله العزيز. ودمتم سادتي لاخيكم بكل خير ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

الاطلاع على حلقة البرنامج وهي موضوع حديثنا

 https://www.youtube.com/watch?v=FlchIHUpoq8

 

الحافظ خليل اسماعيل من سورة الحجرات

https://www.youtube.com/watch?v=bEQYbHfkZUc

 

القارئ ضياء المرعي من سورة الحج

https://www.youtube.com/watch?v=PKT6EdcyJpc

 

القارئ والمنشد عثمان السراج من سورة الحجرات

https://www.youtube.com/watch?v=AldwCy7Bv8w

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.