بشرى الهلالي

 مقالات اخرى للكاتبة

  أشتاقك ... في عيدك

كلما إقتربت خطواتي من دارك.. تصاعدت اللهفة وفز الحنين الى رائحة المسك في وشاحك الأبيض والى دفء حضنك وحرارة قبلتك التي تحكي شوقا لايكفيه زمن من الحب. أجري بلهفة متقطعة الأنفاس بإنتظار أن تستقبلني ذراعاك على عتبة الدار وتتنتشلني ابتسامتك من تعب السنين ووحشة الطرق التي تتلقفني منذ تركت أحضانك، وكمحارب أوشك على تسليم سلاحه، تنتكس الخطى وأنا أرى الباب موصدة . وتسير قدماي مثقلة في ممر سكنته الوحشة حين افتقد رنين ضحكاتك، وأمد يدا أوهنها اليأس نحو باب غرفتك عسى أن أراك تتربعين فوق سجادة الصلاة بملابسك البيضاء البهية، وبين يديك غفت مسبحة الطين الصفراء وزاد القرآن في حضنك من بهاءك وقدسية حضورك. و دون وعي، أقتحم سكو ن غرفتك فلا أجد الا صورة أطرها السكون وشع منها الحنان بإبتسامة ترسل لي إشارة حب وحنان أفتقده وصوت حزين يقول: أنا معك، لاتحزني.

لو كان الحزن يليق بك لحزنت، لكن أي حزن يخجل أمام عظمة حبك وعطائك، وأي شوق يتراجع مهزوما أمام حنيني الى لحظة أجلس فيها أمامك كما كنت دائما.. طفلة متعطشة للحب والرعاية والحماية لأقول لك فقط: أشتاقك في عيدك، فالعمر معك مر سريعا ولم أجد متسعا لقول الاف الكلمات التي وددت أن أبوح بها إليك في مساء صيفي على صوت قرقعة إقداح الشاي أو في المطبخ وأنا أدور خلفك وأراقب خطواتك المتعبة وهي تجاهد لتحضير وجبة طعام لنا نحن ضيوفك الغائبين أبدا. أشتاقك وأشتاق الى ضحكات طفلي يرمح في حضنك وأنت تداعبين وجناته بقبلات أشعر بها تنتقل الى وجناتي رسالة حب. لا عجب إذن إن غادر الفرح لونه منذ رحلت، فبغيابك بكت ورود الدار وتشتت شمل أحبابها وعلى قبرك ناحت أوراق الياس وإستكان ماء الورد باحثا عن عطره وطرق عيد الأم باب أحبابك خجلا فلم يجد غير حنين عارم الى كلمة (يمه) وهدية متواضعة إحتضنها قلب متعب أطرتها بلهفة كلمة تقول.. أشتاقك.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

http://www.kitabat.com/i82115.htm