اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أحلام مستباحة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشرى الهلالي

مقالات اخرى للكاتبة

 أحلام مستباحة

 

يبدأ يومنا صباحا وينتهي ليلا كالمعتاد.. وخلال ذلك، تسافر مئات الدقائق عبر العمر، وعندما يجن الليل يجري غالبيتنا بلهفة العاشق لإحتضان وسادته ضاربا عرض الحائط بقول الشاعر: ماأطال النوم عمرا ولاقصر في الأعمار طول السهر- فأصبح معظمنا من مدمني النوم.. وعوضا عن أن يشكو العشاق من الأرق ومن الدموع التي تبلل الوسائد، باتت الزوجات تشكو من ظاهرة شخير الأزواج الذين ينامون كمن فقد وعيه. وحب النوم هذه الأيام ليس غريبا، فساعات النوم هي اللحظات الوحيدة التي يستمتع فيها الإنسان بالأمان والهدوء هروبا من واقع يومي مشحون بالقلق، حتى الخوف والموت لم يعد يشكل قلقا لدى البعض، بل على العكس، اصبح البعض يقول إن من يتلقى صاروخا أو قذيفة أو شظايا عبوة ناسفة ظلت طريقها في ظلام الليل يكون سعيد الحظ بميتة مماثلة.. فهو نائم ويقال: النائم كالميت. أما الأحلام فقد عادت بدورها الى ممالكها الفنطازية خشية أن تطالها رصاصة أو أن تسقط صريعة نقاش قاتل مع أحلام حزام ناسف.. وفي خضم معركة الحياة والموت يغدو التفكير بالأحلام ترفا استطاع العراقيون تجاوزه شأنه شأن الكثير من الخدمات التي اضطروا لتجاوزها كجزء من سياسة (ربط الحزام) التي فرض علينا تقبلها ونحن نسير على اعتاب بناء دولتنا الجديدة. ويبدو إن مملكة الأحلام شعرت بالأسى نحو العراقيين فحشدت موظفيها لأنتاج وإخراج أحدث سيناريوهات الأحلام مراعية ظروف البلد الحالية.. فقبل أيام أوقظتني صرخة مكبوتة كادت ان تكتم أنفاسي وهي تحاول أن تنطلق واضعة كلمة (النهاية) لذلك الكابوس الذي كان سابقا يسمى بالحلم، ولم يكن الحلم جديدا على الواقع، فقد كان عبارة عن إنفجار ضخم هز سكون الليل، بالكاد التقطت انفاسي وأنا اعتب على مملكة الأحلام التي كانت قبلة العشاق يوما ما، لأكتشف صباح اليوم التالي إن قوات الأمن كانت تفجر عبوة ناسفة..فقط!! وبعد يومين من ذلك، زارني حلم لايختلف كثيرا عن الأول، لكنه هذه المرة بفعل إرهابي.. فايقنت أخيرا إن (القاعدة) استطاعت التغلغل في مملكة الأحلام، وذلك ليس غريبا، بعد إن اتسعت دائرة نشاطاتها لتشمل كل أنحاء العالم تقريبا، ولربما إنتمت بعض الأحلام الى الجماعات التكفيرية أو المتطرفة ..الخ من الأسماء. اذن، ماذا سيكون مصير مملكة احلامي؟ ربما سيعرفون عني كل شيء.. فهل ستكون أحلامي مستباحة ؟ وماذا إن تم تفخيخ أحلامي بحزام ناسف وإرسالها إلي؟ مالذ ي سيتبقى لي؟ أوهام فقط ! وهل يتحمل العمر مزيدا من الأوهام ؟

 

   بعد إن استبيحت الأحلام، لم يتبق لنا سوى كلمة (ليت) للتمني.. ليت ماحولي يتحول إلى حلم يغادرني عندما أصحو، ليت الحرية التي كانت قبل ثمان سنوات حلما، تصبح هدفا، ليت الأحلام تعود وردية مطرزة بالحب وخيالات العشاق.

 

 يقال –الجائع يحلم برغيف خبز- فإذا عادت أحلامي إلي، بماذا سأحلم؟ ببيت أم وظيفة أم..؟؟ لن أحتاج الى جدولة أحلامي فقط يكفي أن لاتكون مستباحة...

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

جريدة الزمان/ 31-3-2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.