اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• وا.. مالكياه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشرى الهلالي

 مقالات اخرى للكاتبة

    وا.. مالكياه

 

لااعرف فيما اذا كان من حقي ان اطلق هذه الصرخة.. فلست تلك العربية التي أسرها الروم وأعاث جنودهم بغلتها فسادا.. ولا أسكن حدود الامبراطورية العربية ولا حتى زرت عمورية.. وايضا لاارغب بتقليد ماحدث في زمن مضى ولن يعود الى الابد. فأنا هنا.. عراقية (منكم وبيكم) .. اعيش في بغداد العاصمة التي خلت شوارعها مؤخرا من مواكب المحتلين، اصدقاءا كانوا أم أعداء.. تلك المواكب التي طالما روعتنا وهي تخترق شوارع العاصمة تسبقها قناني الماء التي تتناثر في الفضاء لتجبر ابناء البلد على افساح الطريق للضيوف حرصا على سلامتهم. وبعد ان كانت عادة رمي قناني الماء تثير الاستهجان والاستغراب.. اصبحت تنال استحسان الكثيرين الذين وجدوا فيها بديلا منعشا عن رصاص الاصدقاء الذي حصد عشرات الذين زاحموا (الهمرات) الصديقة في غفلة من الحظ.. سواء بقصد او بدون قصد.

 

وكوننا استوردنا من قوات التحالف الصديقة الكثير من البضائع السياسية والعسكرية، وتدربت قواتنا الامنية وجيشنا على اساليبهم الدفاعية - بما فيها طريقة ارتداء الزي العسكري وكل (الفيكات) التي ترافقه- فقد دأبت معظم المواكب والارتال العسكريةعلى تقليدهم، بل وحتى سيارات الشرطة والاسعاف، ومازال بعضها مستمرا في تقليد طريقة الاصدقاء في السير (عكس السير) واطلاق صوت المنبه المرعب الذي يدفع بالمواطن المسكين الى الهروب ذعرا الى اية زاوية حتى ولو اضطر الى القفز من الجسر السريع. وبكل أمانة.. اقول.. ان هذه الاسلوب قد تراجع كثيرا بعد قرار السيد المالكي اثناء فترة رئاسته الاولى بمنع اطلاق المنبهات ومضايقة المواطنين والتجاوز عليهم.. فاصبحت الارتال والمفارز تسير بهدوء.. بل انها تحاذي سيارات المواطنين او تتبعها بعد ان كانت تمنع اقترابها منها تماما. وبالطبع لم يخلو الامر من مخالفين.. من اولئك الذين يحلو لهم الاحساس بالزهو عندما ترتفع اياديهم مشيرة الى المواطن ان يبتعد يمينا او يسارا فيمتثل المسكين حفاظا على حماة الوطن من العدوى.

 

فمالذي اطلق تلك الصرخة اذن؟

 

انهم محتلون من نوع جديد.. لايقلون تكبرا وقسوة عن الجندي الروماني الذي صفع العربية لانها جادلته فقط.. فصرخت  (وامعتصماه). انهم عبارة عن مجموعات من شباب اتفقوا او لم يتفقوا على ارتداء البدلات الرصاصي والسوداء اللماعة.. وعلى تمليس شعورهم العسكرية الطراز بالجل وتأطير وجوههم التي كانت كالحة باللحى الخفيفة. كما اشترك معظمهم بعادة حمل السلاح تحت الجاكت الى جانب (الموبايل) الحديث جدا. اما انتماءاتهم واصولهم العشائرية فانها بالطبع تتبع الشخص الذي يتولون حماية موكبه. لقد زاد عددهم كثيرا مع زيادة عدد المسؤولين والبرلمانيين والموظفين من اصحاب الدرجات الخاصة.. فصار صراعهم على احتلال الشارع يتخذ اشكالا عديدة منها اهانة المواطن واثارة الرعب في نفسه وعبور الارصفة والسير عكس خط السير، وفي كل الاتجاهات.. معيدين الى الاذهان امجاد بلاك ووتر وزميلاتها.

 

مساء الامس.. مر احد هذه الارتال الحكومية.. في منطقة حي اور.. كان يضم مايقارب ثمان او تسع سيارات معظمها مدنية تسبقها فقط سيارة (دبل قمارة) تمهد الطريق للجالس خلف الزجاج المضلل.. وتختتم اخرى الرتل.. وتلك الاوصاف تشير الى ان الشخص المهم جدا ليس من الرئاسات الثلاث ولا اظنه وزيرا. فربما كان احد اعضاء البرلمان او رئيس حزب ما، وربما شيخ عشيرة ما. ووسط الزحام الكثيف اصر قائد الرتل -الذي كان يخترق الشارع عكس خط السير- على اطلاق صوت المنبه العالي يرافقه في ذلك منوعات من الشتائم والتهديد والوعيد جعلت المواطنين (يتطافرون).. وقبل ان انتبه لصوته المدوي كانه يعلن بدء الحرب.. نالني منه مانالني من الكلمات النابية. فهل ياترى كانت هذه نفس الكلمات التي دعت المعتصم لغزو عموريا لانقاذ امرأة يقال انها تركية وليست حتى من ابناء جلدته؟

 

عذرا.. فلا اطالب باعلان الحرب لحماية امرأة عراقية من ابناء بلدها وقادته وساسته والمسؤولين عن حمايتها وحمايته.. بل اطمح فقط بأن يسمع صوت صرختي فيكو ن صداها قرارا يفرض على الوفود الحكومية احترام المواطن والالتزام بالقانون في دولة القانون ليكون رجل الدولة نموذجا لبناء وطن عانى ابناؤه من الفوضى والاذلال ماعانوه. فعلى هؤلاء ان يعلموا ان زمن (الريس وحاشيته) انتهى وان اية محاولة للاستمرار باحياءه ستكبت في النفس صرخات ترفض الذل والاهانة.. وقد تنفجر غضبا يكفي لاثارة المعتصم في قبره؟؟؟

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

http://www.kitabat.com/i79785.htm

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.