اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• نقل الاهوار الى المدن، آخر صرعات مشاريع الحكومات المحلية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشرى الهلالي

 مقالات اخرى للكاتبة

    نقل الاهوار الى المدن، آخر صرعات مشاريع الحكومات المحلية

 

كانت جريمة تجفيف الاهوار من اقسى الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق البيئة العراقية واهالي الجنوب من سكان الاهوار. ونتيجة لذلك هاجر الكثير من اهالي المنطقة وانتشروا في مدن العراق. وبعد سقوط النظام، كان اعادة المياه الى الاهوار من اولويات الحكومة الجديدة، فعادت الحياة الى الاهوار ولكن.. لم يعد كل من هاجر من سكانها، فقد استقر اغلبهم في المدن مع عوائلهم بعد ان امتهنوا اعمالا مختلفة. ويبدو ان الدوائر المعنية والحكومات المحلية آثرت ان تلعب دورها في تلبية الحاجات النفسية لهؤلاء الوافدين من الاهوار كي تجنبهم الم الحنين الى المشحوف والى السماء الصافية المزخرفة برفرفة النوارس وهي تحلق فوق قصب البردي، فقررت المباشرة باضخم مشروع لنقل وتحويل الاهوار الى المدن؟ اذا وضعت الدوائر البلدية مشروعات اكساء بعض الشوارع في مراكزها واحياءها الرئيسية جانبا كي تفسح المجال للسائقين بالتدريب على القيادة في الطرق المتعرجة على امل مشاركتهم في رالي الامارات القادم. وسارعت في انجاز تحويل الاهوار بسرعة عجيبة تفوق سرعة اكساء بعض الارصفة التي تغفو قطع البلاط فوق ركامها اياما طويلة، ودفن انابيب المجاري التي تآكلت من طول انتظارها لمشاريع الحفر. واخيرا.. تم قص الشريط في مطلع عام 2011 وسط احتفال جماهيري تغيب عنه المسؤولون بسبب سوء الاحوال الجوية الذي تميز به شتاء هذا العام. وكانت المفاجأة كبيرة، عندما حضر اهالي المدن لتقديم الشكر والثناء لحكوماتهم على مبادرتها لمعالجة (الهومسك) الى الاهوار.. ليجدوا ان المشروع لم يتم كليا بجهود دوائر البلديات والحكومات المحلية والرئيسية، وانما اسهمت فيه الطبيعة بقدر كبير، فزخات المطر التي انعم الله بها على العراقيين خلال هذا الشتاء في ايام -متفرقة – بعد حرمانهم الطويل منها لثلاث سنوات، كانت هي المصدر الرئيسي لمشروع الاهوار الذي تفاخرت هذه الحكومات بتبنيه. واقتصر دورها فقط على اهمال انظمة التصريف في الطرق الرئيسية والاحياء، فغرقت الشوارع وتعطلت الكثير من الاعمال واشتد الزحام المروري الذي لا يحتاج الى عذر ليشتد. ومع ذلك، لم تجد الخيبة لها ملاذا في نفوس العراقيين الذين تعودوا مجابهة الصعاب والرضى بما هو اقل من القليل، فشمر الكثير من سائقي السيارات عن سواعدهم وسيقانهم برفع أكمام القمصان والسراويل وخاضوا في اهوار الشوارع التي بلغت حد (الركب) احيانا وقد حول البعض منهم السيارات الى مشاحيف بعد ان طالت المياه محركاتها فتوقفت عن العمل، وتحولت الارصفة الى موانئ للمشاحيف الحديثة.. وكل ذلك من أجل الحفاظ على التراث ونقله الى المدن لتقوية معنويات المواطن العراقي وتحسين حالته النفسية التي اصيبت هي الاخرى بحال نفسية بعد ان تجاوز عدد الازمات المؤشر العادي للخلل النفسي.. مما اهل العراقي للدخول الى موسوعة جنيس للعذاب.. فسلاما حكومتنا وحكوماتنا المحلية ودمتم حراسا للتراث!!

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

http://www.kitabat.com/i79890.htm

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.