اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ثورة بنفسجية !!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشرى الهلالي

 مقالات اخرى للكاتبة

    ثورة بنفسجية !!

 

انتصر المصريون.. وقبلهم التونسيون.. وسرت حمى الثورة في الشعوب العربية التي مازالت الانظمة الدكتاتورية تجثم على صدورها. وبشكل مفاجئ، تنفس عراقيو الفيس بوك رائحة الياسمين وسرت حمى الغضب في صدورهم حتى حددوا يوما للغضب دعوا فيه الجماهير للثورة.. فتعددت الوان الثورات.. خضراء وزرقاء وبيضاء والنتيجة هي الدعوة لثورة سلمية.. الدعوة لتحقيق حلم عجز عنه العراقيون طيلة العقود الاربعة الاخيرة. فقد قرأنا الكثير عن الثورات في كتب التاريخ وهزت مشاعرنا ثورة العشرين وانتفاضة مايس وسرقت ثورات البعث تأريخنا فدخلنا في دوامة اللاوعي وغاب زمن الثورات حتى يأسنا من عودته ثانية. فهل سيعود حقا في ثورة الفيس بوك؟ وهل سيهب الشباب الى ساحة التحرير في الخامس والعشرين من شباط كما فعل شباب مصر، ام سيحرق البعض انفسهم كما فعل البوعزيزي؟ اسئلة كثيرة يطرحها الجالسون خلف شاشات حواسيبهم،  ويبحث المتعبون حول اجابات لها.

 

فمن الذي سيثور؟ شباب ممن (لايفكون الخط) امتهنوا كل انواع المهن لسنوات طويلة ليجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها ميليشيات ومن ثم حمايات ببدلات لماعة وموبايلات حديثة الطراز وسيارات رباعية الدفع؟ أم موظفين قضوا سنوات الخدمة برواتب لاتكفي قوت يوم ليجدوا بيوتهم قد امتلأت فجأة باجهزة التكييف وشاشات البلازما؟ ام النساء اللواتي فضل معظمهن الانزواء خلف الاحداث والانشغال بهموم الحياة اليومية وتفاصيلها، فحشرت الكوتا بعض الدمى -بازياء مختلفة تعكس انتماءات معينة- لتشغل مكانا دستوريا؟

 

.. لااظن حتما ان الثائرين سيكونون من بين البرلمانيين او جيوشهم الجرارة.. ولا من اصحاب الدرجات الخاصة من المدراء العامين الذين امتلكوا دوائر الدولة (طابو) بعد ان كان (حسرة عليهم الوظيفة) فوزعوا الارث على الاهل والعشيرة وابتاعوا كل انواع (امير) كي لا يفكر احد باقتلاعهم من كراسيهم ..

 

ربما سيصرخ البعض في وجهي مستنكرا.. سيثور المثقفون؟ حقا .. يجب ان يثور المثقفين .. ولكن من منهم؟

 

مثقفوا مابعد التغيير الذين وزعوا ولاءاتهم حسب اتجاهات اصحاب رؤوس الاموال ليحصلوا على مناصب رنانة في القنوات والصحف ومعظمهم لايستطيع صياغة جملة مفيدة؟ ام مثقفوا ماقبل التغيير الذين تحول بعضهم الى اصحاب رؤوس اموال وقادة مجتمع مدني ومستشارين ومدراء اعلام وامناء حتى أنستهم الكراسي ورائحة الغرف المعطرة في الفنادق الفخمة كل ماقرأوه؟ أم فقراء المثقفين الذين مازالوا يتسولون الوظائف في المؤسسات الاهلية ويقفون على ابواب النقابات والاتحادات طمعا في منحة او قطعة ارض يعلم الله من نالها او من سينالها؟

 

ربما سيثور مثقفو الفيس بوك كما حدث في مصر.. لكن ابناء مصر كانوا ومازالوا يعيشون ضمن حدودها.. يحملون حواسيبهم معهم الى ميدان التحرير ويواصلون ثورتهم ليل نهار.. بينما يقبع

 

(ربعنا) خلف الحدود ويتشرف معظم الثائرون بوضع اسم العاصمة العربية او الاوربية كامضاء تحت اسماؤهم في كل مايكتبون؟ لماذا اذن نتهم اعضاء الحكومة والبرلمان بانهم (قادمين من خلف الحدود ويحملون جنسيات.. الخ).. الم نكتفي من استيراد الثائرين وخطاباتهم؟

 

ربما تعلو الصرخة وترتجف اصابع الاتهام.. فيرتفع صدى سؤالي اكثر.. من الذي سيثور غيرهم؟ العامة؟ وهل سيجدون الوقت للثورة؟ فيومهم الذي يبتدأ مع خيوط الفجر مشحون بالعوز والجري خلف البحث عن قوت ووقود وجني مايكفي من المال لدفع قوائم الكهرباء الكارثية رغم كونهم لايلتقون بهذه العزيزة الا ساعات قليلة طيلة يومهم. ومعظم هؤلاء يشكر الله على حكومة افسحت له المجال للزحف الى كربلاء في مسيرات مليونية لم يشهدها البلد سابقا..

 

وفيما اذا ثار كل هؤلاء.. فمن الذي سيكون الى جانبهم.. الجيش كما حدث في مصر؟ وهل جيشنا يعمل لخدمة الشعب والوطن ام لخدمة الحكومة؟ ومن الذي سيمنع المخربين و(الحواسم) وكل من سيجدها فرصة لتدمير ماتبقى من الدمار في العاصمة؟

 

والسؤال الاكثر اهمية.. كيف سيستقبل سكان المنطقة الخضراء ثوراتكم؟ سيحزمون اغراضهم ليلة ثورتكم كما فعل بن علي، ام سيناورون ثمانية عشر يوما كما فعل مبارك؟

 

تذكروا.. بن علي كان واحدا ومبارك كان واحدا.. لكن قادتنا كثيرون وميليشياتهم اكثر ويعلم الله من يقف خلف هذا ومن يدعم ذاك من دول العرب والعالم، فهل سيقدمون لكم كل هذا على طبق من فضة بعد ان أدمنوا رائحة النفط؟

 

هل سيتهمني البعض بالتشاؤم ام بالتخلف ام بموالاة الحكومة؟ مهما كان الجواب.. فانا مع كل عراقي يسمع نبض هذا البلد ويشارك الامهات دعوتهن الصباحية بيوم يعم فيه الامن والامان وتنتظم البطاقة التموينية..

 

فقط سؤال اخير.. اين كنتم منذ سنة.. حين اجريت الانتخابات وتعطلت الحياة لتسعة شهور في البلد دون حكومة.. لم لم تثوروا حينئذ؟ لماذا لم تخاطبوا المرجعيات الدينية عندئذ ان كنتم تعزفون على نفس الوتر الذي عزف عليه من تثورون ضدهم؟

 

مانفع الحلم ان كان مستنسخا.. وماقيمة الثورة عندما تتعدد الوانها؟ اذن لاضير من ان تضاف اليها ثورة اخرى بنفسجية تحمل رسالة قلق على (المواطن) الذي (داخ وحار في زمانه) من أداة للانتخابات الى اداة للتغيير.. أعانك الله ايها المواطن متى سينتهي مسلسل استغلالك؟

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

http://www.kitabat.com/i80338.htm

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.