كـتـاب ألموقع
بينّ بيروتُ الجمالِ، ومصرُ الحضارةِ: إنبثقت أولُ قصةً قصيرةً عربياً// علي الجاف
- المجموعة: علي إسماعيل الجاف
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 31 أيار 2021 10:23
- كتب بواسطة: علي الجاف
- الزيارات: 1642
علي الجاف
عصرُ التجريبِ والومضةِ والجرأةِ:
هندسةُ الخيالِ أفقدت القصةُ القصيرةُ جسدها
بينّ بيروتُ الجمالِ، ومصرُ الحضارةِ: إنبثقت أولُ قصةً قصيرةً عربياً
التنموي الاستاذ علي الجاف
نعلم جيداً أننا أمام تحدي كبير في ظل ظهور القصة السريعة ، هي فنُ جديدُ عصريُ هادفُ لوجود مروجينَ لهُ ، وأستقبالٍ كبيرٍ على صعيدٍ تقنيٍ. نقول: إن التقنيات الحديثة أستطاعت إن تمارس سطوتها على القصةِ القصيرةِ عبر نوافذٍ عديدةٍ ، نذكرُ منها:
-استخدام الانترنيت في النشرِ والترويجِ والاعلانِ عن هذا النوعِ من القصةِ
- تبني الجميع لمفهوم الكتابةِ والحوارِ والمضمونِ واللغةِ والاساليبُ البلاغيةُ عبر عاملٍ واضحٍ عنوانهُ (الشهرةُ السريعةُ)
-يعتقد الجميع إن القصة مستحدثة في اللغةِ العربيةِ ، ويرجع إلى أصولٍ معروفةٍ ، في مساراتٍ متعددةٍ
- في أوربا، بدأ فن القصة القصيرة في القرن الثامن عشر
- نشهدُ حالياً ، في زمنِ كتابةِ القصةِ ، واقعات تقودُ صوبَ عصر التجريب غير المقيد ، على أثر معطيات الحياة الداخلية للإنسان : الشعور - اللاشعور ؛ الواقع - اللاواقع؛ الحلم- الحقيقة ؛ الانبثاق- الغمور؛ والحدث هو : تجربةُ نفسيةُ تعتمد على التعاقبِ السببيِ
- الظهور العصري يحتاج لغةً أيحائيةً وموضوعيةً ومحايدةً فيها التلميحُ والتضادُ والتناوبُ والتناظرُ والغيرةُ قائماً
ففي بداية الأدب الكلاسيكي عام ١٣١٣ ، ديكاميرون، قدم لنا فلسفةً مفادها : أمكانية خلق حكايةٍ جديدةٍ فيها مغامرات دون كيخوتي عبر القصةِ التفاعليةِ ، والحكايةُ هي : وجودُ كليُ وأنسانيُ يمثل البداية الحقيقية ؛ بينما الرواية الانجليزية ظهرت لنا عن طريق (كلاريسا) جيدةِ الصنعِ ، والقصة والرواية أساسهما فكرةً عن مجتمعٍ متحضرٍ يضافُ لهُ السرد القصصي : الالتزام.
نعلم جيداً إن القصة ، فنُ ادبيُ ، ظهر في بدايةِ القرنِ العشرين، وأول قصة عربية (في القطار) للقاص (محمد تيمور) نشرت في جريدة (السفور) عام ١٩١٧!
وهناك رأياً أخر يقول: أول قصة قصيرة عربية كانت تعودُ إلى ميخائيل نعيمة (سنتها الجديدة) نشرت عام ١٩١٤ في بيروت!
وبعدها ، ظهر لنا المدُ القوميُ ، وحركة الترجمة، والتحليل النفسي، والواقعية الاشتراكية، وجيلُ الروادِ، والقصة الحيوية ، وتصويرُ المعاركِ ، ورجالُ الاصلاحِ، والخاطرة، والآثار الاجتماعية والقضايا الاجتماعية القومية في سوريا ومصر والجزائر والسودان وغيرها بهدفٍ واحدٍ : أحياء القصة عربياً عبر محمد صدقي، ومحمد بن العابد ومحمد حيدر .
المتواجون الان
1593 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع