مقالات وآراء
الإرهاب والأزمات السياحية// بنيامين يوخنا دانيال
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 19 أيلول/سبتمبر 2025 20:11
- كتب بواسطة: بنيامين يوخنا دانيال
- الزيارات: 120
بنيامين يوخنا دانيال
الإرهاب والأزمات السياحية
بنيامين يوخنا دانيال
لقد أفضت آفة الإرهاب الخطيرة إلى كوارث وأزمات سياحية حقيقية مختلفة الأبعاد ومتباينة الدرجات, شهدتها صناعة السياحة والسفر عالميا وأقليميا ومحليا على مستوى العديد من الدول المهمة على خارطة السياحة العالمية. فالآثار السلبية لانفجارات 11 سبتمر / أيلول 2001 الدرامية في الولايات المتحدة الأمريكية , وسلسلة الهجمات التي أرتكبت لاحقا في المدن الأوروبية الكبرى كانت واضحة و لية على صناعة السياحة والسفر عالميا, حيث تراجع السفر العالمي بنسبة (7,4) بالمائة بحسب المجلس الدولي للسياحة والسفر وخسرت شركات الطيران نحو (10) مليارات دولار, وتم الاستغناء عن (8,8) مليون عامل, كانوا يعملون في مختلف الأنشطة والفعاليات والمجالات السياحية على نطاق العالم . بالإضافة إلى (400) ألف عامل في صناعة النقل الجوي. كما فقد الاتحاد الأوروبي وحده (4,5) في المائة من الطلب السياحي, وتراجع حجم السياحة الوافدة إلى منطقة الباسيفيك (الهادي) بنسبة تتراوح بين ( 10 – 20 ) في المائة.
أما على الصعيد الوطني فقد شهدت شركات الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية انخفاضا في الطلب على التذاكر بنسبة (30) في المائة خلال فترة الصدمة الأولى, كما أغلقت المطارات وألغيت آلاف الرحلات الجوية الداخلية ومن وإلى البلاد, واستغرقت مستويات الإشغال في فنادق نيويورك (34) شهرا للتعافي. أما مدريد الإسبانية فقد استغرقت ( 12 ) شهرا للتعافي من تفجيرات قطارات عام 2003 , واستغرقت لندن ( 9 ) أشهر للتعافي من من هجمات تموز 2005.
أما مذبحة (حتشبسوت) الفرعوني بالأقصر المصري صباح يوم 17 تشرين الثاني 1997 , فقد تسببت بواحدة من أشد الأزمات السياحية في مصر . كذلك تفجيرات مدريد في 11 آذار 2004 (قبل ثلاثة أيام من الانتخابات العامة في إسبانيا) التي انعكست آثارها السلبية على السياحة في أوروبا عموما, وإسبانيا خصوصا. وتفجيرات بالي الأولى – أندونيسيا في تشرين الأول 2002 وتفجيرات بالي الثانية في تشرين الأول 2005 التي تركت تداعيات خطيرة على قطاع السياحة الإندونيسي الذي عاش أزمة سياحية حقيقية بسببها ولعدة أعوام.
وهناك أزمة سياحية عاشتها المملكة الأردنية الهاشمية إثر الانفجارات الثلاثة التي وقعت بتاريخ 11 أيلول 2005 بواسطة عبوات ناسفة استهدفت ثلاثة فنادق (راديسون ساس, حياة عمان, و دايز إن.) في العاصمة عمان, الأمر الذي استوجب معها دمج إدارة الأزمات في استرتيجية الدولة الشاملة للتنمية السياحية المستدامة والتسويق والإدارة لحماية وإعادة بناء صورتها الآمنة والجاذبة لأفواج السياح من مختلف أنحاء العالم.
وأيضا تفجيرات لندن بتاريخ 7 تموز 2005 التي تركت بصمات سوداء واضحة على خارطة السياحة البريطانية, الأمر الذي اضطرت معه الحكومة إلى تخفيف القيود على التأشيرات السياحية وغيرها من الإجراءات من أجل المحافظة على حجم السياحة الواردة إلى البلاد, وكان في ارتفاع مستمر باستثناء السنوات 1991 و 2001 و 2008 و 2009 ولعدة أسباب. علما تعتبر لندن ومدريد من المدن الأولى على مستوى العالم من حيث عدد الليالي المبيتية, وتنشط فيهما سياحة المدن إلى جانب العديد من العواصم الأوروبية التي تعتبر وجهات سياحية في غاية الأهمية.
وكل هذه الحالات تمثل كوارث وأزمات سياحية عالمية وأقليمية ووطنية متمخضة عن الإرهاب الذي يسبب الفوضى ويثير الذعر والخوف , لما له من أبعاد , أهمها: -
أولا : الإرهاب كخطر .
ثانيا : الإرهاب كتهديد .
ثالثا : الإرهاب كمصدر للقلق.
إذ يتراجع استهلاك السياح للمنتجات السياحية في الوجهة السياحية المستهدفة بالإرهاب , وذلك تبعا للوتيرة وشدة الهجوم الإرهابي , مع الاختيار بين الوجهات السياحية لصالح الآمنة منها حيث الهدوء والأمان, و بعيدا عن الوجهات المتضررة, وبناء على (تأثير الذاكرة) , حيث يغير هؤلاء سلوكهم بناء على تجارب مماثلة من الماضي (الذاكرة الأولية), أو معلومات حصلوا عليها بشكل من الأشكال , وما أكثرها, ويكون ذلك وفقا لمرونة الطلب لديهم, وفيما إذا كانت عالية أو منخفضة. كما يتأثر التوظيف , وقد ترتفع تكاليف السفر والسياحة بسبب النفقات الاضافية على الاجراءات الأمنية الجديدة , وقائية كانت أو تلك المتعلقة بالاستعداد والاستجابة والاحتواء, الأمر الذي سينعكس سلبا على جاذبية الوجهة السياحية التي أصاب الخلل أمنها السياحي وقدرتها التنافسية. مع احتمال تراجع الاستثمارات في مشاريع الفنادق والمطاعم وبقية البنية التحتية للسياحة في الوجهة المتضررة .
* عن ( السياحة و الإرهاب ) للباحث , دار نشر بيشوا , أربيل – العراق 2011 .