مقالات وآراء
اكبر قاعدة امريكية تحمي كل شيء ... الا مضيفها// زكي رضا
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 20 أيلول/سبتمبر 2025 19:35
- كتب بواسطة: زكي رضا
- الزيارات: 56
زكي رضا
اكبر قاعدة امريكية تحمي كل شيء ... الا مضيفها
زكي رضا
الدنمارك
منذ تأسيس إسرائيل وإعلانها كدولة في العام 1948، وأمريكا تنحاز اليها بدعهما عسكريا وأقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، موفّرة لها الغطاء "القانوني" والدبلوماسي في المحافل الدولية ومنها مجلس الأمن، حيث الفيتو الأمريكي حاضر ضد أي قرار أممي ينتفد أسرائيل. فيما أختارت الأنظمة العربية التي لا تستمد شرعيتها من شعوبها ولليوم الصمت مقابل السياسات الامريكية تجاه بلدانها وقضايا العرب.
المشكلة اليوم هي أن غالبية الشعوب العربية هي الأخرى أختارت الصمت، ما يعكس حالة ذل سايكولوجية عند الطرفين، فإذا بررنا ذل الأنظمة حفاظا على عروشهم، فأننا لا نستطيع تبرير الذل الذي تعيشه هذه الشعوب وكأنه قدر، فلا ترى عند هذه الشعوب احتجاجات جماهيرية كبرى للدفاع عن كرامتها من خلال وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة على يد الاسرائيليين ورعاتهم الامريكان بل ولا حتى على بلدانهم، وموقف الحكومة والشعب القطريين صورة واضحة للذل العربي.
عندما يتحدث ترامب الى الزعماء العرب ومنهم زعماء الخليج، فانه يتحدث كرجل اعمال لا كسياسي، فهو يحلب الدول الخليجية بترليونات الدولارات، ليس من اجل شعاره "لنجعل امريكا أعظم" فقط، بل من أجل دعم اسرائيل ماديا وعسكريا. والواضح من خلال ذل الانظمة الخليجية والعربية لامريكا واسرائيل، أنها تبنّت هذا الشعار وحولته الى "لتكن اموالنا ونفطنا وغازنا سببا في جعل أمريكا واسرائيل عظيمتين..!! وهنا تدحرج الذل العربي من الصمت الى كسب ود اسرائيل وامريكا رغم الاهانات التي توجهها الدولتان للعرب. والذل كحالة سايكولوجية هنا، لا يترجم كونه عجز سياسي وعسكري، وأقتصادي عند الدول العربية غير الخليجية، بل شعور بالهزيمة والخذلان والاستسلام.
قطر، التي تستضيف اكبر قاعدة امريكية (العديد)، صمتت صمت المقابر حينما قصفت إسرائيل الدوحة التي تحتضن القاعدة وتصرف عليها المليارات سنويا، لم تنطلق منها قنبلة صوتية واحدة تجاه الطائرات الاسرائيلية، الا انها كانت حاضرة في الرد على الصواريخ الايرانية في حرب الأثني عشرة يوما بين إيران وأسرائيل، وبهذا فأن امريكا تقول لقطر وللخليجيين والعرب من أنّ القاعدة هي لحماية مصالحها وأمن اسرائيل.
جاء في البيان الختامي لمؤتمر الدوحة في نقطتها السادسة من أنّ الدول المجتمعة تدعم "الجهود التي تبذلها الدول التي تقوم بدور الوساطة، وفي مقدمتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل وقف العدوان على قطاع غزة" !
هل امريكا وسيط من اجل وقف الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني!؟ امريكا التي تريد تهجير سكان غزّة ليحولها المقاول ترامب الى ريفيرا بالأموال التي حلبها من الخليج، امريكا التي قررت قبل ساعات من تاريخ اليوم (19/9/2025) إهانة البيان الختامي ومعه كل الزعماء العرب والمسلمين ومعهم شعوبهم كما ورد في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" ، من أنها ستزود إسرائيل بـ 30 طائرة هليوكوبتر طراز اباتشي من طراز إيه . إتش - 64، وهي أيضا من تلك الأموال التي حلبها ترامب من بلدان الخليج ومنها قطر ، أمريكا التي ترفض ما يجري في قطاع غزة من دمار وقتل وتجويع، على انه جرائم حرب وترفع النقض (الفيتو) في مجلس الامن، معتبرة جرائم اسرائيل هي حق بالدفاع عن النفس! نقول هل امريكا بعد كل هذا وسيط نزيه ليثمن البيان الختامي موقفها!
ما تحتاجه الأنظمة العربية والاسلامية في ظل عالم يتجه للخروج من عالم القطب الواحد الى عالم متعدد الأقطاب، هو بحثها عن تحالفات جديدة ولتكن أقتصادية بداية الأمر، مع بلدان لها مواقف تاريخية تضامنا مع العرب والفلسطينيين، كالصين وروسيا وبلدان الجنوب الأوربي كأسبانيا، تحجيم العلاقات الأقتصادية خصوصا مع المانيا التي تعتبر أمن إسرائيل جزءا من هويتها الوطنية ولا تود الأعتراف بحل الدولتين التي نصت عليها قرارات أممية سابقة. النفط والغاز سلاح فعال يجب الاستفادة منه كسلاح للتوازن لا للعقاب ، خصوصا وأن اوربا تعاني من ارتفاع اسعار الطاقة التي تفرضها واشنطن عليها لمنعها من شراء النفظ والغاز الروسيين.
خففوا القيود على شعوبكم، واتركوها تتظاهر سلميا، فتظاهراتها وتضامنها مع الفلسطينيين في غزة، ستجعل امريكا والدول الاوربية التي تقف ودون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، تعيد النظر بالكثير من سياستها تجاه بلدانكم وشعوبكم، أمنحوها حرية الرأي والتفكير، فبهما يزداد وعيها وتنزع ثوب الذل الذي تلبسونه وإياهم.
زكي رضا
الدنمارك
19/9/2025