اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• مشاريع بإنتظار البطريرك الجديد -//- سلام مروكي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مشاريع بإنتظار البطريرك الجديد

سلام مروكي

ملبورن/أستراليا

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقدمة

يتطلّع الشعب المسيحي العراقي لإنتخاب راعيا جديدا للكنيسة المشرقية الكلدانية أملا من الربّان الجديد قيادة دفة السفينة الى شاطئ الأمان والإزدهار في زمن قاس جدا حيث تعاني أخلاقية الإنسان وحياته الروحية من إخفاق كبير وتراجع ملحوظ أمام تكالب غرائز الإمتلاك الفاني والتسلط العدواني اللاإنساني، فالبلاد تمزقها رياح الطائفية المقيتة والتعنصر القومي والتعجرف الديني التي دفعت غالبية أبناء الرعية قسرا الى هجر بلاد الرافدين موطن الأجداد وإختيار حياة الشتات حفاظا على أرواحهم. إنّ إعتلاء الكرسي البطريركي مهمة صعبة للغاية يتطلّب من المختار التحلي بصفات ومهارات متميّزة لكي يسجل التاريخ دوره القيادي بأحرف من الذهب. البطريرك هو القائد الروحي الذي يضع نصب عينيه المبادئ الإنجيلية ليجسدها بأقواله وأفعاله في تعامله مع شؤون الرعية الروحية والإنسانية، إنه حسب التقليد الكنسي يمثل المسيح على الأرض، فسلوكه يمثل مركز إقتداء المسيحين المنضوين تحت خيمته ومحط أنظارهم لذلك يجب أن يكون أهلا لهذه المسؤولية الربّانية.

مشاريع تنتظر البطريرك الجديد

1- إنشاء مجلس لإدارة الكنيسة:

يعتمد نجاح أي مؤسّسة روحيّة أو علمانية على التنظيم الحكيم لشؤونها. حيث ينضوي تحت لواء الكنيسة المشرقية الكلدانية أكثر من مليون شخص داخل العراق وبقية أرجاء المعمورة لذلك يحتّم هذا العدد على البطريرك الجديد أن يحيط نفسه بحاشية من الإكليروس والعلمانيين النزهاء والخبراء بشتى مجالات الحياة ليستنير بحكمتهم ورشدهم لإتخاذ القرارات الصائبة والسليمة لإدارة وتنظيم مهام المؤسسة الكنسية روحيا وإنسانيا لكي تصبّ كل الجهود المثمرة في خدمة المؤمنين وإعلاء شأنهم.

2- اموال الكنيسة:

إنّ أموال الكنيسة وأوقافها ملك للرعية وليست ملك لرجل الدين مهما كان منصبه. لقد إستغل ّ بعض الأساقفة والكهنة هذه الأمانة واستحوذوا على أموال الكنيسة وظّفوها لخدمة مصالحهم الشخصية وتحقيق مأربهم الدنيوية وهذا مخالف لميثاق نذورهم الروحي لخدمة رسالة المسيح. يقع على عاتق الراعي الجديد هيكلة مالية المال العام لهذه الكنيسة ومعاقبة كل من تسول نفسه للتلاعب بأموال المؤمنين، يتوجّب على كل أبرشية تعيين محاسبين أكفاء ونزهاء يتولون شؤون أموال الكنيسة بكل شفافية، يودّع الدخل في المصرف بأسم كل أبرشية ويصرف على المشاريع التي تخطط لها إدارة الكنيسة بالإجماع. معرفة كيف تصرف أموال الرعية حقّ لكل من إنتسب إليها.

3- صيانة الموروث اللغوي والطقسي:

لقد خلّف لنا أجدادنا العظام إرثا طقسيا ثري بالإيمان يسرد بكل أمان كيف تسارعت طوابيرهم لإقتبال وسام الشهادة من أجل التبشير برسالة المسيح في كل أرجاء المشرق، عطّروا الثرى بدمائهم الزكية وأطّروا هذه المسيرة بألاف المدائح والصلاوات والتراتيل والأناشيد بلغة أرامية – سريانية لكي نحملها نحن الأحفاد في جعبة الإيمان أينما حللنا وإرتحلنا. تشهد كنيستنا اليوم إهمالا كبيرا لهذا الكنز الروحي لذلك يتوجّب على الراعي الجديد إعادة النظر في هذا الخلل وحمل راية تراثنا الكنسي واللغوي كما فعل أسلافنا لأنه أحد أركان وجودنا.

4- مشروع وحدة الكنائس:

إنّ شعبنا المسيحي بكل مسمياته موحّد تجمعه المقومات الأساسية الثابتة من لغة أرامية عريقة وتاريخ مشرق وتراث ثري وتقاليد إجتماعية معروفة وديانة مسيحية سمحاء لكن كنائسه منقسمة لذلك نهيب بالبطريرك الجديد أن يحمل على منكبيه معول الوحدة والمحبة والتأخي ليكسّر به جدار الكراهية والتشرذم بين كنائس المشرق، يأمل كل أبناء شعبنا من الراعي الجديد أن يلعب دور الأخ الكبير ليجمع قادة كنائس المشرق ويتشاور معهم من أجل وحدة الكنيسة وشعبها وهكذا يعيد الإمور الى نصابها وينقش في سجل تاريخنا إشراقة جديدة.

5- رعاية الشبيبة:

لقد غابت إدارة هذه الكنيسة عن حياة الشبيبة في السنين الأخيرة وإقتصر التردد الى بيوت الرب فقط على المسنّين وهذا إخفاق روحي كبير، تاه هذا الفصيل من المؤمنين لفقدان اليد الراعية لتطلعاته وأماله ومن هذا المنطلق يتطلّب من الإدارة الجديدة التمعّن بخصوصيّات هذه الشريحة التي ستمثّل مستقبل الكنيسة الواعد والوقوف على الإمور التي تسعدها وتصونها من الضياع. أقترح على كل أبرشية إنشاء ديسكو خاص للشباب لجمع شملهم على الفرح، ليتعارفوا تحت خيمة المسيح وتعاليمه ذلك سيكون أفضل بكثير من القنوط والكأبة التي يعيشوها شبابنا داخل العراق وضياع الذين في المهجر بمتاهات المادّة.

6- العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما:

لقد إكتفى أحبار دولة الفاتيكان رفع صلاتهم من أجل السلام في الشرق لكن لم يحرّكوا ساكنا لدعم شعبنا الجريح الذي يئنّ لأكثر من أربعين عاما ومازال يلعق جراحه. لعب الحبر الأعظم دورا قياديا في تقسيم الإتحاد السوفيتي وتفليش المعسكر الشيوعي لكن لم يدّخر جهدا لوقف الحرب العراقية-الإيرانية التي أنهكتنا بكل تفاصيلها ولا التخفيف من الحصار الإقتصادي الجائرالذي جوّعنا والحروب الطاحنة التي تلته والتي هجّرت قسرا غالبية أبناء شعبنا من بلاد الرافدين . إن الإرتباط الإداري الأعمى مع روما أعاد كنيستنا المشرقية الكلدانية الى الوراء وجعل منها مؤسسة هزيلة تابعة لا يحق لبطريركها إتخاذ أي قرار دون الرجوع الى البابا. وعليه يأمل الشعب المسيحي المشرقي من البطريرك الجديد أن يراجع بجرءة وحكمة وحزم هذه العلاقة ويفاتح الحبر الأعظم بالتقصير المتعمّد تجاه محنة شعبنا. لقد مللنا صلوات الأحبار ودعواتهم، شعبنا يذبح كل يوم، كنائسنا تفجّر، حقوقنا تهضم وعددنا يتناقص بإستمرار في العراق. أين دور الكنيسة الأم من حمايتنا وجمع شملنا. إن شهداء كنيسة المشرق يئنون في قبورهم على ما حلّ بأحفادهم من بؤس وشتات.

7- نقل الكرسي البطريركي:

يحاول بعض المغرضين والمتطفلين طرح مشروع نقل الكرسي البطريركي الى ولاية مشيكن الأمريكية لكونها تحوي عدد كبيرا من كلدان العراق وهذا إجحاف بحق دماء أولائك الأباء العظام الذين أسسوا الكنيسة المشرقية العريقة وصاغوا طقوسها المتميّزة وتاريخها المشرق. إنّ هذا المقترح المدسسوس يعمل على تفريغ العراق والمشرق من السكان الأصليين ليُمحى وجودهم من السجّل التأريخي لبلاد النهرين. نأمل من البطريرك القادم أن يخرس أصحاب هذه المقترحات ليكون عمود خيمة مسيحيي المشرق والأب الجامع في داره لأولاده المشتتين في الغربة المرّة.

8- مشروع الهجرة المعاكسة:

نزيف الهجرة أنهك شعبنا وكنيستنا فإذا إستمرّ هذا الشلّال سوف نشهد في القريب العاجل إنقراض هذا الشعب وإنطفاء نور كنيسة المشرق. حان الوقت لوقف هذه الكارثة عن طريق تكاتف قادة كنائس المشرق وعلى رأسهم البطريرك الجديد مع المهتمين بشؤون شعبنا للوقوف على هذا الداء القاتل. إن المفاتحة الجريئة والصريحة للكنيسة الكاثوليكية في روما والقيادات السياسية الوطنية والإقليمية والمجتمع الدولي المتمثل بهيئة الأمم المتحدة لإتخاذ دورهم الإنساني وواجبهم الأخلاقي في شحذ الهمم لإرساء دعائم السلام والإستقرار في الشرق وخاصة في العراق لحماية وضمان حقوق الإنسان وصيانة كرامته، كل هذا سوف يشجّع ألاف المهاجرين المعانين من الغربة المقيتة للعودة الى الديار المهجورة.

صلاة من أجل البطريرك الجديد

يارب إملئ من روحك قلبه ومن حكمتك عقله ومن نورك وجهه ليكون مثلنا الأعلى

يارب إمنحه البلاغة بمنطقه والصدق بقوله والحزم بفعله ليدافع عن حقوق شعبه

يارب إجعله بلسما للجريح وفرحا للكئيب وغناً للفقير وحنانا لليتيم

يارب إجعله يكره الدولار والمال لأنهما أساس الشرور ومخالفة للنذور

يارب أبعده عن موائد الأغنياء لأنها ترفع الكلسترول والضغط والسكر

يارب أبعده عن السياسة ومكرها لكي لا ينزلق كما إنزلق ساسة العراق

يارب أبعده عن مجالس المدّاحين والإنتهازيين لأنهم يفسدون وقاره الروحي

يارب إجعله مشجعا للعلم والمعرفة فهما الضمان الوحيد لتطورنا

يارب إجعله محبّا للموسيقى والترتيل كي يحافظ على موروثنا الطقسي الجميل

يارب إجعله محبّا للرياضة وكل الفنون ليكسب الشبيبة فهي سرّ إستمرارنا

يارب إمنحه الشجاعة ليعلن (الكلدان السريان الأشوريين) مسميات مرادفة لشعبنا

يارب إمنحنا بطريركا وطنيّا موحِّدا، فإذا قُسِمت بلاد النهرين لأيّ بلد سننتمي

يارب أثلج صدورنا وأبهج قلوبنا بقدّيس جديد من المشرق يعيد نهضتنا الإنسانية

أمين

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.