اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• "الحل الأوحد .. إغتيال الزعيم الأوحد" -//- محمد الجاسم

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

"الحل الأوحد .. إغتيال الزعيم الأوحد"

محمد الجاسم

بهذا الشعار الغريب تبتدئ نافورة الدم بالتدفق ، وتبتدئ ثقافة القتل والسحل واستنطاق السجناء السياسيين في مراكز الشرطة ومقرات الحرس اللاقومي، وحين تكتظ بالموقوفين كل الأماكن المعتادة فلا ضير في استخدام المدارس ورياض الأطفال ومديريات النشاط المدرسي للتحقيق وتكسير الأطراف وقلع الأظافر والحصول على براءة أختراع بعثية بإستخدام القناني الزجاجية لإجلاس الموقوفين والسجناء عليها وهم عراة ، تلك الأيام القليلة والأشهر القليلة التي ملأت دفاتر التأريخ بأضخم سجل لإنتهاكات حقوق الإنسان في العالم في التعامل مع الخصوم السياسيين من ابناء هذا الوطن الجريح ، كما حصل في الناصرية والكاظمية والسليمانية والموصل ومدن العراق العديدة على أيدي رجال ارتدوا الملابس الخاكية وحملوا غدارات بورسعيد المصرية التي تكرمت بها الجمهورية العربية المتحدة على عصابات الحرس اللاقومي ..لقد أسّس شعار (الحل الأوحد .. إغتيال الزعيم الأوحد) الذي رفعه فؤاد الركابي مؤسس حزب البعث في العراق لثقافة العنف والإرهاب في هذا البلد ، عن طريق تجذير أساليب التعذيب والترويع لدى المحققين الذين غالباً ما يكونون من الرفاق الحزبيين إضافة الى عناصرالأمن السياسي والشرطة السرية ممن لم يتورعوا عن إخفاء السجناء الذين ييأسون من انتزاع الإعترافات منهم فيذهب قسم منهم الى الدفن السري أو الإذابة في أحواض الأسيد أو الرمي في الأنهر أو زرقهم بالسموم ،وشملت هذه الإبادات القسرية للجنس البشري مواطنين يُتَّهمون بأنهم شيوعيون أحياناً أو إسلاميون أحياناً أخرى أو حتى قوميون ..ولم يبق من معتنقي الافكاروالسياسيين ومحبّي التطور أحداً لم يذق التقتيل والتهجير والإذلال. ومن أجل تدعيم دولة العصابة هذه كان لابد من الإجهاز على دولة المؤسسات والحريات السياسية والقضاء على القوانين التي شرعتها قيادة الثورة الجديدة وقرروا إغتيال قائد الثورة الذي حاز على إعجاب الجماهير الغفيرة بخصائصه الشعبية ونزاهته النادرة ونكران ذاته التي لم يألف تأريخ الحكام له مثيلاً.

لقد ساهمت الأحزاب السياسية الرئيسة في العراق وقتئذ في إسقاط التجرية الثورية الشعبية مرة بغايات وأهداف خاصة ضيقة ومرة بأجندات خارجية دخلت فيها بقوة أسماء دول الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي والجمهورية العربية المتحدة، وتقاتلت الدولتان الكبريان في العالم على ارض العراق وبطاقات عراقية صرفة ممولة من أموال وأفكار غريبة عن الشعب العراقي ، حيث كانت كلمة قومي تمثل الرجعية والظلامية واليمينية وترتعد لها فرائص الذي يُدعى أممياً ، وفكرة القضاء على الملحدين والكفار وعملاء الروس يتغنى بها المؤدلجون بعثياً، وفي هذه الفوضى الفكرية غابت فكرة التحاور وتقبل الآخر وغاب الإحساس بالشعور الوطني الذي يمثله نهج الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ومعيته من الضباط الأحرار وبعض وزراء التكنوقراط المستقلين مما أثار حفيظة أعدائه فقرروا الإنقضاض عليه وعلى تجربته الديموقراطية ، وخطوا بأياديهم السوداء خارطة طريق الموت والإقصاء والتنكيل ورسموا نياسمها وأخاديدها التي امتدت الى أيامنا هذه حاملة نظريات الإستهزاء بالدستور والتهديد بقلب الطاولة على رؤوس الذين لا يلبون مطالب ثلاث أو اربع محافظات على حساب إرادات ومشاعر ابناء المحافظات الثماني عشرة الإخرى.. وما زالت جماهير أحفاد إنقلابيي الثامن من شباط الأسود قبل خمسين عاماً يرقصون على أنغام جراح الآخرين ويرفعون شعارات وأعلام نظام سياسي ارتبطت بإسمه وبتأريخه كل مآسي تلك الجماهيروحرمانها وتكالب الزمان عليها.

لذا نجد أن على كل متصدٍّ للعمل السياسي في العراق والعمل التنفيذي والعمل التشريعي والعمل الوعظي أن ينهلوا جميعاً من عِبَر الماضي ودروسه ويدرسون جيداً الأسباب التي أنجحت شعار " الحل الأوحد في أغتيال الزعيم الأوحد" وسد كافة الثغرات التي ينوي شيطان البعث التسلل من خلالها للإنقضاض على مكتسبات الشعب العراقي ، والإستفادة من كافة الطاقات الوطنية الخيّرة والنيّرة لدرء الفتنة التي تتربص على الأبواب..وتفعيل دولة القانون والمؤسسات لا دولة التمسيح والمداهنات ، وربّ قولٍ أنفذ من صول.

8 شباط 2013

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.