اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

أوراق الخريف- رواية: الفصل الثالث// د. آدم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. آدم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

أوراق الخريف- رواية: الفصل الثالث

د. آدم عربي

 

جينا تجلس في صمت، تتأمل الأفق من نافذة مكتبها، ثم تغوص في بحر أفكارها ، أحمد... رجل يملك بحرًا من المعرفة، يتحدث عن المحاضرات والجامعات بسلاسة تثير الإعجاب. هل خبرته تلك مرتكزة على شهادة جامعية، أم أنها مجرد شغف لا ينتهي؟ ، لكنه ذكر محاضرات وجامعات! ،  لكنه لم يبدِ اهتمامًا بمنصبي، لم يرَ فيكِ إلا جينا الإنسانة، لا جينا مديرة الشركة ، و بنبرة حائرة ، هل يعد ذلك تقديرًا لذاتي، أم إغفالًا لإنجازاتي؟

 ربما في عدم اهتمامه بالألقاب والمناصب، يكمن احترامه الحقيقي لكِ كشخص، لا كمنصب ، وبابتسامة خفيفة إذًا، قد يكون في تجاهله لمركزي الوظيفي، نوع من التقدير الأعمق لما أنا عليه بعيدًا عن الأضواء والمسميات ، تعود جينا إلى واقعها، تنظر إلى الأوراق المبعثرة على مكتبها، وتبتسم برضا، وتقرر لا بد من التواصل مع أحمد ، يقطع صوت مساعدها هذا الهدوء، مذكرًا إياها بواقع العمل الذي لا يرحم. “نحتاج على الأقل إلى عاملين جدد،” قال بنبرة تحمل بين طياتها القلق والإلحاح ، “العمل يتزايد، ونحن بأمس الحاجة إلى عمال.”

جينا: "يا فرانك، ألا تلاحظ الفراغ الذي خلفه غياب العمال؟ إن مهندسينا كالنجوم النادرة في سماء الصناعة، ليس من اليسير استبدالهم."

فرانك: "أدرك ذلك يا جينا، ولكن الطلبات تتوالى علينا كموج البحر، والخوف يتسلل إلى قلبي من أن نعجز عن تسليم السلع في أوانها، فتضيع الثقة كما يضيع الوقت."

جينا : من الصعب في وقت قصير ايجاد مهندسين مهرة ، لذا لا تعلنوا عن طلب عمال ، ساتصرف ، هل مهندس واحد يكفي ؟

فرانك : يكفي بشرط العمل وقت إضافي للعمال لحين إنتهاء الأزمة

جينا : حسناً ، انصرف إلى عملك ، سأتصل بلورا، من لورا؟ ها ، قلت لك انصرف لعملك.

رفعت جينا سماعة الهاتف واتصلت بلورا

 "مرحبًا لورا، كيف حالك؟"

لورا: "أهلاً جينا، أنا بخير. ما الذي يُشغل بالك؟"

جينا:  هذه المرة الأمر مختلف! ، عندي طلب صغير، أحتاج مساعدتك لمدة أسبوع ، هل تستطيعين أن تعملي معي لمدة أسبوع ، فنحن في الشركة مشغولون جداً؟

لورا: "لمدة أسبوع؟ لكنني لا أحب العمل، وأعيش على أجرة العقار الذي ورثته عن أبي كما تعرفين."

جينا: "أعلم أنك لا تحبين العمل، لكنني بحاجة ماسة إلى مساعدتك ، هل يمكنك قبول الطلب؟"

لورا: "حسنًا، ومنذ متى رفضت لك طلباً

جينا : شكراً لورا ، ننتظرك غداَ

في صباح يوم جديد، حيث السماء تتلألأ بألوان الفجر الزاهية، دخلت لورا عالم العمل بخطى مترددة ، كانت تعيش حياة هانئة، ترفل في دفء الراحة والاستقرار، بعيدة عن صخب العمل وضجيجه.

لكن الأسبوع الذي قضته بين جدران الشركة كان كفيلًا بأن يعزف على أوتار روحها نغمات التغيير ، وجدت في العمل متعة لم تكن تتوقعها، وفي التحديات طريقًا للنمو والتطور.

ومع نهاية الأسبوع، كان قرارها قد تبلور كقطرة ندى على ورقة خضراء، اتصلت بجينا، الصديقة التي كانت لها كالمرسى في بحر الحياة، وأعلنت لها بصوت يملؤه الحماس: “أريد أن أستمر في العمل، أريد أن أكون جزءًا من هذا العالم الجديد.”

ابتسمت جينا بفرح غامر وقالت: “أهلاً بك في عائلتنا الكبيرة ، تعالي إلى مكتبي غدًا، فلديّ لك طلب خاص.”

وفي اليوم التالي، وقفت لورا أمام مكتب جينا، حيث تلقت طلبًا لم تكن تتوقعه. “أريد منك أن تكوني عيوني وأذني، أن تكوني الحارس الأمين لأسرار الشركة ، ولكن، يجب أن تظل علاقتنا طي الكتمان.”

وافقت لورا بثقة، وهي تدرك أنها على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالمسؤوليات والمغامرات ، “سأكون لك كما تريدين، وسأحافظ على العهد الذي بيننا.”.

في لحظة من لحظات اليوم العملي المزدحم، رنّ الهاتف في مكتب فرانك، وكانت جينا على الطرف الآخر، بصوت يملؤه الحماس والرضا، قالت: “يا فرانك، ها هو اليوم الذي كنت تحلم به ، الموظفة الجديدة، بكل ما تحمله من طاقة وعزيمة، قد قررت أن تواصل مسيرتها معنا، أرجوك، امنحها المكان الذي يليق بمواهبها.”

ومن خلف مكتبه، أجاب فرانك بصوت متزن وثقة تعكس خبرته الطويلة: “كل المواقع في رحاب شركتنا تحمل قيمتها ومكانتها الصحيحة ، لا تقلقي، سأجد لها المكان الذي ستزدهر فيه مواهبها ، لحظات وأكون في مكتبك لإحضارها.

 

يتبع في الفصل الرابع .....

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.