اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• منظمات المجتمع المدني – نـدرة أم قـلة كفاءة أم....!؟

وهـيب الصـانع

منظمات المجتمع المدني – نـدرة أم قـلة كفاءة أم....!؟

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

ان المجتمع المدني بكافة إشكاله وتعدد مسمياته وتنوع أنشطته  مؤسسات والجمعيات والاتحادات والمنتديات والأحزاب، كلها منظمات محلية تسعى وتسهم لمزيد من الرفاهية لمجتمعاتها .

فمهما اختلف  الاسم أو التوصيف لتلك المنظمة يظل القــاسم المشترك بينهما هـو الإنسان المحور الأساسي لكل الفعاليات والأنشطة , كما هو أيضا هـدف التنمية ومقصدها من كل الأطراف ،مؤسسات حكومية أو منظمات مجتمع مدني .

مع أننـا نـدرك أهمــية ذلك , خصوصاً عندما  نـشرع في تشكل الأحــزاب والجمعيات ،حيث لا يمكن وفــقاً للدستور والقانون بمنح  التصريح لمزاولة مثل هكذا نشاط ،إلا عند استيفاء توقيعات لعدد محـدد، و يسمى بالنصاب لذي بموجبة يكون العــقد التأسـيس من قـبل مجموعه من الأعضاء،هم من  يشكلون النواة الفكرة الأساسية لمقترح  المشروع .

 وبهذه الخطوة تستكمل إجراءات بدء الطلب  بالتوثيق والانتخابات للهيئة الإدارية الأولى من قبل الجهات المختصة، وبالمقابل يمنح هذا الكيان الاجتماعي المدني تصريحاً لمزاولة برامجه وأنشطته وفقاً لنظامه الأساسي النهائي والمقر من قبل أغلبية أعضاء الجمعية العمومية .

إن أولى الفعاليات لمثل هكذا منظمة يكون عبر إشهارها إعلاميا عبر وسائل الإعلام المـقروءة والمرئية والمسموعة،  لكن ليس هذا  هو الموضوع أو المشكلة ..!؟ ,و إنما المشكلة تكمن عندما تخـتزل تلك المشاريع  والأفكار الجـميلة والرائعة، لتصبح مجـرد مقـرات مغلقة لا تسكنها سوى الأشباح أو أخــتام تمهر بها الأوراق التي تعلوا ترويستها الشعارات ، لتظل قابعة في الأكياس أو الحقائب , ولا تخـرج منها أو تـتزحزح إلا قــبل شـهر رمضان الكريم ، لتعــزف بها كل الحان الحـزن  والأسى وتغني كل ترانيم الاستعطاف والاستـجـداء .

إن تلك المذكرات التي تـدق على أوتار موائــد الصائميــن تارة وكسوة وأضحية العيد تارة أخرى .

كل هذا  يحدث وينفذ بعقلية العمل الفردي ، دونما أي إقرارا وموافقة، من الهيئة الإدارية أو استشارة الجمعية العمومية، مع هذا وذاك لا نجد  أي برنامج او خطة مكتوبة لكثير من تلك المنظمات والأحزاب وغالباً ما تعقد الاجتماعات .

أما عن تلك الأحزاب فالحسنة الوحيدة التي تقدمها لأعضائها هي بطاقة العضوية اليتـيمة، لا تمنح إلا بالوساطة أو متى استدعـت الحاجة للأعضاء لإقــرار  شـي ما أو لـشهادة الزور..!!.

إن غيــاب التـنظيم الإداري وقـلة الخـبرة في الإعمال الطوعية، وضعـف ثقـافة الـتدريب يقودنـا إلى فـساد من نوع أخـر، هو ذاك الفساد المقنع با خمار الطوعية والإنسانية والنضال من أجل الحـرية ،خصوصاً عندما تذهب كثير من المساعدات والمنح والهبات المالية والتبرعات إلى جيوب أولئك الأشخاص المتنفذيـن ( المقرمطين ) .

إن ثقـافة (القرمطة ) لها طـرق وأساليب وفــنون شـتى , وآليات ناجعة ومشاريع رائـده , ولكـنها مجـرد مشاريع شخصية تعود بالفـائدة لذي القربى , بينما الفـئات المستحـقة والتي تمتـلك مشاريع قائمة وناجـحة لا يصلها حتى الـقلـيل .

ويمكن القول أن القرصنة الفـكرية  في مـثل هكذا مجال تعد عملاً مربـحاً بكل المقاييس فــثقافة القرصنة لـدى هــؤلاء المبدعـين ...!!  خصوصاً في السطو على أفكار الغير في العمل الطوعي والتنموي يعود تاريخـها وبوادرها إلى مصدر مؤهــلاتهم الأكاديمية التي جلبت بعضها من الخارج  خصوصاً في فـترة ( صناعة الدبلومات )  أو إثناء انهـيار حـكومة صدام بالـعراق الشقـيق او من الهند بلد "الحج وبيع المسابح "كما يقول المثل.

فلا عجب أن تجد فكرتك منفذة بعد تقديمها أو استعراضها في جلسة أو لقاء  ولا غـرابة أن تسمع أو تشاهد مشروعك أو بحثك يقرا أمامك  في منصة إحدى القاعات , وذلك بعد سحبه منك  للطباعة , ولا تحـزن أو تنفعل عندما  يستبدل  غلاف ورقة عملك المقدمة لإحدى الندوات والمشاركات الخارجية وأنت لا تعرف ذلك ، إلا  عندما يسلمك إياها رئيس الوفد قبل المغادرة بثواني ، ستجد أنه قد كتب إلى جوار اسمك أسماء أشخاص ليس لهم أي شان أو دراية بمحتوى الموضوع وما سيقدم  .

إن مثل هذه الأعمال الهدف منها نبيل كما يقولون ( تلميع وإعداد لكوادر الغـد ) أنها استراتيجيات لم نكن ندري بها وغائبة عن أذهـاننا حينها كل تلك المؤشرات التي توحي بأن هناك شياً يدبر.

إذا كيف لنا إن ندرك أولئك أصحاب المؤهلات الكبيرة وذوي السيرة الذاتية المحشوة بالشهادات والدورات المتميزة التي لا تمس لصاحبها بصلة .

وإن كنت من ذوي الخبرة والتأهيل والشهادات الكبيرة والكثيرة فأنت ليس لك فرصة  بين هولا ولن يكون الحـظ حليـفك لشغل منـصب ما - لأنك راسب مع سـبق الإصرار والترصد - وإن اسـتدعى الأمـر في بعض الأحيان لأقصاك قصرا كحضور شخص أخرى يمتحن ، وينتحل شخصيتك ، إن هذا يحدث وليس من الخيال, كل هذا يحدث في بلدي .

بل و لربما قد تجد أسما يتطابق مع أسمك إلى الاسم الرابع  ..!!

فلا داعي لخوضك أي انتخابات , فحظوظك ذاهبة لا محالة لشخص غيرك !؟.

فعلى ما يبـدوا إن شهادة حسن السـيرة والسلوك التي منحت لي في بداية الثمانينات من قبل الجهة المخولة لمنحها آنذاك والتي كانت تعد إحدى الوثائق  الهامة والمطلوبة لاستكمال إجراءات التوظيف , تلك الشهادة التي بذلت فيها جهداً مضني وعانيت معاناة شاقة للحصول عليها ومع ذلك أجد نفسي دائماً راسباً في مادة السلوك وناجحاً بالتفوق في باقي المواد.

 فــا بالله ألا دلـيـتمـوني أيـن تكمـن العـــلة ...!؟.

 

كاتب وباحث - اليمن

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.