اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• غيور من القوش

 يوسف شامايا

غيور من القوش

 

الشماس / يوسف شامايا

 

في زمن الاحتلال العثماني للعراق كان هناك شخصا ظالما يدعى ( صقلي ) كان عريفا في قوات الاحتلال آنذاك ، بيده السلطة ليحكم على هذا ويظلم ذاك ويسجن ويقتل من يشاء والذين عاشوا الاحتلال ذاقوا مرارة الظلم والتعسف الذي كان يمارسه بحق أبناء الشعب . وفي كل عهد وزمن يظهر من يقف في وجـــــــه الظلم، يتطوع معلناً الحرب عليه ، ففي عام ( 1915 – 1917 ) كان هناك رجــلا شجاعا من أبناء القــــوش لم تخفه تهديدات وإرهاب هذا الظالم بل وقف بوجهه وهدده بالقتل حينما تعرض في ذات مرة لفتاة من بنات بلدتــــــــه ، وكان هذا الظالم قد تعرض لها معتمدا على سلطته التي لا يتمكن احد من التعرض له فيفعل ما يحلو له وما يريده وحينما علم هناك من يقف بوجهه ولا يسمح له بالاستهتار والتجاوز على التقاليد الاجتماعية في البلدة أرسل إليه مجموعة من عملائه للابتعاد عن طريقه وإلا ستكون العواقب وخيمة ....! لم يأبه هذا الشاب لتلك التهديدات بل أصر أن يقاومه حتى وان كلف ذلك حياته ..وحينما تمادى صقلي في ممارساته وإجحافه بحق الناس من أهالي البلدة ثارت ثائرة هذا الشاب المدعو (يوسف كوكي ) وامسك بحيوان ( قطة ) وقتلها ثم علّق على رقبتها ورقة كتب فيها : ( سيكون مصيرك كمصير هذا الحيوان إذا تماديت في تصرفاتك تجاه أهالي البلدة وقد اعذر من انذر ...؟ ! ) ورمى ذلك الحيوان في بيت صقلي . ارتعب صقلي حينما شاهد الحيوان والورقة التي كتب فيها التهديد فتعرف على الفاعل من خلال مرتزقته الذين باعوا البلدة بابخس ثمن فراح يترصده ويخطط للإيقاع به لكي يتخلص من خطورته ، وعرف في ذات يوم من مصادره الاستخباراتية إن يوسف مريض وعند شقيقته زرتا زوجة السيد يوسف رحيمة في قرية بندوايا ، وبعد أن تأكد من الخبر اتصل بشرطة الموصل واخبرهم بأن هناك هارب خطير في القرية يرجى إرسال قوة عسكرية إلى القوش لمحاصرته وإلقاء القبض عليه ، وبالفعل بعد وصول تلك المعلومات إلى السلطة المحلية في الموصل أرسلوا قوة معززة بالأسلحة والعتاد وحاصروا القرية ليلا وكان طريح الفراش فتم مداهمة الدار والقي القبض عليه دون أية مقاومة وأرسل مخفورا إلى الموصل وكان يعاني من وضعا صحيا صعبا لذلك ادخل إلى المستشفى للمعالجة وحينما علم صقلي بذلك ذهب إلى الموصل للقاء المسؤولين وبإيعاز منهم دخل إلى المستشفى وطلب منهم التخلص منه ، لأنه يشكل خطورة على سلطة الاحتلال في البلدة وأكد على عدم إخراجه من المستشفى وهو على قيد الحياة . فتم تشديد الحراسة عليه في المستشفى من قبل الجندرمة وكان له ابن أخت في الموصل اسمه ( بطرس ) أبو صبري طالب في المدرسة الاكليركية وبعد أن علم بأن خاله القي القبض عليه وادخل المستشفى ذهب لزيارته هناك فأوصاه خاله أن يجلب له صحنا وملعقة وقدحا للماء ومنديلا ، فانصرف الشاب واشترى ما طلبه خاله من الحاجات ثم احضرها له الى المستشفى وشكره خاله وطلب منه الاستمرار في الزيارة وبعد فترة ليست بالطويلة قام بزيارته للاطمئنان على تحسن وضعه الصحي فاندهش حينما دخل الى الصالة ولم ير خاله على السرير فسال الممرضة  المسؤولة عن تلك الردهة وكان معها مضمد تركي  تحدثت معه بالتركية فعلم بطرس حينما قالت له : إن الشخص الذي يسأل عنه أعطي حقنة مميتة والقي في نهر دجلة ليلا بأمر من السلطة....! وهكذا كانت نهاية هذا الشاب الذي رفض أن يركع للأجنبي ويقبل بالذل . ولكن ذلك لا يعني بنهاية يوسف سيتمادى سقلي في ظلمه واستهتاره دون أن تخلو الساحة ممن يردعه ويتواصل في ذات الطريق الذي سار عليه هذا الغيور،بل ظهر غيره ليكمل مشواره ويقف بوجه الظلم ،حيث تمكن عيسى ميخا قلومن القوش الملقب (عيسىقانه) وبمساعدة الأخوين ( كليانا الكبير وكليانة الصغير ) من قرية خورزان و( تيودوروس ، عوديشو ، زيا ) في عملية هجومية مسلحة من إلقاء القبض عليه على مشارف قرية الجراحية وقد لاذ ولده ( علي ) بالفرار تاركا والده بين أيادي من سينزلون به العقاب الصارم على ما ارتكبه بحق الأبرياء وهكذا نال جزاءه العادل بين قريتي الجراحية والنصيرية ، وهكذا استبشروا أهالي المنطقة بنهاية هذا المتغطرس الظالم سقلي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.