اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حكاية عقود التراخيص– 1 الحكاية والمؤامرة على النفط// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

حكاية عقود التراخيص– 1 الحكاية والمؤامرة على النفط

صائب خليل

 

حكاية عقود التراخيص، كأية قصة تتحول إلى حكاية شعبية مروية، فتفقد ظلالها، وترسم مساحاتها بالأبيض والأسود، بالخير والشر، للتبسيط والتجميل. وقصة التراخيص تحولت معظم درجات الظل فيها الى الأسود. فالجانب المسيطر على الإعلام وعلى السياسة في البلد، قد قرر تغييرها إلى ما يناسبه، فشن عليها حرباً إعلامية لا تبقي ولا تذر، حتى ان من بنى أسسها ترك الدفاع عنها يائساً وانزوى.

 

قصة جولات التراخيص، مثل بقية قصصنا، تحت إعلام نصبه على البلد اعداؤه، وكلف بتحطيم وعي شعبه وإصابته بالضياع، قصة قدمت للناس مشوهة بكل طاقة الإعلام العلمية المتطورة على التشويه، ولم تكن العقول المتعبة غير المدربة على هذا النوع وهذا الحجم من المراوغات، قادرة أن تتعامل مع هذا الهجوم الإعلامي وان تجد طريقها بين دهاليز الأرقام والمصطلحات والتفاصيل واللعب المتعمد على الأوتار الحساسة، حتى لو “أرادت”، والمتعب قلما "يريد".

حكاية عقود التراخيص هي أيضا حكاية المؤامرة على النفط العراقي، وهي بالتالي حكاية التآمر على العراق. حكاية السعي نحو الخصخصة التي تريد ان تسرق كل شيء من الناس، بـ "عقود الشراكة"، وحكاية الصراع بين الشركات العالمية وكردستان من جهة ومن حاول ان يدافع عن ثروات الشعب من الجهة الأخرى، فحقق ما حقق، وفشل بما فشل.

 

هذه محاولة لإعادة الظلال إلى هذه الحكاية وانقاذها مما احاطها من سموم إعلامية قاتلة ومن أخطاء كثيرة، وأرجو ان تكون روايتي لها موضوعية قدر الإمكان.

لقد اعتمدت هنا على ما كتبه الأستاذ فؤاد الأمير بشكل كبير، في اكثر من كتاب، وما تحدثت به معه في اكثر من حديث حول الموضوع. فلهذا الرجل، فضل لا ولن ينسى في انارة الكثير من طرق الغابة المظلمة المليئة بالوحوش والفخاخ، والمسماة ملف النفط العراقي. وله ولعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من زملائه الذين لا يجب الانتقاص من دورهم، الفضل في ان ملف النفط مازال ملف صراع لم يستسلم، ومازالت المؤامرات التي تحاك في الظلام وفي لحظات الغفلة، مثل قانون شركة النفط الوطنية، تدار من قبل وحوش تلك الغابة، ومازالت المقاومة لم تسقط.

 

*********

هذه الدراسة الشاملة لعقود التراخيص وضعت لتكون مفهومة للقارئ غير المختص، ودون التضحية بأية تفاصيل يحتاجها لفهم الموضوع وتحديد خطوطه، وحتى القدرة على المناقشة فيه مع المختصين، لكي لا يستغل جهل المواطن ببعض الحقائق والتعابير لإبعاده عن ساحة القرار تماماً.

قسمت هذه الدراسة إلى 9 أجزاء من أجل نشرها في الفيسبوك وتحت العناوين التالية:

1- حكاية عقود التراخيص – الحكاية والمؤامرة على النفط العراقي

2- حكاية عقود التراخيص – عقود مشاركة الإنتاج وعقود الخدمة

3- حكاية عقود التراخيص – جولات التراخيص كما حدثت

4- حكاية عقود التراخيص – مناقشة العقود

5- حكاية عقود التراخيص – أسس حساب التكاليف والأرباح في النفط

6- حكاية عقود التراخيص – الحسابات الخاطئة والهجوم على عقود التراخيص

7- حكاية عقود التراخيص – مشكلة عقود التراخيص: التبذير في طموحات الاستخراج

8- حكاية عقود التراخيص – اعتراضات شائعة على العقود والرد عليها

9- حكاية عقود التراخيص – خاتمة

 

****************

المؤامرة على النفط العراقي

بدأت المؤامرة على النفط العراقي قبل الاحتلال وبفترة طويلة، ثم أخذت شكلاً محددا حين بدأت وزارة الخارجية الأمريكية إعداد خططها المحددة لمستقبل العراق قبل عام على الاحتلال، فشكلت في نيسان 2002، 16 مجموعة عمل مختلفة، تحت عنوان: "مشروع مستقبل العراق Future of Iraq Project"،(1) بقيادة رايان كروكر Ryan Crocker (والذي أصبح فيما بعد سفير الولايات المتحدة في العراق). وكان من أهم مجاميع العمل تلك "مجموعة الطاقة والنفط "، وضمت عدد من "الخبراء" الأجانب والعراقيين في الخارج. وأوصت المجموعة بـ "انفتاح العراق على الشركات النفطية العالمية بأقرب فرصة ممكنة" وتشجيع الاستثمار الأجنبي في النفط وفق “عقود المشاركة بالإنتاج” وبصيغ مرنة!

 

ولنلاحظ هنا أن التأكيد على ذكر نوع العقود التي يجب توقيعها مسبقاً، وقبل حتى لمس الواقع النفطي العراقي على الأرض، أمر غريب ويفضح مدى التآمر على العراق. وهو يفضح من الجهة الأخرى خطورة ذلك النوع من العقود الذي يختاره من يتآمر على العراق كاختيار افضل.

 

فعقود “مشاركة الإنتاج” ليست مناسبة أبداً للحقول العراقية، إنما هي طريقة متبعة في العقود ذات المخاطرة العالية فقط، (وتسمى أيضاً "عقود مخاطرة") وليس الرقع الاستكشافية عالية الاحتمال، دع عنك الحقول المنتجة، كما هو الحال في العراق، وبضمنها حقول كردستان!

وتعطي هذه العقود حصصاً ظالمة للشركات على حساب البلد. وهي شكل غير مباشر لخصخصة النفط، حيث يصبح جزء من نفط البلاد ملكاً للشركة العاملة. وكمثال فأن حصة الشركات الأجنبية في عقود حكومة إقليم كردستان، تبلغ في ادنى العقود، 15% من الإنتاج.

 

"مشاركة الإنتاج" تعني إضافة إلى التحكم بالإمدادات النفطية، التحكم بدرجة أو بأخرى، بأسعار النفط وكمية ما يطرح منه في السوق، وإمكانية ممارسة الضغط على دول الأوبك لزيادة المطروح او تقليله، لتخفيض السعر أو رفعه. لقد كانت أميركا تسيطر دائما على السعودية وتوجهها بالطريقة التي تتماشى مع مخططاتها، كما يحدث هذه الأيام حيث اجبرتها على زيادة الضخ وانخفضت الأسعار بشكل كبير، وكل ذلك بصراحة وقحة لا يخفيها ترمب. وتسعى الولايات المتحدة بجد أن تضم العراق إلى السعودية في هذه المهمة المكلفة وغير المشرفة. ومازالت المؤامرة قائمة على قدم وساق وفي غاية النشاط، وتأخذ اليوم عنوان "شركة النفط الوطنية العراقية" والتي تم تمرير قانونها الغريب خلسة، في نهاية الفصل النيابي السابق، بعد تغيير القانون المقدم لمجلس النواب بشكل تام وجذري، وبدون علم خبراء النفط.

 

ولكي نفهم الحماس الأمريكي لعقود "مشاركة الإنتاج"، علينا ان نفهم تلك العقود ومقارنتها بعقود الخدمة.

 

(1)  Future of Iraq Project - SourceWatch

https://www.sourcewatch.org/index.php/Future_of_Iraq_Project

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.