اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عصر الدجل والدجالين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
لطيف بولا

مقالات اخرى للكاتب

عصر الدجل والدجالين

 

 

          كثيرة  هي الامراض والاوبئة التي سببت كوارث للبشرية واستطاع الانسان بتقدمه العلمي ان يضع حدا للكثير منها ،  الا ان ثمة امراض اجتماعية ونفسية ظهرت منذ تفسخ المجتمعات بسبب الصراع التناحري وشهوة التسلط والإفتراس والسيطرة والاحتلال  ،والاثراء على حساب الاخرين .  فكان الدجل احد هذه الوسائل الماكرة ومرض من  الامراض  الاجتماعية والسياسية والنفسية  الخطيرة ويكاد يكون داء العصر المستشري بين الشرائح الحاكمة والمحكومة  على حد سواء  . لان العدوة تنتقل في كل الاوساط وتزداد عندما تستفحل اسباب انتشارها كالبطالة والجهل والتخلف والفـُرقة والنعرات الطائفية والشوفينية   . 

 

              لاادري اذا كان هذا العصر هو العصر الذي حذرنا منه يسوع المسيح له المجد (  من ان الدجال سياتي فيه ليخدع الناس  ؟  ) علما ان في هذا العصر دجالين وليس دجالا واحدا  ،   بل حيثما نلتفت يواجهنا دجال ، منهم لص بثوب مؤمن  ، وذئب بجلد حمل ، وجاهل بثوب مثقف ، وجبان ببزة بطل ، وخائن توشح  بالاخلاص وقبيح تزوق بالمساحيق، وعـفن تعـطر بالروائح ، وساقط تستر بجلبلب  الاخلاق.  .  

 

            وبت اخشى على الاطفال الابرياء وعلى ماتبقى من بسطاء الناس ان يتلوثوا بداء هؤلاء الدجالين الذي استشرى منذ زمن ولايزال يتفاقم في كل ناحية  ، وكأن الحياة عند هؤلاء الدجالين هي مجرد حيلة والضحك على الناس الطيبين والصعود على اكتافهم سيما ان البيئة والظروف الاجتماعية والسياسية كلها تخدمهم وتشجعهم على المضيء قدما في تحطيم ماتبقى من الثقافة والاخلاص والوطنية .   . 

 

 

               كل تعاليم الانبياء والفلاسفة والحكماء والاولياء وتضحيات الصالحين والقديسين لم تقض على نوازع الشر عند البشر الاشرار لتوفر مسلزمات نموها وانتشارها باستمرار ، منها تشبث القوى الرجعية التي تابى التقدم وتحالفها مع القوى المستغلة الظالمة والتي ترى في المشعوذين والدجالين وضعاف النفوس خير من يعاونها في محاربة قوى الديمقراطية والتقدم الحقيقية   ،  واذا كان يهوذا الاسخريوطي قد باع يسوع المسيح بثمن بخس ثم ندم على فعلته وانتحر ، فان آلافا من يهوذا الامس يبعون المسيح في هذا العصر  و كل يوم الف مرة  ، من  دون ان يوخز ضميرهم ندم ولو مرة واحدة.  . 

 

           الشرائع السماوية منذ عهد النبي موسى  ،   والشرائع الوضعية منذ زمن اشنونا ولارسا واور نمو وحمورابي  و مرورا بحكم احيقار والفلسفات المثالية والمادية  ،  كلها سعت لصقل النفس البشرية ولتهذيبها وانقاذها من شرور وشراهة النزعة الحيوانية وبناء مجتمع انساني متآخي  متحضر يسمو برقيه ويتنافس بعطائه ، الاان العواصف  المادية في هذا العصر والاغراءات الحياتية  جرفت كل تلك الشرائع والمـُثل لتصبح مجرد احلام واماني في خيال المعذبين والبسطاء من البشر واوراقا في مهب الريح وامالا  في خبر كان ..

 

         قال : لاتــزن !! حتى صار الزنات الاغلبية ومواخيرهم فخمة وعامرة ذات هيبة ووقار .  .  وقال: لايدخل الغـني الجنة حتى يولج البعـير في سم الأبرة  !!    ولم يستعص الامر على الدجالين اذ بلعـوا الأبرة والجمل ليضمنوا الجنة !! . وباسايبهم المعروفة  ذروا الغبار في  العيون   فعـمت الغـشاوة كي لاترى الحقيقة التي انزوت من خجلها في زوايا مظلمة  لتترك الدجالين يلعبون بمقدرات البشر ويتاجرون بالقيم والمثل ومن ورائهم جيوش من البسطاء والمخدوعين يؤازرونهم ويلتقطون فتاتهم حتي اصبح الكثير من

 هؤلاء مكفوفي القلوب والبصيرة ، والجهلة  يرون ان حقيقة الحياة يجب ان تكون هكذا كشريعة الغاب عند الحيوان والذي ياكل القوي  الضعيف فيها  ..والحياة ، حسب ما صورها لهم اسيادهم الدجالون كالحرب حيلة وخدعة فيتساوى عندهم الانسان مع الحيوان . وتصبح كل تعاليم الانبياء والمصلحين والفلاسفة والمناضلين مجرد كلام يتفننون في تحريفه لتبرير موبقاتهم واجرامهم بحق ابناء شعبهم..وفي مثل هذا الدمار  ما على البقية الباقية من الاقـلـية الخيرة إلا ان تغـدو شموعا  تهدي باحتراقها الى الحقيقة الضائعة  من ضل طريق الصواب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه   لتواصل ما بدأه  الانبياء والرسل والمصلحون والفلاسفة الاخيار والمناضلون من اجل الحق والعدالة والسلام والتاخي ....ولا نخشى جيوش الظلام لان شمعة واحدة إذا اُنيرت تهزم تلك الجيوش ..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.