كـتـاب ألموقع
• في يوم رحيل أُم ٍ كـادح ٍ
لطيف ﭙـولا
في يوم رحيل أُم ٍ كـادح ٍ
28 -9 - 2011
كلُ امرُيٍء عـَتـيـًا كان أم غـَريرا
يجرع ُ كأسَ الموتِ، مُرغما ، ومَريرا
فيدمي عيون َ من أثـكله الفراقُ
من اصابه السهم َ يبقى، دوما كسيرا
هَبًتْ رياحُ الحزن ِ وهزتِ الشعورا
لتنسج َ رثاءً وتبكيَ السطورا
واليوم نودع ُ ، اُختا ، امً كادح ٍ
حَـرقى لتستدرَ دمعا يسقي النحورا
يُحزنني اشدَ الحزن حينما أرى
أبا كادح ٍ نسرا وللهم ِ أسيرا
وكغريب ِ الدارِ بالصبرِ يستجيرا
تركتيه مُتعبا وكبيتٍ مهجورا
ومن حرٍ قلبه قد جفـًت دموعـُه
وكم من قيظِ بك ِ قد اصبح مَطيرا ؟!
يـَهيلون َ التراب َ وقلبي إذ يقول ُ :
لكم من ليلٍ داج ٍ جعلتيه منيرا ؟!
يا لهيب َ الفراق ِ قد افرغتَ البحورا
بعد اليوم لن يرى هذا العمرَ نضيرا
في السراء ِ نسمةٌ ، في الضراءِ لبوةٌ
رفــيقـة ُ دربه سنينا وشـهورا
حُرًة ٌ لا تقبلُ الإفراطَ بالوطنِ ِ
وحملتْ صليبَ العذابات ِ دهورا
في وقت ِ المُلمات ِتـَشد ُ من أزرِه
وترضعه الصبرَ ، وقد كان صبورا
وهي أمُ ( فلاح ٍ) قد أضناها شهيدا
ليترك جرحـَه في قلبها كبيرا
كـَظـَمتْ أنينـَها في حنايا روحِها
وكبركان ٍ يغلي ،يـُفجـٍرُ الصدورا
اَبـَت ْ ان تستسلم َ لأخبث ِ المرض ِ
ولم يكن عندها سوى العزمِ ِ نصيرا
كشمعة ٍ تذوب ُ وأمام الملاءِ
وهي تتضوعُ ابتسمات ٍ ونورا
كأنها خـُلـقتْ لتخنق َ الوَجعَ
وتملأ َ بيتـَها قوةً وسرورا
وشأنـُها، أبدا، شأنُ المناضلات ِ
في الموت ِ والحياة ِ يسابقن َ البدورا
يمنحنَ الدنيا دُفـئا كالشموس ِ ونورا
وظِلالا في الحَرٍ تـُبـَرِدُ السريرا
أنصحُ الجُهلاءَ ومن كان مَغرورا
مـِن غير أجنحةٍ هيهات ان تطيرا
لن تنال َ الخلود َ بتقديم ِ النذورا
قم ! وازرع الآمالَ ، واعتبرها زهورا
إنً أفعالَ المرء ِ سجلًُ حياتِه
فاجعله جُنينة ً لتنشرَ العطورا
فكلُ من توارى وسكنَ القبورا
لن يسمعَ نـَحيـبا ، لا يشم ًُ بخورا
لما تشيخ ُ يوما ستعودُ صغيرا
من دون ِ أحبـًة ٍ هيهات ان تسيرا
وعكازات ُ الأمس ِ آثرتِ النفورا
وهذا حالُ المرء ِ إناثا وذكورا
فكل ُ المُغريات ِ ليست إلا قشورا
ومن يُـدحر ُ الضَعفَ نحسبه جـَسورا
والموتُ لا يردع ُ ولا يمحو الشرورا
فالاسدُ يموت ُ وان كان هَصورا
إذا كنتَ صالحا على الخيرِ قديرا
ستحيا كالبطلِ ِ ، عند الردىِ منصورا
وَدٍعْ أُمً كادحٍ ، والموتُ وإنْ جـَنى
يـُخَــلـِدُ اسماءً ويمسح ُ قصورا !
المتواجون الان
698 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع