اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اهمية التراث في حياة الشعوب /الحلقة الاولى -//- لطيف ﭙـولا

تقييم المستخدم:  / 11
سيئجيد 

 

اهمية التراث في حياة الشعوب

الحلقة الاولى

لطيف ﭙـولا

الشعوب التي تحترم تراثها وتعمل على تخليده ونشره بين الشباب ,وبين الاجيال الصاعدة ,تكون اكثر اصالة واشد وحدة وارفع اخلاقا من التي لا تراث لها ,ولا تقاليد تجمع بين افرادها وتستذكر من خلالها ماضيها واجدادها الذين ورثوا منهم ذلك التراث والذي هو جزء مهم من تاريخ وثقافة الشعوب الاصيلة .. والتراث يبرز هوية الشعب وهو سجل حافل بممارسات ونشاطات وفعاليات الاباء والاجداد الذين واراهم الثرى وظلت بصماتهم خالدة مع هذا الترات التي تناقلته الاجيال جيل بعد جيل ..منه ما هو باق حي مع حياتنا اليوميةكالاعياد ومناسباتها, ومنه ما بدأ يأفل بفعل الحياة المعاصرة كالازياء الشعبية وادوات العمل وكثير من الفعاليات والنشاطات الاخرى .. وقد بذلت كثير من الدول والشعوب الحية والمنظمات الشعبية التي تهتم بالتراث جهودا كبيرة للابقاء على التراث .. ونحن شعب قد ورثنا من اجدادنا تراثاثرا وغزيرا وتنوعا يمتد تاريخة الاف من السنين وفيه ومضات بقيت تشع فيه من بابل وسومر وآشور ..وقد نتلمس ذلك التراث في الازياء الشعبية والاغاني والاعياد والحكايات والمفردات والاكلات الشعبية .. وما احتفالات اكيتو وسرى سال ونوروز الا جانبا من ذالك التراث .. وكم هو جدير بنا ان نخصص مكانا نجعله متحفا صغيرا في كل بلدة وقرية نحفظ فيه التحف القديمة من أواني وادوات الزراعة والازياء الشعبية .. طالما االجهات الرسمية لا تلتفت الى هذه المسالة المهمة على النخبة المثقفة ان تهتم بهذا الجانب لانه كما قلنا جانب مهم من الثقافة الوطنية والانسانية *

كيف نعمل لنصون تراثنا ؟

وسبق وان اقترحت على اصدقائي في الجمعيات والنوادي ان نرتدي ازياءنا الشعبية في المناسبات كالمهرجانات والاعياد , كي نرسخ ذهذا التقليدعند الشباب والاجيال الصاعدة, ونكتبونغني قصائد واغاني ومسرحيات حول التراث ,لانه النسغ الصاعد الذي يحافظ على هويتنا في هذا البحر المتلاطم من الضياع .ولكن مع الاسف لم الق اذنا صاغية ... بل جاءني لوم وعتاب وتبرم من الكثيرين حينما سلكت هذا الطريق وكرست جانبا رثيسيا من نشاطاتي اجسد تـراث الاباء والاجداد!... ويسألني البعض حائرا ما سر اهتمامي الزائد بالتراث ؟ّ الذي نسيه البعض , والبعض الاخر يحتقره ويتعالى عليه , ولا يريد ان نذكره بما كان عليه ابوه وجده , لعله يخشى ان ينال هذا التراث من مظاهره الفارغة ,وهو لا يمتلك من الدنيا الا هذه

المظاهر الكاذبة فهو جاهل وضال يركض وراء المادة طوال حياته .. فقد جذوره واصالته واصبح كالورقة التي تتلاعب بها الرياح شمالا تارة وجنوبا تارة اخرى وكما يقول الشاعر ( إذا الريح مالت ... مال حيث تميل ُ !!).

لماذا نهتمبالتراث ؟ .

في بداية نشأتيكان دفء الاهل ,والدي ووالدتي وجدي وجدتي وعمي وخالي والجيرانوالاخوان والاصدقاء يجري في عروقي, ويختلطمع دفء جمرات الكانونالذي كان يتوسطنا في ليال الشتاء ,وحرارة الاحاديث التي كانت تغذي اذهاننا وعقولنا وتزرع في كياننا بذورا نقلوها عن آبائهم واجدادهم .وبذلك تكون جذورنا قد ضربت في الاعماق لتبقى ترتشف من ذلك النـُسغ الصاعد من اعماق التاريخ ,وفيه كما قلنا ,عبق آشور وبابل وأكد وسومر من حيث ندري ولاندري .فكل التقاليد والاعراف والمناسبات والاعياد والتراتيلوالغناء كان فيها ومضات تشع عبر مئات من السنين ,تحت ركام من زمن الاهمال والانقطاع والنسيان ... وكبرنا وكانت تلك الاشياءتكبر معنا لاننا لم ننقطع عنها بل كلما سبرنا اغوار التاريخ كنا نكتشف حقائق جديدة وكنا نعرف مدى اهمية التراث في المحافظة على الاصل وعلى التاريخ. لان تراثنا هو حلقة وصل قوية بيننا وبين اجدادنا ,ولان التراث لم يات من العدم ولا في ليلة وضحاها, بل هو تراكم ثقافيمنذ قرون عديدة ترسخت جذوره ومراسيمه عند ابائنا وامهاتنا, ونقلوه الينا ليس لكي نهمله او تنسينا عنه متغيرات الحياة ,بل لنؤكد عليه في كل مناسبة , لنبرز خصوصيتنا امام العالم كما تفعل كل الشعوب الاصيلة والحية ... وهذا هو سر تشبثي بالتراث والتغني به ونشره بين الناس ,وخاصة بين ابناء شعبي لاذكرهمبهويتهم وتارخهم ,والذي هو جدير بان لا ينسوه حيثما وكيفما كانوا .. واشعر ان هذه رسالة يجب ان أؤديها بكل ما عندي من طاقة سواء نجحت او فشلت في ذالك, ومهما كانت التضحيات .إذ انها مسؤوليتي تجاه اجدادي الذين تركوا لنا ارثا عظيما وتاريخا مجيدا اتغنى به ,عسى ان يطرب من يسمعه, وان كان يصعب على البعض فهمه او قد يكون مُجبرا على الابتعاد عنعه, او عجزه للسبب او لاخر ,على الخوض فيه ... حسنا اسمع ندبنا عليه ,وعسى أن يطربكنواحنا ..

 

 

ما الذييدفعا الى هذا الصرار ؟

وراء كل ذلك هو اولا الوعي الكامل لقراءة الواقع . ثانيا الاستعداد الكامل على هضمه وتمثيله . ثالثا القدرة والموهبةالفنية والادبية لتجسيده في المقالة والقصيدة واللحنوعلى المسرح , وتقديمه للمجتمعبامانة وبصدق واخلاص .. وذالك يتطلب شجاعة الى حد التضحية بكل شيء من اجل الحقيقة . اجل كان شعري غزيرا ونشاطي الفني والادبي بشكل عام على قدر عمق تاريخنا, واعتزازي بتراثنا وكرد فعل لشدة المصائب والمؤامرات والغبن والاهمال الذي اصاب تاريخنا وتراثنا.. كل ذلك كان حافزا لنكتب الحقيقة ,ونتشبث بتاريخنا وتراثنا ونتغني به لنجعله اغنيةونشيدا على شفاه الناس, كما فعل من قبل برديصان ومارافرام وماريعقوب ونرساي وغيرهم ..إن عمق ماساتنا اليوم اشد ,ومخاطر الفناء ليس لتاريخنا وتراثنا فحسب بل لوجودنا قاب قوسين او ادنى . لذا يتطلب منا ان نصرخ لنجعل ابناء شعبنا ينتبهوا للخطر المحدق بوجودهم حيثما كانوا .

لمن تـُغني ؟

سألني احدهم : لمن تـغني؟..... اغني للحياة , في كل اشكالها ,كما تغني الطيور على الاشجار,وفي كل المواسم , في الجبال والسهول , في المدن والبراري ,وحتى عندما تكون اسيرة في الاقفاص لا تترك الغناء . أغني عندما يكون هناك شيء يحرك مشاعري, ويهز اوتار قلبي .فعندما تلقي حجارة في بركة ساكنة المياه تحدث موجات على سطح الماء تحرك سكونها .. فالحدث يحرك مشاعر الفنان .. ولما كانت حياة الانسان تختلف من نواحٍ ٍ كثيرة عن حياة سائر الكائنات ,بما فيها الطيور المغردة ,لذا اصبح غناءنا ذات الوان عديدة تطورت مع تطور الحياة وتباينت بتباين المكان والزمان وتراثنا خير شاهد على ذلك فهو بحر في هذا الجانب ..عندما نحزننغني اغاني حزينة كالاغنية التي كانت تـُغنى على (تموز )وهو في العالم السفلي ! اغني للذي هجره ابنه وتركه وحيدا ! ,انه غناء الاب الثاكلوالام الثالكلة...) واغني على الاطلال التي تبكي على صاحبها المهاجر المغترب وترك بيته واهله وقريته. واغني اغنية الانتظار القاتل على قارعات الطريق ! اغني للذكريات التي تحرك الدموع في المآقي والقصائد في القلوب ونار الجوى في المـُهج ... وأغني ايضا لسحر الطبيعةالذي يوقظ مشاعرنا ويخلب ألبابنا ..نغني لقدوم الربيع كما تفعل الاطيار. الفنان والشاعر يتحسسان بالحزن قبل غيرهما. كذلك يتحسسانبجمال الربيع ونسائمه قبل كما تتحسسه الطيور والفراشات .. فأغني لادعو اصدقائي كي

 

ينتبهوا لمقدمالربيع لنؤدي مراسيمنا باستقباله ..واغني لتراثنا الخالد ولتاريخنا المجيد ..اغني للوطن (اثرا دباي اخ شمشا بكل شن ِّ ودار ِ ..) او للأمل ( صـﭙرا بنَخثخ لخصادا ! مِللِّ قو مشَنِّ مَـلا ! ...) اغني للاطفال امل الحياة( قومو يا أيالي زور .... دزرءخ شِتل ِ بألول ِ) و للفلاح الذي يصنع خبزنا بعرق جبينه ( ماكحسمنــِه حراثاخ بُلبول بني ﭙرَزاثا )...للاعراس ( ﭙرسو بقاثا دورد بأورخاثا دَن تري ﭙقخ ِ...)اجل اغني وسابقى أغني ,لانني أحب شعبي ووطني وتاريخي وتراثي ... والنفسُ تطربُ للغناء,وإذا طربت غنت , سواءا كان غنائي حزينا او مفرحا . وباقتران الكلمة الصادقة والموسيقى واللحن والغناء ,اكون قد هيات لروحي الغذاء ,بل البلسم الشافي وزرعت الشيء الكثير من التراث سواء عن طريق اللحن او الكلمات الاصيلة التي بطل استعمالها او اُستعيض عنها بكلمات دخيلة , جعلتها حية في قصائدي وغناي..ألا يستحق تراثنا وتاريخنا وشعبنا ووطننا ان نغني فيهم .. أم الغناء عندك فقط للهو وهز الكروش والـ......؟!.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.