اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ربيعنا العراقي .. بعد عام

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

 مقالات اخرى للكاتب

ربيعنا العراقي .. بعد عام

 

تمر علينا  في الخامس و العشرين من هذا الشهر (شباط) ، ذكرى نتعطر بها، نتذكر فيها، كيف خرج شبابنا الى ساحة التحرير في بغداد، مطالبين بالأصلاحات السياسية والأقتصادية والمعيشية ، والتي لا تنتقص من قدر الحكومة ولا تمس هيبتها ، ولم تكن مطالبهم تدعو الى اسقاط النظام ، مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا ، وانما كانت جل شعاراتهم تطالب بفرص العمل التي أقرتها كل قوانين البشرية ، وتكافؤ الفرص ، والسكن اللائق ، والتمتع في حقوق المجتمع المدني ، وتحسين الخدمات ، ومحاسبة الفاسدين، وناهبي المال العام وعبيد النفاق والتملق ، والذين يحبون أن يعيشوا في عبودية طوعية ، ينحنون أمام مرؤسيهم بحق أو باطل . وقد كانت شعارات هؤلاء الشباب تدعو الى أن نلتقي سوية ، حكومة وشعبا ،في مسار يوصلنا الى الحياة الكريمة ، والبعيدة عن الأحباط ، الذي أصاب أوساط كبيرة من شعبنا عبر عقود و عقود .

 

لم يكن ذلك اليوم هو أول أيام الربيع العراقي ، فقد سبقته أحداث و ارهاصات  هيأت له . بأشكال مختلفة ، قبل أن تسقط عليه ثلوج السلطة وتجهض قطوفه باجراءات تعسفية ، لا تليق بها كسلطة منتخبة من شعب مظلوم ، ظل متلهفا للحرية منذ 40 عام  . اجراءات تلمح ببروز نظام استبدادي جديد ، من خلال تنظيم واختلاق مظاهرات الموالات للسلطة و نزول رجال أمن بملابس مدنية  يهتفون بالموالات لرموز الحكم .

 

نعم لقد كانت الممهدات لهذا الربيع كثيرة ومتنوعة ، ومنها على سبيل المثال ما جرى بالبصرة في شهر آب من عام 2010 ، حين انطلقت مظاهرات عارمة ، سرعان ما عمت بقية المدن الجنوبية والوسطى ، وقد سميت تلك المظاهرات ب" انتفاضة الكهرباء"  ، والتي سقط على أثرها شهيدان وأكثر من 20 جريح من المواطنين .. ويا للعجب فبعد انقطاع  دام لأكثر من 6 أعوام ، وفي قدرة قادر ، تنورت الشوارع والبيوت بانارة ساطعة  لم تعهدها أبدا طوال تلك السنوات ، بعد أن كانت مظلمة .. واستغرب الناس  كيف أن الحكومة سارعت ، ونتيجة للمظاهرات و ما رافقها من أحداث دامية ، قررت وبسرعة تشكيل لجنة طوارئ ، مهمتها القيام ببعض الأصلاحات الفورية  ، وعلاج مشكلة الأنقطاعات المزمنة التي تعيشها أكثر المحافظات والمدن العراقية.. وفعلا باشرت هذه اللجنة اعمالها بشكل فوري ، وعملت في اولى مهماتها على قطع خطوط الطوارئ التي تغذي المنطقة الخضراء ،والتي يقطنها أغلب السؤولين

 

في الدولة وافراد حمايتهم ،وعرفنا من ذلك بأن هؤلاء ينعمون بخطوط طاقة اضافية من الكهرباء ، تستهلك نصف الطاقة الكهربائية التي تتزود بها مدن العراق في بقية أحيائه وحاراته الفقيرة ..وهكذا أدركنا آنذاك بأن حقوقنا من الكهرباء مضيعة خلف سياجات الخضراء . وبدأت معها حملة جديدة قامت بها أجهزة الكهرباء والأمانة مدعومة بجهد أمني بازالة التجاوزات  خارج المنطقة الخضراء وتصاعدت الأنباء يوميا عن انجازات المؤسسات الحكومية التنفيذية بازالة  نسب متصاعدة من هذه التجاوزات وتحدث أعضاء في لجنة الطوارئ الى وسائل الاعلام عن التبشير( بعهد كهربائي جديد )قادم ، وان المظاهرات التي عمت العراق نهاية شهر حزيران سوف لا تتكرر ،  وبهذا تنفس العراقيون الصعداء واننعش الأمل من جديد بالاستمتاع بصيف دون منغصات ، لكنه لم يمض يومان حتى تم قطع الكهرباء من جديد وفهمنا بان الأخوة في المنطقة الخضراء عملوا بكل ارادتهم وقوتهم في السلطة على استرداد ما انقطع منهم   

 

   واليوم عندما نعود لنستذكر الذكرى الاولى لاحتجاجات 25 شباط ، لابد ان نتساءل :هل هو كثير على العراقين ، بعد عقود من الدكتاتورية ان يحظوا بحكومة تعبر عنهم وتلبي مطالبهم المشروعة ؟ وهل كثير عليهم ان يحظوا ببرلمان يمارس دوره الرقابي الحقيقي ولا يكون جزءا من الحكومة ؟ .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.