اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ماهو الأجدر بنا النهوض بمدينة ثقافية أم تقانية ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

مقالات اخرى للكاتب 

ماهو الأجدر بنا النهوض بمدينة ثقافية أم تقانية ؟

 

في ظل الفهم الجامد والمبتسر للثقافة  تتصاعد بين الحين والآخر الدعوات لدى بعض التجمعات الثقافية  و مجالس المحافظات العراقية  وتتكرر الرغبات في اعلان هذه المدينة أو تلك كعاصمة للثقافة  العراقية أو الأسلامية أو العربية وقد بدأ هذا الموال قبل بضع سنوات  في البصرة ، عندما أراد اتحاد الأدباء فيها اعلانها كعاصمة للثقافة العراقية  ، وقد مر العام تلو العام ولم نلمس أي ظاهرة جديدة فيها تشير الى أنها لبست ثواب عرسها و تزينت بواقع جديد ومتطور عما كانت عليه قبل ذلك . واليوم شعار كبير " النجف عاصمة الثقافة الأسلامية "، وغدا " بغداد عاصمة الثقافة العربية " ولا ندري متى سيأتي الدور على المحافظات المتبقية لتكون مدن ثقافية كونية تطعمنا الخواء بعد جوع .

 

   ومن أجل الا يتبلور فهم خاطئ ، جامد وسطحي للثقافة ، لابد لنا أن نبين أولا بأن الثقافة هي بناء فوقي للمجتمع ، وان لكل مجتمع جانبين ، جانب مادي ، وجانب لا مادي . والثقافة تشمل الجانب اللامادي . ولذلك تبقى الثقافة مظهرا من مظاهر الوعي الحضاري الذي يستوعب الأنسان من خلاله كل  ما يدور في العالم، وتؤهله لكي يكون منسجما مع الواقع.

 

لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية الثقافة كعنصر لا غنى عنه في الدراسة التي تهدف الى التعرف على الحياة الأجتماعية للناس ، وتفسيرها وفهمها فهما صحيحا .. وربما يكون من أسمى أهدافها هو مواجهة التخلف بكافة صوره و أشكاله .

 

ولعل ما يصيبنا اليوم في مجتمعاتنا من انتشار للأمية التي تتسع رفعتها يوميا ، وحتى التدين المزيف لدى البعض الذي يغطي كثير من المجالات ، والتجزئة العرقبة والمذهبية والطائفية المقيتة المفروضة علينا. والقصور الفضيع في غياب القدرة على التحرر من تبعات التاريخ والقصور الفضيع في غياب القدرة على  اتخاذ المواقف الصحيحة  وعدم وجود القدرة على التحرر من تبعات التاريخ، وعدم التفكير الجدي في بناء الذات و المجتمع و الدولة، والأندفاع نحو الماضي كمهرب أو ذريعة في كثير من الأحيان و التبشير به في كل الفرص و المناسبات ، هي كلها أمورسلبية وسيئة، تجعل مجتمعاتنا استهلاكية، وغير منتجة، وحتى غير مثقفة ، تنشد الرجوع الى الماضي ، بدلا من العيش في الحاضر والتوجه الى المستقبل.

 

 لذلك لا بد لنا من فتح النوافذ والأبواب للتكنولوجيات والتقنيات العلمية المتطورة ، والقيام بحملة تحديثية للمعارف والثقافات والكشف عن الطاقات القادرة على التفاعل الحي والخلاق للحاق بالركب الحضاري ، ومواكبة العصر ولا بد أيضا من وجود وعي ثقافي شامل يتضمن برامج البحث  والتطوير والتعاون المشترك مع الدول المتطورة .

 

ان ما دفعني لكتابة هذا المقال ، ليس هو الأفصاح عن مقصد ، أدعو فيه الى الأستغناء عن الموروث الثقافي و الروحي ، بل من أجل النظر اليه نظرة معاصرة ، تخدم أجيالنا القادمة في المستقبل ، والتي تحتاج الى رفع مستواها الحضاري والأجتماعي ، وثم الثقافي.. ونحن نعلم بأن أفكار المجتمع وثقافته ليست سوى انعكاس لظروف حياته الواقعية الموضوعية والتي تؤثر على مسيرة تطور المجتمع.

 

ليس هنالك من قصور عندما نقتدي بالمجتمعات المتمدنة في العالم ، والاستفادة من تجاربها في استخدام الوسائل و الأساليب لكي نصل الى مصاف المتنورين الحاذقين . ولا شك في أن المنجزات العلمية وتطبيقاتها المختلفة هي التي تغيير البشر بكل الأشكال المباشرة وغير المباشرة .

 

لماذا نؤكد على حاجة مجتمعنا الى التطيرين التقني والعلمي ؟ وذلك لأن كليهما لا يقبلان بداية العمل بالطرق العشوائية والخيالية المعروفة في المجال الثقافي الواسع ، لأن الأسلوب العلمي يتميز بالدقة  في الطرح وباستخدام الكثير من الأدلة الدامغة ، والبراهين الثابتة مع التفكير ، والأستدلال ، والأستنتاج ، والأثبات والنقد والتحليل . وهذا هو الفرق الأساسي والجوهري بين العلم والثقافة .

 

            تصنف الدول في العالم اليوم بالدول المتقدمة أو النامية (أو التي في طريق النمو) على أساس التطور العلمي والتكنولوجي الذي تستند إليه في إدارة وتنمية القطاعات المختلفة كالصناعة والزراعة والصحة والذي بدوره يعكس مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي لتلك الدول.

 

        ولمواكبة متطلبات العصر في ظل العولمة والتحديات الجديدة والتنمية المستدامة فإنه يتحتم على الدول النامية بوجه خاص تهيئة الظروف المناسبة والإمكانيات اللازمة لدفع عجلة التطور العلمي والتكنولوجي وإدخال ذلك في برامج التنمية الشاملة القريبة والبعيدة المدى، كأحد العوامل الرئيسية للانطلاق نحو الابتكار والإبداع التقني.

 

        ومن هذه المعطيات فإن إنشاء المدن التقانية وتطويرها على اختلاف أنواعها أصبح يمثل أهمية قصوى باعتبارها وسيلة فعالة في بناء وتحسين الصناعة وتعزيز متطلبات التنمية اقتصادية وتطوير المستوى المعيشي لأفراد المجتمع، ومن أجل ذلك فإن تأسيس المدن التقانية ودعمها في الدول النامية والعناية بها وتوفير كافة الموارد الضرورية للتمويل وتأهيل الكوادر العلمية والفنية ذات الكفاءات العالية لإدارتها والإشراف على أنشطتها، يُعد مطلباً ضرورياً لتحقيق الأهداف المرجوة منها والتي على رأسها نقل وتوطين التقنية المتقدمة وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين، كما أن جهداً من هذا النوع سيؤثر على زيادة التعاون في النشاط التجاري على المستوى القطري والإقليمي والدولي.

 

        ولكي تنجح المدن التقانية في أداء الدور المناط بها على أكمل وجه فإنه لابد من أن ترتكز بنيتها التحتية على أسس وقواعد ثابتة تمكنها من الاستمرارية والنمو والتألق لمواجهة أي تحديات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية. التعريف بالمدن التقانية وأهميتها.

 

التعريف بالمدن التقانية وأهميتها:-

 

        المدن التقانية (Technology Parks)

هي عبارة عن منشآت تتوفر فيها الوسائل اللازمة، من كفاءات بشرية متخصصة وإمكانيات معملية خدمة لأغراضها وأهدافها التي من شأنها نقل المعرفة التقنية إلى الجامعات ومراكز الأبحاث وقطاعات الصناعة، لأحداث نهضة علمية وتقنية والاستفادة منها في إقامة وتطوير صناعات تقنية ذات عائد اقتصادي من شأنه المساهمة في تنمية المجتمع.

 

        ولعله من المفيد أن نشير إلى أن فكرة إنشاء المدن التقانية قد بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية (1) بغرض إشراك الجامعات وشركات القطاع الخاص مع القطاع الحكومي من أجل التطوير الصناعي للتفوق في مجال الدفاع، وفي بداية الستينيات تم استخدام الحاضنات التقنية (Technology Incubators)

في الولايات المتحدة الأمريكية بغرض دعم الشركات الصناعية التي كانت في طور التكوين لتنميتها من مشاريع علمية صناعية إلى المستوى التجاري وذلك بتقديم الإمكانيات والاستشارات الفنية والمالية.

 

        ومن ثم بدأت فكرة المدن التقانية في الانتشار إلى أوروبا حيث أقيمت أول مدينة تقانية في المملكة المتحدة في بداية السبعينيات من القرن الماضي وكان الهدف من إنشائها الاستفادة من الأبحاث العلمية والتقنية في الجامعات في خلق مردود اقتصادي، وهكذا تطورت المدن التقانية من مجرد فكرة إلى أن أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزاء من النشاط الاقتصادي كأحد دعائم التنمية الشاملة، وتمثل البنية التحتية لسياسات تطوير البحث العلمي والتقني للبلدان المتقدمة، وقد أخذت الدول النامية بفكرة المدن التقانية وأدركت أهميتها في مجال التطور الصناعي وتنمية الاقتصاد، حيث تسعى حالياً دول في أسيا والشرق الأوسط وأفريقيا لبناء هذه المنشآت ودعمها من أجل إحراز تقدم في الصناعة، وتظهر أهمية المدن التقانية من خلال الأهداف التي تسعى إليها والتي يمكن إجمالها فيما يلي:

 

·      تأسيس قاعدة صناعية ثابتة باستخدام الأبحاث العلمية وتنفيذ المشروعات التي تساهم في بناء دخل ثابت ومستمر للمجتمع.

 

·      إفساح المجال أمام المهتمين التقنيين والمسئولين في الدولة لتصدير التقنية المتميزة وتوريد تقنية متقدمة على مستوى أعلى واستخدام العائد المالي لتطوير النشاط الصناعي وتجويده.

 

·      المساهمة في خلق شركات صناعية جديدة وتنميتها وربطها بالأسواق التجارية.

 

·      محاربة البطالة والسعي إلى خلق فرص عمل للمواطنين.

 

·      تشجيع العلماء والباحثين والفنيين في الجامعات والمعاهد العليا على البحث العلمي والتقني، الذي من شأنه إحداث نهضة صناعية على أسس علمية وتطوير الاقتصاد الوطني.

 

·      مواكبة التطور العلمي السريع والاستفادة من التقنية الحديثة بما يعود بالتقدم على المجتمع من الناحية الصناعية والاقتصادية.

 

التحديات الجديدة وكيفية التعامل معها:-

 

        تنمو المدن التقانية في جو حافل بالتنافس الصناعي الذي يأخذ في الاعتبار الجانب الاقتصادي كعامل رئيسي ومهم، فهو يتأثر به سلباً وإيجاباً وهذا بدوره ينعكس على متطلبات البحث العلمي والتقني كأساس للابتكار والإبداع في جميع المجالات. وفي عصر مليء بالتحديات، ألقت العولمة بظلالها على أوجه النشاط الاقتصادي والصناعي والتنموي، فلم يعد هناك مجال للتطور والبقاء لمن يركن إلى الأسس التقليدية القديمة(2). ومن أجل ذلك فقد أصبح واجباً على الدول خاصة النامية من تكوين قاعدة اقتصادية ثابتة مدعومة بتطوير صناعي، وتقني هدفه الإعلاء من دور المدن التقانية وإفساح المجال أمامها لخدمة المجتمع، وهذا يعني توفير الامكانيات البشرية والمادية والعمل على تهيئة كل الظروف للابداع والابتكار التقني الذي يستند بالضرورة على وجود البحث العلمي وتشجيع مراكز البحث على كافة مستوياتها حتى يمكنها أن تعطي ما هو مطلوب منها، وتكوين أطر من الخبراء القادرين على دفع عجلة التطور التقني والتقدم الصناعي والاقتصادي.

 

        والجدير بالذكر أن التنمية المستدامة وهي مطلب رئيسي للنمو اليوم (3،4)، تفرض الاهتمام بالمصادر الطبيعية وحسن استخدامها والمحافظة على البيئة وإيجاد أساسيات تقنية حديثة ومتطورة في مجال شبكة المعلومات والاتصالات وتطوير التقنيات الموجودة وإيجاد تقنيات بديلة ومستديمة لتوفير الطاقة النظيفة ومياه صالحة للشرب وتنمية الزراعة، كلها جوانب ذات أهمية كبرى للرفع من مستوى المعيشة ومحاربة البطالة وخلق مجتمع واع ومتطور مدرك لحقوقه وواجباته من أجل حياة أفضل لأبناء الجيل الحاضر وطلائع المستقبل.

 

        هذه جملة من التحديات التي تواجه إقامة المدن التقانية، وهي شروط لإنشاء وبقاء ونجاح المدن التقانية وتمكينها من تقديم العطاء المطلوب منها.

 

عوامل قيام ونجاح المدن التقانية:-

 

        إن إنشاء المدن التقانية لا ينطلق من فراغ، وليس كل دولة أو إقليم فيها مؤهلاً لأن تقام به مدن تقانية حيث أن هناك شروطاً وعوامل لا بد من توفرها قبل الشروع في قيام أي مدينة تقانية.

 

        والدول تتفاوت من حيث إمكانياتها المادية والاقتصادية والصناعية وكذلك ظروفها الاجتماعية والسياسية التي تعتبر عوامل رئيسية تؤهل لقيام المدن التقانية، ومن هنا كانت البنية التحتية ومدى اكتمالها شرطاً أساسياً عند التفكير في إنشاء مدينة تقانية في أي إقليم أو دولة ومن أجل ذلك يتفق معظم الخبراء على أن عوامل قيام ونجاح المدن التقانية يمكن إجمالها في الآتي:

 

·      ضرورة توفر إمكانيات بشرية قادرة يمكن الاعتماد عليها عند إنشاء المدينة التقانية.

 

·      ضرورة توفر المعدات والتجهيزات اللازمة التي من شأنها إرساء أسس الانطلاق للمدينة التقانية.

 

·      مراعاة البنية التحتية مثل المباني والمواقع والمواصلات ووسائل الاتصال وغيرها مما يعتبر أحد العوامل الأساسية لإنشاء المدينة التقانية.

 

·      التمويل يمثل عنصراً أساسياً وفعالاً، والذي بغيره لا يمكن مجرد التفكير في إنشاء مدينة تقانية.

 

·      إدارة المشروع تمثل أحد عناصر النجاح، فالإدارة الفنية القادرة والمؤهلة والتي تتحمل المسؤولية لها دور كبير في تذليل العقبات وتسهيل الإجراءات.

 

·      التخطيط المسبق بالنسبة للإنتاج وطريقة تصريفه والاستفادة من المردود في توسيع النشاط وتجويده، هو أيضاً أحد عوامل النجاح.

 

·      إشراك الجهات في المراكز البحثية والجامعات والمعاهد العليا والقطاعات الصناعية في إعداد الخطط وتبادل الخبرات كلها عوامل ذات قيمة كبيرة في نهضة المشروع المراد إقامته تحت مظلة المدينة التقانية.

 

        هذه مجرد عوامل أساسية وهناك بطبيعة الحال عوامل مساعدة ومكملة لابد من مراعاتها، ومن المعروف أنه لن يكتب لأي مشروع النجاح إلا إذا كان هناك تعاون صادق وتضحية من أجل خلق كفاءات وكوادر وطنية قادرة يمكنها أن تضطلع بالمسؤوليات المنوطة بها خاصة إذا ما كان التفكير يتجه لإنشاء مدينة تقانية على المستوى المطلوب.

 

دور المدن التقانية في تحسين الصناعات المحلية وتوطين الصناعات المتقدمة في الدول النامية:-

 

         إن الغرض الأساسي من إنشاء المدن التقانية هو العمل على الرفع من المستوى الصناعي والتقني لبلد ما وانعكاس ذلك على التطور الاقتصادي والتنموي(5).

 

        وقد سبق لنا أن أشرنا إلى أن تكوين أطر فنية قادرة هو جزء من أهداف المدن التقانية، وهذه الشريحة إذا ما تكونت يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في النهضة الوطنية في مجال الصناعة والزراعة والاقتصاد.

 

        وبالتالي فإن الصناعات المحلية تعتمد في نشاطها على الدعم الذي تقدمه المدن التقانية باعتبارها تملك القدرات والإمكانيات البشرية الفنية المؤهلة والقادرة، بالإضافة إلى تقنيات التصنيع وإدخال الأساليب التقنية المتطورة التي من شأنها الرفع من نوعية التصنيع وتوفير المتطلبات المحلية تمهيداً لتصدير الفائض.

 

        والمدن التقانية بهذا المعنى تعتبر ركيزة من ركائز التطور الصناعي المحلي، فهي القناة التي يتم من خلالها الاستفادة من التقنية المتطورة عن طريق ربط المصانع الوطنية بالشركات والمؤسسات العالمية التي تملك الخبرة والدراية والقدرة اللازمة للتطور والنمو وبالتالي يمكن استثمار تلك الخبرات في توسيع النشاط وتجويد الإنتاج.

 

        كما أن المدن التقانية تساعد على التعرف على السوق العالمي لتصريف الإنتاج وتبادل الخبرات، وبالتالي تفتح مجالاً للمصانع المحلية في توطين الخبرات النادرة التي من شأنها تحسين الكفاءة للعاملين في المصانع وتدريبهم على كيفية التصرف في المعطيات الجديدة التي تولدت عن التطور الصناعي والتقني.

 

         وخلاصة القول فإن المدن التقانية تعتبر هي حلقة الوصل بين الداخل والخارج، وعليها تعتمد كثير من الدول في كسب الخبرات والتقنيات الحديثة وهي مجالات تحتاجها الدول النامية بوجه خاص للعمل على تقدم اقتصادها وتطوير مصانعها.

 

أثر المدن التقانية في النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي على المستوى القطري والإقليمي والدولي:-

 

        إن ما تحدثنا عنه في الفقرة السابقة من خدمات ومساهمات تقدمها المدن التقانية للنهوض بالصناعات المحلية ينعكس إيجاباً على دور وأثر هذه المدن في الرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي على كافة المستويات القطرية والإقليمية والدولية.

 

        ولعله من نافلة القول أن نشير إلى نجاح المدن التقانية في أداء دورها المناط بها يؤثر إيجابياً على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، فالقطاعات كلها تتكامل ويؤثر بعضها في بعض، فتحسن المعيشة مثلاً مرتبط بالنمو الاقتصادي والنهضة الصناعية مرتبطة بدور المدن التقانية في تقديم الدعم العلمي والتقني، والتمويل المناسب يقوى من دور كل جانب من هذه الجوانب، وهكذا تتكامل السلسلة باعتبارها جسداً واحداً وهذه هي فروعه التي يغذي بعضها البعض، فإذا انتعش الإقليم الواحد أمكنه التأثير في الأقاليم المجاورة التي بدورها تلعب مجتمعة في التأثير على المستوى الدولي والعالمي حيث يكون التبادل التقني هو قنطرة العبور.

 

        إن الفوائد التي نجنيها من إقامة المدن التقانية لا حصر لها ويمكن تلخيص هذه الفوائد من خلال بلورة ما تم سرده من أهداف تم التطرق لها سابقاً في الآتي:-

 

·      إرساء قاعدة فنية وتقنية تغذي المراكز البحثية والمؤسسات الصناعية على مُستوى الدولة الاتحادية.

 

·      تكوين شريحة جيدة من الأطر الوطنية المؤهلة فنياً والتي يحتاجها التطور الصناعي والاقتصادي بشكل كبير.

 

·      خلق جو علمي وتقني يساعد على الاعتماد على النفس ومنافسة الأخرين مما يسمح بالتعاون وتبادل الخبرات والمصالح على مستوى الند للند.

 

·      انتعاش المجتمع وتحسين معيشة الأفراد، والتغلب على البطالة من خلال إقامة المصانع والورش وغيرها من المؤسسات التي تحتاجها الدولة.

 

·      مواكبة التطور والتطلع إلى الأفضل في ظل توفير الاحتياجات المحلية وانطلاقاً منها إلى السوق الخارجي.

 

        وهكذا يمكن القول أن المدن التقانية بوجه عام ترسي المبادئ الأساسية للنمو والتقدم على المستويات الاجتماعية والاقتصادية سواء كان ذلك على المستويات القطرية أو الإقليمية أو الدولية.

 

متطلبات المدن التقنية

 

المرجع

 

1-Design Analysis of United States Technology Incubators, B. M. Haxton, 2000.

 

2-Survey of Trends in the Development of Science and Technology Parks, Junichi Yoshizawa et al, 2000.

 

3- Proposal for the Establishment of A Science and Technology Park Network Mechanism Designed to Foster International Partnerships for Sustainable Development, Beijing - China 2002.

 

4- Strategic Approaches to Science and Technology in Development, World Bank 2002.

 

5- The Role of Science and Technology Parks in Economic Development, International Ascociation of Science Parks, 2002.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.