اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوسف أبو الفوز: السياسي دائما يتقدم على المثقف ويسرق منه دوره في التأثير -//- حوار: سناء الحافي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز: السياسي دائما يتقدم على المثقف ويسرق منه دوره في التأثير

حوار: سناء الحافي

في عدد اليوم ضيفنا على مائدة الحوار والأدب كاتب وصحافي عراقي وُلد من رحم مدينة السماوة الفراتية من شهقة حزنٍ امتدت الى عوالم المنفى البعيد ، فتح باب الكلمات بآلام تستريح فوق جبينه من سفر طويل تعددت محطاته، يعتبره بعض الأدباء صاحب القلم الثائر الذي يعالج في نصوصه الأدبية والصحفية الكثير من القضايا الشائكة والمواضيع الحساسة التي تلامس الهمّ الانساني ، وفي مقدمتها دائما مآسي العراق فهي همومه وعذاباته الدفينة الحاضرة دوما بفكره المتألق وقلبه النابض و الساكنة بين حروف كتاباته . الكاتب يوسف أبو الفوز، عراقي الروح، عربي الهوية ، يقيم ويعمل في فنلندا منذ مطلع 1995 بعد ان عاش اكثر من سنة مختفيا ومطاردا في بلاده ، واضطر لمغادرة العراق صيف 1979، مشيا على الاقدام عبر الصحراء الى العربية السعودية ثم الكويت ، ليصل في رحلة البحث عن سقف آمن الى استونيا التي اعتقل فيها عام 1994. عضو ناشطا في العديد من منظمات المجتمع المدني ، واول كاتب من الشرق الاوسط ينتخب لثلاث دورات لعضوية الهيئة الادارية للمنظمة الثقافية للكتاب والفنانين الفنلندية المعروفة بأسم “Kiila ” ،

ظهرت كتاباته الصحفية والقصصية في العديد من الدوريات والنشريات العراقية والعربية والفنلندية والكردستانية، ورشحت روايتة “تحت سماء القطب” الصادرة 2010 لنيل جائزة “البوكر” للرواية العربية للعام 2011 ، من إصداراته القصصية : « طائر الدهشة 1999» ، « تلك القرى...تلك البنادق 2007 » وروايته الاخيرة « كوابيس هلسنكي 2011 » ، وعلى أثير هذا الحوارالهادئ كانت اجاباته الغنية تقودنا الى اسئلة اخرى فيها العديد من الافكار الجديدة والمشاكسة احيانا ، في خاصية الاختلاف لاالمخالفة...فأهلا و سهلا به بيننا…

ـ حدثنا عن بدايتك الى الان، وكيف تختزل تجربتك الابداعية طيلة هذه السنوات من الاغتراب ؟

ـ  شكرا واهلا بكم ، يمكن القول ان ثمة عوامل اساسية اثرت بشكل كبير على تجربتي في بداياتها، في مقدمة ذلك اجواء الاسرة المرتبطة بنضال اليسار العراقي، حيث اجواء الكتب والاحاديث السياسية ثقيلة الوزن لصبي تعرف مبكرا الى اهمية الكتاب. ايضا كنت محظوظا بمجموعة رائعة من المعلمين والمدرسين الذين انتبهوا الى علاقتي بالكتابة والكتاب وتعاملوا بمسؤولية كبيرة لاجل رعايتي،  وبتوجيه منهم تعرفت في تلك السنوات المبكرة من حياتي الى كتب التراث العربي ، فقرأت مجلدات العقد الفريد لابن عبد ربه والاغاني لابي فرج الاصفهاني ، وسلسلة روايات جرجي زيدان وكتب المنفلوطي وجبران ونجيب محفوط وغيرها، وايضا كتب الادب الروسي والعالمي الكلاسيكية. وترافق ذلك مع الارتباط المبكر بالعمل المهني في منظمات الشبيبية والطلبة وثم النشاط والعمل السياسي . وفي مدينة مثل السماوة التي تغلي باجواءها الثقافية والسياسية ترك كل ذلك تأثيره الكبير على مسار توجهي في الكتابة والحياة ، فالنشاط والعمل لاجل الحرية والعدالة الاجتماعية وحياة افضل للانسان العراقي، قادني الى تلقي الكثير من المضايقات والاضطهاد من قبل الاجهزة البوليسية للنظام البعثي العفلقي ، خصوصا بعد انتقالي للدراسة الجامعية في مدينة البصرة، وتوج ذلك بالاضطرار صيف عام 1979 لمغادرة الوطن عبر الصحراء الى دولة الكويت ، وتعددت محطات المنفى والنضال السياسي حتى وصلت فنلندا عام 1995 . لا اميل لاستخدام كلمة الغربة وكاتب مغترب ، فأنا أنسان منفي لاسباب خارجة عن ارادتي نتيجة لتسلط نظام ديكتاتوري سرق حريتنا وحقنا في الحياة في وطننا فكان المنفى هو البديل، وللاسف حتى بعد زوال هذا النظام المستبد الذي شرد ملايين العراقيين، ومن ضمنهم عدد لا يستهان به من المثقفين العراقيين، فأن اسباب استمرار المنفى ما تزال قائمة بأشكال اخرى. وثمة مثل كردي يقول "ان الحجر في مكانه يكون ثقيلا"، في المنفى يحاول المثقف ان يستعيد التوازن وان يمتلك ثقله الخاص من خلال تعويض ذلك بمنجزه الابداعي فيكون العمل الابداعي وطنا بديلا ضمن حياة المنفى . وشأني شأن الكثير من المثقفين العراقيين ، حاولت استثمار الفضاء الواسع من الحرية الذي منحنا اياه المنفى الاوربي، فبذلت جهدي للكتابة دون قيود واجتهدت لكسر العديد من المحرمات (التابوات) المفروضة علينا، لاكتب بحرية لا يخدشها قلم رقيب سياسي اوديني ، ايضا ان الاحتكاك بالاخرالمختلف ، الاوربي ، ثقافة وحياة وقوانين ، يصقل من تجربة الانسان والمثقف عموما ، لكن تبقى معضلة المبدع المنتج والمنفي ان عوامل عديدة تتداخل فلا ينال منجزه الابداعي حظه من الوصول بسهولة لناسه في وطنه الام  الذي هو شغله الشاغل .

ـ على امتداد فترة الأسر في سجون (استونيا) خلال رحلة البحث عن سقف آمن وصولا الى محطة المنفى (فنلندا)، رحلة انشقّ منها الألم والأمل، برأيك كيف استطاع يوسف أبو الفوز ترجمة تفاصيل رحلته من خلال نتاجه القصصي؟

ـ تجربة كل انسان، بغض النظر عن اهتماماته، ترتبط بالضرورة ، بمحطات تجربته الحياتية. سيرة حياة العراقيين، الذين عانوا من بطش نظام ديكتاتوري شوفيني ، وحروب وظروف نضال سياسي صعبه تركت تأثيرا على توجهاتهم ومستقبلهم الحياتي ، ومن ذلك المثقفين العراقيين . ولا تختلف سيرة حياتي كثيرا عن سيرة ملايين العراقيين الذين عانوا مثلي ، الا ببعض التفاصيل ربما. عشت لفترة اكثر من عام مطاردا متخفيا في وطن مستباح من حزب شمولي فاشي، واضطررت للهروب عبر الصحراء الى الكويت، ومنها الى عدن في اليمن الديمقراطية ثم جاءت سنوات الكفاح المسلح ضد نظام صدام حسين ومن بعدها بدأت رحلة البحث عن سقف أمن فتنقلت بين العديد من الدول ، واعتقلت في بلد عربي بدون تهمة وسبب ، وقبل الاستقرار في فنلندا ولعدم امتلاك اوراق قانونية قضيت عاما في السجون الاستونية مع مئة عراقي ، وكان عاما قاسيا وحافلا اذ اختارني الاخوة العراقيين لاكون ممثلا لهم امام السلطات الاستونية. وكل محطات حياتي المتنوعة والمختلفة بقسوتها وصعوباتها وجمالها ، تركت بصماتها على شخصيتي وبالتالي تجربتي الادبية ، فاضافت لي خبرات كبيرة وتفاصيل غنية بالناس والاحداث والصور. وكوني لم اعش هذه المحطات والتجارب لوحدي ، بل شاركني فيها الكثير من ابناء شعبي ، فاجتهدت في اعمالي الادبية لتحويل ما هو خاص الى قضية عامة، سواء في كتاباتي القصصية او الروائية، وهذا لاحظه واشار اليه بشكل مبكر الصديق الناقد مصطفى ياسين (النصير أبو حاتم) حين كتب عام 1985 عن اول مجموعة قصصية "عراقيون" صدرت عام 1985 عن تجربة الكفاح المسلح في كردستان، فهذه السنوات وتفاصيل حياة الانصار الغنية لا يمكن الكتابة عنها كتجربة شخصية فقط ، بل هي تجربة تهم قطاع واسع من ابناء اليسار العراقي ، الذين قضوا اجمل سنوات عمرهم في مقارعة ابشع ديكتاتورية فاشية في المنطقة، وحاولت في بقية الاعمال التي صدرت المواصلة بذات الاتجاه ، ومنها اجتهدت لكتابة سيرة حياة المنفى العراقي وليس سيرة حياتي وان كنت اقتنص من تجربتي الخاصة احيانا مواقف وشخوص واوظفها في العمل .

ـ أنت عضو نقابة الصحفيين في كردستان العراق وعضوية فخرية تقدير للموقف المبدئي من الحقوق الكردية المشروعة وعضو نادي القلم الفنلندي ومنظمة الكتاب والفنانين الفنلندية، برأيك ماذا أضافت لك هذه العضوية وماذا أضفت أنت لها؟

ـ ان عضوية نقابة الصحفيين في اقليم كردستان العراق، وكما اشار السؤال، منحت فخريا من قبل النقابة للعديد من المثقفين العراقيين العرب ، لمواقفهم في تاييد حقوق الشعب الكردي ، فهي هنا وسام فخر من حق حامله ان يزهو به ، وشخصيا لي علاقات طيبة مع الوسط الثقافي الكردي ، فأنا انتمي لقضية هذا الشعب وافخر بهذا الانتماء وشاركتهم النضال في مواجهة الديكتاتورية الشوفينية التي مارست سياسة الابادة الجماعية ضد هذا الشعب الشجاع والكريم .اما عضوية نادي القلم الفنلندي، وايضا عضوية منظمة الكتاب والفنانين الفنلندية ـ المعروفة بأسم كيلا ـ ، التي انتخبت مطلع هذا العام مرة اخرى لعضوية هيئتها الادارية، فهي بسبب حاجتي في فنلندا لاطار ثقافي انشط من خلاله، خصوصا مع غياب أي اطار ثقافي عربي او عراقي في فنلندا  ، ومن جانب اخر وفر لي هذا النشاط فرصة الاحتكاك بالاخر ومحاولة الاستفادة من تجربته، اما ما استطعت تقديمه فبتواضع ابذل جهدي للتعريف بالثقافة العراقية وهموم المثقفين العراقيين ، وهذه مهمة عسيرة تحتاج الى جهود مؤسسات ، لكني اجتهد في تقديم ما يتلائم مع سياسات هذه المنظمات الثقافية ، ففي اجتماعاتها ونشاطاتها غالبا ما يكون وجود لقضايا تهم المثقف العربي والعراقي، فمن فنلندا صدر في اذار 2004 اول برقية تضامن اوربية مع المثقفين العراقيين ضد اعمال الارهاب ومن اجل حرية الراي والتعبير، وفي عام 2009 نظم "اسبوع الثقافة الفنلندية في كردستان" بمشاركة عشرة من الفنانين والكتاب الفنلنديين ، وكانت هذه النشاطات باقتراح مباشر مني .

ـ لكل كاتب نهج معين في حياته الإبداعية، فهل لنا أن نسأل عن طقوس يوسف أبو الفوز  قبل الانهماك في العمل الإبداعي؟

ـ  على العموم حين تهاجمني فكرة للكتابة استطيع ان أكتب على اي شيء صالح للكتابة وفي اي مكان مهما كانت الاجواء من حولي، والى جانب استخدامي للكومبيوتر في الكتابة ، ألا اني ما زلت اميل للكتابة على الورق وبالقلم الرصاص مع ممسحة ، ثم نقل النص الى الكومبيوتر، وما زلت احتفط بدفاتر مسودات اعمالي الادبية المنشورة واعود لها لاراجعها بين الحين والاخر. لكن احسن الاجواء عندي حين اكون منفردا ، حيث السكون يحيط بي لاكتب بهدوء مع الاستماع لموسيقى اجتهد ان تكون لها صلة بموضوع الكتابة، فالاجواء من حولي تترك تأثيرها على النص رغما عني ، فكل شيء يتسلل تأثيره الى الكلمات . وحين اخطط لعمل روائي او مشروع كتاب اميل للاعتكاف لوحدي ، أذ اميل لساعات العمل الطويلة المتواصلة . والعمل الادبي عندي تركيبة كيمائية يجب الحرص على حساب مكوناتها بحذر، وليكون المنجز مقنعا ومنطقيا وساحرا ارى ان الموهبة يتطلب تعزيزها بالكثير من الاستعدادات . فحين اكون على وشك انجاز عمل روائي اصرف وقتا طويلا في البحث والقراءة والاستعداد لفهم الشخصيات والاحاطة بعالمها وطرق تفكيرها وعلاقاتها قبل الشروع بالكتابة ، ففي رواية "تحت سماء القطب" ــ صدرت عام 2010 عن دار موكرياني في اربيل ــ ، حيث هناك شخصية عراقي مقيم في فنلندا يعمل معلم تاريخ ويهتم بالميثولوجيا ويؤمن بالتلاقح الحضاري، ولاستطيع رسم هذه الشخصية بشكل مقنع ، قرأت ـ للامانة يتطلب القول درست ـ عددا لا يحصى من كتب التاريخ والمثيولوجيا عن العراق وفنلندا ، وصارت ملحمة كلكاميش وملحمة الكاليفالا الفنلندية ترافقني الى كل مكان خلال فترة كتابة هذا العمل الذي استغرق في مجمله اربع سنوات ولم اتوقف خلالها عن البحث والدراسة ، وكذلك وضمن استعدادي لكتابة هذه الرواية ايضا ، لجأت للعمل في مطعم بيتزا شهرا كاملا بدون مقابل لاستطيع ان اغوص في تفاصيل هذا العالم لان بعض من احداث الرواية تدور في مطعم بيتزا في هلسنكي . واميل الى ان تزدحم جدران غرفتي بمخططات وخرائط وصور لها علاقة بالعمل الادبي تضعني في اجواءه ، كذلك تعلمت من نجيب محفوط ان انظم للشخصيات الروائية سجل نفوس خاص اسجل فيه كل ملامح وصفات الشخصية اعود اليه بين الحين والاخر .

ـ هل يعود يوسف ابو الفوز الى ما يكتبه برؤية ناقد؟

ـ ارى ان ذلك من الضروريات التي يجب ان تحكم تجربة كل كاتب في العودة بين الحين والاخر لاعماله المنشورة والمنجزة ليقرأها برؤية نقدية ارتباطا بتطور مستواه المعرفي والنقدي من خلال اطلاعه على الاعمال والتجارب الادبية الاخرى والدراسات النقدية سواء لعمله او اعمال الاخرين ، والا فأن الكاتب سيظل يراوح في مكانه. وحتى فيما يتعلق بالاعمال المنجزة ، فالتجربة علمتني ان لا استعجل النشر واتروى كثيرا ، وتعلمت احترام أراء القراء ، خصوصا من غير النقاد المتخصصين ، اذ اجدهم اذكياء في تشخيص نقاط قوة وضعف العمل الادبي ، وتعودت دائما ان أعطي  مسودات اعمالي لاصدقاء ومعارف لقراءتها ارتباطا بمهنهم وعملهم وتجربتهم ، مثلا رواية "كوابيس هلسنكي " ـ صدرت 2011 عن دار المدى ــ ولكون بطلها الاساس يعاني من حالة نفسية خاصة ، اعطيتها لصديق طبيب ليقراها لي من وجهة نظره كطبيب ، لربما ثمة خطأ طبي او علمي فاتني خلال تفاصيل العمل !

ـ    تقنيا ، كيف لي ان أحكم كقارئة بالجودة على قصةٍ ما ؟

ـ اعتقد ان حكم القاريء على اي نص بالجودة او عدمها بالتأكيد يعود الى مستواه المعرفي ومدى وعيه النقدي . وبما ان كل قاريء يملك شخصيته المستقلة ، فأننا بالتأكيد سنتعرف الى مستويات مختلفة من الاحكام بالجودة ، لكن ثمة احكام لا يمكن تجاهلها التى تتعلق بفشل النص او نجاحه . عندي شخصيا ، اجد ذلك يتعلق بمدى نجاح النص في ان يكون منطقيا ومقنعا لايصال فكرة ما ، بغض النظر عن اسلوب السرد المستخدم ومستوى اللغة والتقنيات المستخدمة ، فالاهم هو نجاحه في اثارة المزيد من الاسئلة عند القاريء المتلقي ، وشخصيا احاول ان لا اقدم اجوبة جاهزة للقاريء ، احترم وعيه واعتقد ان مهمتي تتعلق في اثارة اسئلة وتوفير الفرصة له للبحث عن الاجوبة بنفسه ، وهذا ما يحدد لي التقنيات المطلوبة ، فموضوع النص وهدفه يساهم في اختيار التقنية المطلوبة. لا اسعى في اعمالي لتغليب الشكل ـ التقنية على المحتوى ، بل احاول ان اجعل احدهما يخدم الاخر، ولا اسعى لابهار القاريء بشكل فني وبتقنيات مفتعلة ، بل الامر هنا يخضع لمعادلة ان المضمون هو الذي يحدد شكله ، مع عدم اهمال ان الشكل الفني الناجح بتقنيات جديدة يعني رؤية ومضمون جيد ، فالعملية هنا جدلية !

ـ    يوسف ابو الفوز ... من هو قارئك المفترض؟ كيف تتصوره؟ كيف تتوقع تفاعله مع إنتاجاتك؟

ـ  اجد ان الجواب لحد ما يرتبط بجواب السؤال السابق ، احاول دائما الكتابة لقاريء ذكي ، يقرأ ما بين السطور ، لا اريده ان يسترخي عند قراءة النص، و لا يمسك بالكتاب من اجل القراءة لاجل النوم، واحتراما لهذا القاريء، خصوصا في اعمالي الروائية ، الجأ الى استخدام المزيد من عوامل التشويق والشد لاشجعه على مواصلة القراءة ، واحتراما لوعيه وذكائه لم اسع في اعمالي الاخيرة لتقديم نهايات محددة ، بل سعيت لتكون نهاياتها مفتوحة لاترك له خيار ايجاد الحلول استنادا لمستواه المعرفي ، بل وحتى في بعض القصص القصيرة ، لطالما اترك جملا مبتورا او اسقط متعمدا كلمات ما من الحوار مؤمنا بان القاريء سيجدها بنفسه. ولاقدم مثال ففي رواية "تحت سماء القطب" ترتكب جريمة شرف لامراة احبها كثير من القراء ، عامدا لم اكشف شخصية القاتل ، لان مهمتي كانت فضح الجريمة وليس القاتل فقط ، وعمدت الى نثر الادلة عن القاتل بين فصول الرواية، وجعلت القاريء يجتهد في تجميعها والربط فيما بينها لاكتشافه ، لم الجأ ليكون ذلك لغزا على طريقة اجاثا كريستي، ولكني ايضا لم اقدمه مباشرة على طريقة  قصص اللص ارسين لوبين ! وفي لقاءات مباشرة مع قراء لاعمالي شعرت بالاعتزاز اذ ان بعضهم تفاعل معها وبعض شخصياتها لحد ترديد وتذكر جملا او مواقف لشخصيات من الرواية !

ـ    من العراق يأتي الشعر ... هل برأيك القاص العراقي قد يكون شاعرا من خلال تأثير المفردة الشعرية على نصوصه لكن سرديات النص وثيمته والابطال تحد من ذلك؟

ـ  في احدى كتاباته ذكر فقيد الثقافة العراقية ، ومعلمنا المفكر هادي العلوي ، ان تحت كل نخلة عراقية يجلس شاعر عراقي ، لكن الشعراء الذين تركوا بصماتهم على قصيدة الشعر في العراق والعالم العربي ، محدودين واسمائهم يشار لها باصابع من نور. ان الشعر هو مختبر اللغة الحقيقي، وأيمانا بذلك تجدني دائم القراءة للشعر ، لان اشعر أنه يشحذ لي لغتي ويهذبها ، وقد يسعى بعض الشعراء لكتابة القصة او حتى الرواية كما فعل شاعري المفضل سعدي يوسف ، لكني أجده اقرب لي حين اقرأه واتابعه كشاعر لاني  أجده سباك عبقري في حفر الكلمات ونثرها في القصيدة مثل جواهر لامعة . الشعر يحتاج الى كثافة في اللغة والصورة ، والمزيد من الموسيقى لتقديم الفكرة المعبرة ، اما القصة والرواية فأنها تستوعب كل شيء، من اساليب الكتابة الصحفية والتقريرية والشعرية وشكل السيناريو السينمائي ، والجملة الروائية قد تطول ، مثلما عند ماركيز وتحتمل جملة اعتراضية تمتد على صفحة كاملة . بالتأكيد لا ضير ان يمتلك القاص والروائي لغة شعرية، يوظفها في الكتابة، تمنح النص السردي سحرا وجمالا ، لكن وكما جاء في السؤال فأن الشخصيات والاحداث هي من تحدد مستوى اللغة . ان الشعر في النص القصصي ينطلق من عمق روح ومواقف وبيئة الشخصيات ، فروايات شمران الياسري (أبو كاطع ) التي تدور في اجواء الريف واغلب شخصياتها من الفلاحين البسطاء تفيض بسحر البيئة وجمالها فتكون مترعة بروح الشعر .

ـ    في ضوء تجربتك مع الكتابة، كيف تنظر مقولة نابوكوف «إنه يجب أن يقرأ العمل الأدبي في سبيل تقصي الأفكار والمواقف التي يعبر عنها الكاتب»؟

ـ كل  كتاب يحمل افكارا ورسالة ، يطرحها الكاتب استنادا لخبرته وتجربته ومدرسته الفكرية . من حق القاريء ان يبحث عن افكار ورؤى ومتعة في كتاب معين ، لكن ليس من حق الكاتب ان يقحم علينا افكاره ويجعل شخصياته تنطق بها . هذا هو موت الكاتب والكتاب . وليس من حق الكاتب ان يكون واعظا ومؤدلجا بأفكار مسبقة يفرض على شخصياته ان تنطق بها . العمل الابداعي هنا يفقد جمالياته ويتحول الى منشور وعظي . الكتابة عملية بوح شفاف ، يحمل رسالة تنسج خيوط علاقة سرية بين القاريء والكاتب من اول سطور الكتاب . والقاريء يحترم ويحب وقد يتماهى مع كاتبه ، فكيف يسمح الكاتب لنفسه ان يمسك بعصا اللغة ليسوط بها قارئه بافكار جاهزة ومسبقة  ؟ تحدثت في اسئلة سابقة عن القاريء الذكي وعن مهمة الكاتب في اثارة الاسئلة ، اعود للتذكير بذلك ، فالعملية الابداعية ، عمل فكري يساهم في الارتقاء بوعي المتلقي من خلال حثه للتفكير . لا يمكن مثلا الاكتفاء بفضح الواقع المزري للمرأة العراقية ، يجب العمل لتغييره ، وطرح اسئلة : لماذا وكيف؟  لا يمكن طرح الاسئلة هنا بشكل مباشر فسيبدوا الامر خطابا سياسيا، ان طريقة اثارة الاسئلة الحرجة تكمن في  موهبة الكاتب وقدرته لانجازه عمل ادبي  يمتلك ويحافظ على جمالياته !

ـ    تتعدد مدارس القصة الحديثة.. فهل تصنف نفسك ضمن واحدة منها، عربية أو غربية؟

ـ من الصعب تقييد نفسي الى مدرسة عربية او غربية ، انا كاتب واقعي ، علماني ، لدي ثوابت تتعلق بأجتهادي لكتابة نص  يخدم قضايا الانسان، وهمومه وتطلعاته لحياة حرة كريمة ، وأن اكتب بحرية كاملة لا يخدشها قلم رقيب سياسي او ديني ، وخلال مسيرتي الادبية اشعر بالانتماء للتراث الانساني كله، قراءاتي تنوعت واهتماماتي تعددت ومنها ما يسمى مدارس الكتابة . اعجبت كثيرا بالف ليلة وليلة وامهات كتب التراث العربي وسهرت مع مؤلفات ماركيز وبولغاكوف وعبد الرحمن منيف واقرأ باهتمام لكل كاتب من ما يسمونها بالمدارس ، عربية اوغربية . في بداياتي سحرني العبقري انطوان تشيخوف ولأجله تعلمت اللغة الروسية لاقرأة بلغته الاصلية ، ومعه العديد من جواهر الادب الروسي ، لكن الى اي درجة نجحت في الاقتراب من أسلوب اي من هؤلاء الكتاب الواقعيين ؟ كتبت يوما قصة  قصيرة بعنوان "محاولة للرسم " وتجري فيها الاحداث بطرق غرائبية بين رجل وامراة لا يعرفان بعضهما ويجدان نفسيهما عاريان في غرفة واحدة ، ونشرت القصة لاجد ان القاص الفلسطيني زياد خداش يتصل بي ، ومن يومها اصحبنا اصدقاء ، ورحنا نتحدث عن تأثير كافكا على القصة العربية ! هل كتبت تلك القصة تأثرا بكافكا ؟ من يدري ، الفكرة قادتني لذلك الشكل من الكتابة . لا اعتقد ان الكاتب سيكون حرا في التعبير عن افكاره ، وايجاد الجديد والابداع فيه ان قيد نفسه الى مدرسة ما . نعم هناك اساليب كتابة مختلفة ، ويمكن للكاتب ان ينهل منها جميعا ليجد نفسه واسلوبه ومدرسته الخاصة !

ـ    مازال الجدل محتدما حول ما يسمى بالقصة القصيرة جدا، ما تصورك لمستقبلها؟ وكيف يمكن أن تتجه والى أين تسير؟

ـ في مجموعتي القصصية الاولى "عراقيون " ـ صدرت عام 1985 ـ ، كان هناك خمس نصوص من جنس القصة القصيرة جدا ، ونشرت ايضا من هذا الجنس العديد من القصص في الصفحات الثقافية للصحافة العراقية عن موضوع الحرب ، لكني من فترة طويلة توقفت عن الكتابة بهذا الاسلوب ، لان شروط هذا النوع من الكتابة ، ومساحته، لا يسمح بالبوح بشكل كبير ، ويحد من عكس عوالم وافكار متعددة ، فمن خلاله يمكن عكس موقف على شكل ومضة  تقترب احيانا من لغة الشعر . وبما انه شكل من الكتابة متاح للجميع ، وبحكم حياتنا التي تسير وفق مقاييس السرعة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي ، وتحولنا الى " أمة لا تقرا " فاني ارى ان هذا النوع من الكتابة سيستمر بسبب الحاجة له ، خصوصا ان الكثير من الكتاب حولوا صفحاتهم في فيس بوك الى مكان لنشر هذا النوع من القصص على شكل "بوستات"، لكني اشعر بالاسى اذ ارى البعض من الكتاب يستسهلون هذا الجنس من الكتابة فاقرأ مرارا نصوص وخواطر صحفية تقريرية تحت عنوان قصة قصيرة جدا .

ـ    الكتابة الإبداعية في زمن القرية الكوكبية ، زمن العولمة، كيف تراها في ظل الانشغالات اليومية وصعوبة النشر الورقي، هل أصبح السبيل الوحيد أمام المبدع هو النشر الإلكتروني؟

ـ من الصحيج جدا القول ان الصحافة الورقية بدأت تعاني الكثير بسبب النشر الاليكتروني ، في كل مكان ، ليس في العالم العربي وحده ، فهنا  في فنلندا، كان من المعتقد ان الصحافة الورقية  ستكون لمدة طويلة  في مأمن من الموت البطيء اكثر من أي مكان آخر في العالم ، لكن هذا تغير كما تشير  تقارير المراقبين ، فأرباح الصحف بدأت تتقلص لان المزيد من الناس صاروا يتجهون إلى الإنترنت للحصول على الأخبار  والمعلومات . أيضا، أن العديد من الشركات خفضت ميزانياتها للإعلانات المطبوعة بسبب الركود الاقتصادي العام . وبدأت تظهر الكثير من المواقع الاليكترونية الثقافية والسياسية ، لكنها خصوصا في بلداننا العربية تعاني من الفوضى في ظل غياب قوانين للنشر وحماية الملكية الفكرية. ورغم انتشار خدمات الكتاب الاليكتروني واجهزة (E-Book)

لكن لا زال الكتاب الورقي له قيمته وسحره، وهذا يمكن لمسه من  حجم الارقام للكتب الورقية التي تصدر في العالم والتي تشارك في معارض الكتب التي لا تتوقف، وشخصيا  سأبقى اميل لتوزيع كتابي ورقيا ، وما يثير دهشتي هو وجود بعض من اعمالي الكيترونيا دون اعرف الجهات التي تقف خلف توزيعها . في عام 2000 صدرت ترجمة كتابي "طائر الدهشة" الى اللغة الفنلندية ، وما زلت بين الحين والاخر تصلني عبر طرق مختلفة رسائل من قراء تناقش او تسأل امرا ما يتعلق بالكتاب وموضوعاته ومن شباب بينهم طلاب مدارس ثانوية ، وزرت في شهر ايار الماضي واحدة من اكبر مكتبات العاصمة هلسنكي حيث لديهم مجموعة جيدة من الكتب العربية ، منها ثلاث نسخ من روايتي "كوابيس هلسنكي" ـ صدرت 2011 دمشق دار المدى  ــ ومن باب الفضول  حين بحثت وجدت ان النسخ الثلاث تمت استعارتها مرة واحدة .

ـ    الثقافة والسلطة، الإبداع والرقابة، والأفق اللامحدود والخطوط الحمراء ،  ما هو موقفك من هذه الثنائيات؟ وكيف تموقع كتاباتك بينها؟

ـ على الدوام ، في بلدان الشرق كانت السلطة والرقابة والخطوط الحمراء ، تتناسل فيما بينها بشكل داعر لخنق المثقف ولطمر الاعمال الابداعية . الرقابة لا تزال سلاح بيد الدول الديكتاتورية والانظمة الغاشمة لكبح  حرية الراي والتعبير ، والامر للاسف موجود حتى في بعض البلدان التي تدعي الديمقراطية مثل اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، وليس بلدان الشرق الاوسط العربية وحدها حيث عشعشت الديكتاتورية وفرخت اشكالا جديدة من الرقابة السياسية والدينية والاجتماعية ، فالسلطة سواء كانت سياسية او دينية ليس لها مصلحة في حرية الراي وكشف الحقيقية ، ويهمها ان يكون وعي الانسان مغيبا لتحافظ على مصالحها ، فالمتأسلمون ، الذين فضحتهم في روايتي "كوابيس هلسنكي "، ليس لهم علاقة بدين محمد بن عبد الله سوى بالاسم ، ويمتهنون قتل ابرياء الناس ، والسعي لتعطيل حياة العراقيين تحت راية التأسلم ، ويبحثون في الكتب المقدسة عن النصوص التي تبرر لهم افعالهم الشيطانية ، وهم أنفسهم الذين هددوني بالذبح بسكينة مثلومة ان لم اتوقف عن الكتابة . ان كوني اعيش واعمل في بلد ديمقراطي متحضر، مثل فنلندا، منحني  فضاءا واسعا من الحرية في الكتابة وعدم الخشية من قلم الرقابة من قبل اي سلطة سوى سلطة شروط ومتطلبات العمل الابداعي ذاته ، ولكن بحكم التعامل مع دور نشر عربية فأن هاجس الرقيب والخطوط الحمراء يظل يؤرق اي كاتب رغما عنه !

ـ    نلاحظ أن هنالك قصورٌ واضحٌ فى تفاعل المتلقى مع فن القصة .. فهل ذلك عائدٌ إلى الكاتب أم إلى النص أم إلى الناقد .. أم لقلة ما يقام من أمسياتٍ مما جعل المتلقى غير مهتمٍ بهذا الأدب ..؟.. أو بعبارةٍ أخرى عدم فهم المتلقي لما يريد القاص أن يقوله ..؟

ـ القصور المشار اليه هنا لها اسبابه المتعددة ، لا اعتقد ان الكاتب ، ومهما كان اسلوب كتابته وتفهم القراء له ، يتحمل المسؤولية عن ذلك ، فهو يهمه جدا الوصول الى المتلقي واللقاء معه ، الامر هنا تتحمله اساسا المؤسسات الثقافية والتعليمية التابعة للدولة او المؤسسات الثقافية المستقلة وفي مقدمة ذلك دور النشر، وهذه مجتمعة يجب ان تسعى لتوفير الاجواء الملائمة للقاء بين الكاتب والقراء وتساهم في نشر الكتاب اولا وتشجع على اقتناءه . أيضا يجب ان لا نغفل واقع ارتفاع نسبة الامية في البلدان العربية ، ومنها العراق ، وانخفاض نسبة اقتناء الكتب ومطالعتها ، واعتماد الكثير من الناس على فضائيات  النفط  كمرجع ثقافي ومعلوماتي . هذه العوامل ، وعوامل اخرى ، تجعل الكاتب محبطا وهو يرى الاعداد المحدودة من الناس التي تحضر الفعاليات الثقافية وسط المد الذي يساهم بفعاليات اخرى لا علاقة لها بالثقافة .

ـ المشهد الأدبي في العراق يشهد حراكا ثقافيا قويا على أبواب السياسة، برأيك لما لا يستطيع الكاتب العراقي النجاة من السؤال والنص السياسي؟ وكيف تقيّم الساحة الادبية من وجهة نظر محايدة ؟

ـ لابدأ معكم من نهاية السؤال ، ولاقول انه من الصعب جدا اختزال تقييم الساحة الثقافية وبالتالي الادبية ، ففي اجواء العراق ، حيث المثقف لا يأمن على حياته ، فكيف ابداعه ؟ المثقفون العراقيون الحقيقيون داخل  الوطن ، هم مشاريع شهادة وفدائيي الخط الاول ، ومع هذه الروحية من التحدي فلا قلق عندي على مستقبل الثقافة العراقية ، ورغم عدم اهتمام الحكومات العراقية بالشأن الثقافي ، وهذا يقودنا الى جواب الجزء الاول من سؤالك . لطالما سمعنا عن التعارض بين السياسي والثقافي، والامر منطقي جدا للطالما كان السياسي العراقي يريد من المثقف ان يكون مجرد تابع وبوق دعاية له ، وهنا سبب الصدام المتواصل وعلاجه واصلاحه يحتاج الى اصلاح المؤسسات السياسية ونظرتها وتعاملها مع المثقف والثقافة . ان واقع ان السياسي دائما يتقدم على المثقف ويسرق منه دوره في التأثير وقيادة المجتمع يدفع المثقف العراقي لطرق ابواب السياسة في كل حين وباكثر من أسلوب سواء بالعمل السياسي المباشر او من خلال اعماله الابداعية، ولا اجد في هذا اي ضير ، بالعكس اجد ان المثقف هنا يسعى لردم الهوة ما بين السياسي والمثقف والتي تحتاج الى المزيد من العمل والجهد .

-    ختاما ....ما هي مشاريعك المقبلة وماذا تفكر أن تقدم بعد, هل مازال هنالك الكثير في حقائبك  الابداعية لم تقدمه للقارئ العربي بصفة عامة؟ و كلمة تختتم بها حوارنا معك لقراء جريدة الصباح الكويتية.

ـ  علمتني تجربتي المتواضعة انه يمكن تعويض اشياء كثيرة في الحياة ، لكن الوقت اذ خسرناه لا يمكن تعويضه ، لذا اصبحت اكثر صرامه مع جدول عملي اليومي واسعى لاستثمار الوقت بشكل جيد ، لهذا السبب اكون دائم العمل وتحت يدي مشاريع ادبية مختلفة ، واتمنى ان يمتد بي العمر لأتمكن من انجاز المزيد من المشاريع الادبية التي تدور افكارها في بالي ، وبعضها احضر له من فترات طويلة . وحاليا لدي مشاريع عديدة قيد الطبع والانجاز. دفعت للطبع مجموعة قصصية، وعدني الصديق الناشر ان تصدر خريف هذا العام ، وسادفع للنشر قريبا كتاب يتحدث عن تجربة فنلندا في بناء مجتمع مدني ديمقراطي متطور ، واعمل جاهدا لأكمال عمل روائي، بدأته خريف العام الماضي ، وتوقفت عن العمل فيه فترة الصيف لاسباب مختلفة، واخطط لانجازه هذا العام ، ولاجل ان الاعتكاف لوحدي مع هذا المشروع ، كي استطيع العمل لساعات طويلة، اهديت زوجتي هذا الشهر ايلول رحلة سياحية لاسبوعين الى لندن وباريس . ولابد من شكر مبادرتكم لاجراء هذا الحوار والتحيات الطيبة لكادر الصباح والقراء .

 

*   نشرت في الملحق الثقافي لصحيفة الصباح الكويتية العدد 1680 يوم الجمعة 4/10/ 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.