اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل وحدانية الله مطلقة؟ ام وحدانية جامعة.؟// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

هل وحدانية الله مطلقة؟ ام وحدانية جامعة.؟

يعكوب ابونا

 

   الكتاب المقدس يتحدث عن وحدانية الله كمبدأ اساسي للعقيدة الكتابية الايمانية. 

    نؤمن بان الله ذات كائِن منذُ الأزَل، لاشبيه له ولا نظير، لهُ صِفات معروفه منها، الوجود وجوده في ذاته، والقدرة، قدرته لا حدود لها، والارادة، كل ما اراد فعل، العلم، فهو كلي العلم والمعرفة، الكمال، فهو كامل في صفات الصِّدق والمَحبَّة والرحمة والأمانة والقَداسة والعدل، وهوالثبات والغير التغير، الصفات المذكوره اعلاه لا توجد في الجماد بل في الحي فالله حي لايموت،..

 

   ولكن من يسائل، هَل هذه الصِّفات قائِمة منذُ الأزَل؟ أم أنَّها اوجدت حين أوجَدَ الله الخَلق والخليقة؟ لانه ان قُلنا أنَّ هذه الصِفات وجدت عند بَدء الخَلق!!؟ كاننا نقول، ان تِلكَ الصِّفات لَيسَت مُتَأصِّلة في الله، وهولم يَعرِفها قبلَ الخَليقة،؟ وهذا يعني ان الله تَغيرمع تغير وجود الحالة، في الوقت الذي ان الله ثابِتٌ لا يَتَغَيَّر..؟؟ وأمَّا إن قَبِلنا أنَّ هذه الصِّفات سَرمَدِيَّة (ازلا) فكيفَ كانَت فاعِلة قبلَ وُجود الخَليقة؟ أي إن كانَ الله مَحَبَّة فمَن كانَ يُحِبّ؟ وإن كانَ عَليماً فماذا كانَ يَعلَم؟

    هذه الطروحات تقودنا الى ندخل في عمق مفهوم لاهوت الوحدانية وهل هي وحدانية مطلقة ام وحدانية جامعة؟؟؟

 

  معنى الوحدانية، في الاصل (واحد) لذلك تختلف عن الوحدة التي تعني وحدة منفردة او وحدة قياس، فوحدانية اله ليست وحدانية حسابية او قياسية، لان الله لايعد ولا يحسب ولايقاس، ولكنه واحد..

 

    من المفيد ان ناخذ بعض الاراء بموضوع الوحدانية ...

أولاً - آراء الفلاسفة ..  

1- فلاسفة اليونان

قال أرسطو: الله يتنزّه عن الإرادة، لأن الإرادة تقتضي الطلب، والله لا يطلب. لأنه لو كان يطلب لكان يطلب أزلاً، وطلبه أزلاً يستلزم وجود أزليين نظيره كان يطلبهم، وذلك لتنزّهه عن طلب ما هو أقل منه. وهذا محال لأنه لا شريك له على الإطلاق.

وقال أيضاً: الله لا يعلم الكائنات، لأنه لو كان يعلمها لكان يعلم أزلاً، وعلمه أزلاً يستلزم وجود أزليين نظيره كان يعلمهم وذلك لتنزّهه عن علم ما هو أقل منه. وهذا محال للسبب السابق ذكره.

وقال أفلوطين: تُسنَد الصفات إلى الله مسبوقة بكلمة "فوق" فيُقال إنه فوق الوجود، وفوق الكمال، وفوق... وفوق.

  نلاحظ بان ما ذهبوا اليه بهذا الوصف وإن كان موجباً في الظاهر، إلا أنه سالب في الحقيقة. لان أرسطو قد جرّد الله من العلم والإرادة، ويكون أفلوطين قد نفى الصفات عنه موضوعاً وأسندها إليه شكلاً، أو بالحري يكون قد جعله إلهاً خيالياً لا حقيقياً....

 هذا الفكر يعبر عن أعتقادهما أن وحدانية الله مطلقة او مجردة ... 

 

2- فلاسفة اليهود

قال موسى بن ميمون ما ملخصه: وَصْف الله بالسوالب هو الوصف الصحيح الذي لا يلحقه من جهته تكثّر. أما وصفه بالإيجابيات ففيه خطر عظيم لأنه يتطلب وجود شركاء معه أو تركيب في ذاته.

وقال سبينوزا : الله ليس له عقل، ولا يوصف بالإرادة أو السمع أو البصر أو الرضا، لأن هذه الصفات تقتضي الانتقال من حال إلى حال، والله لا ينتقل من حال إلى حال. ولأنه لا يمكن التوفيق بين وحدة الجوهر وكثرة الصفات .. (هنا يجعل الله الها غير حقيقي اومساويا البشر).

 

3- فلاسفة المسيحيين

قال القديس أوغسطينوس: صفات الله هي عين ذاته ..

وقال توما الأكويني: الله يتصف بجميع صفات الكمال، لكن صفاته السلبية أيسر فهماً لدى البشر من صفاته الإيجابية.

وقال أيضاً: الله عين ماهيته، وعين وجوده، وعين صفاته، لأن الصفات تنافي البساطة المطلقة الواجبة للعلة الأولى.

ولذلك قال: يجب أن نطلق الصفات على الله باعتبارٍ يختلف عن ذاك الذي نطلقها به على المخلوقات، كما نطلق الطيبة على الإنسان باعتبارٍ يختلف عن الاعتبار الذي نطلقها به على التفاح مثلاً....

وقال جون سكوت: صفات الله هي موضوع اعتقادٍ فقط، فهي اعتبارية وليست حقيقية، لا يبلغ العقل إلى أدلةٍ قاطعةٍ عليها. كما أننا لا نستطيع أن نجعل من صفاته تمايزاً عينياً، لئلا نُدخل الكثرة على الذات الإلهية..

 

4- فلاسفة المسلمين

شغلت هذه المشكلة فلاسفة المسلمين أكثر مما شغلت غيرهم، قيل.. 

" قالت فرقة الصفاتية: صفات الله غير ذاته

وقالت المعتزلة : صفاته عين ذاته.

ولتأكيد وجهة نظرها قال واصل بن عطاء أحد زعمائها: من أثبت وجود صفة قديمة لله فقد أثبت وجود إلهين.

وقالت الأشاعرة: صفات الله ليست هي عين ذاته، ولا هي غيرها.

وقال ابن رشد: لا يجوز إثبات صفة لله زائدة عن ذاته لأن ذلك يستلزم وجود كثرة فيه...

وقال ابن سينا: إن كان وجود صفات المعاني من ذاتها كانت واجبة الوجود بالذات، وهذا يؤدي إلى التعدد في الواجب. وإن كان وجودها من الله كان الله فاعلاً لها. وبوصف كونها صفات له يكون قابلاً لها، فيكون الواجب فاعلاً وقابلاً، وهذا ما لا يتفق مع وحدانيته أو بساطته. فالصفات ليست وجودية وليست زائدة، وإلا كانت جزءاً من الذات ومقومة لها، فتكون ذاته مركبة، وهذا محال.

عند السَّلف، عندما سئل مالك بن أنس عن معنى الرحمن على العرش استوى قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة....

وكان بعض زعماء المعتزلة ينتقدون القائلين بقدم صفات الله بالقول: إن النصارى أثبتوا ثلاثة قدماء، أما أنتم فأثبتّم بقولكم إن لله ثماني صفات قديمة، ثمانية قدماء.

"علماً بأن النصارى لا يؤمنون بثلاثة قدماء بل بقديم واحد،".

. نلاحظ التضارب في هذه الاراء .

لأنهم لم يستطيعوا إدراك العلاقة بين صفات الله وذاته.... ولا التوفيق بين إسنادها إليه، لانهم اصحاب الوحدانيه المطلقة أو المجردة..

 

.     ثانيا :  اما ما جاء في العهد القديم

"إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4؛ 4: 35، 39؛ 32: 39)؛

"اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي" (تثنية 32: 39 a؛ خروج 20: 3؛ صَمُوئِيلَ الثَّانِي 7: 22؛ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 8: 60)؛

"أَنْتَ الله وَحْدَكَ" (مزامير 86: 10 b؛ ملاخي 2: 10)؛

"هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي" (إشعياء 44: 6، 8)؛

"اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ" (إشعياء 45: 22، 5-6، 18، 21؛ 46: 9).

"قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ" (إشعياء 43: 10-11).

 

    ثالثا : وفي العهد الجديد 

"فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (مرقس 12: 29؛ متى 4: 10)؛

"اللهَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 30 a؛ تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى 2: 5)؛

"نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدا" (1 كورنثوس 8: 4 b

"اللهَ وَاحِدٌ" (غلاطية 3: 20 b؛ تَسَالُونِيكِي الأُولَى 1: 9؛ يعقوب 2: 19؛ أفسس 4: 6؛ يهوذا 25).

 

   نتوصل الى اننا نؤمن ان الله روح. غير محدود. سرمدي ازلي. غير متغيّر في وجوده وفي قدرته وقداسته وعدله وحقه. وهو ليس جسماً مادياً يمكن أن يُرى أو يُلمَس أو يُدرَك بالحواس. فهو روح وأبو الأرواح - عبرانيين 12 :9 ".. وهذه هي تعاليم الكنيسة منذ بداية المسيحية ان الله واحد، وبما ان الله يَبني عَلاقات مُختَلِفة مع البشَر، وهذهِ العَلاقات دليل وُجود صِفات مُتَعَدِّدة في الذَّات الإلهِيَّة، وهذه الصِفات تُعَرِّفنا على طَبيعَة الله،بالقدر الذي هو سمح لنا ان نعرفه،؟ لان مَحدودِيَّة بَشَرِيَّتنا وَعدَم قُدرتنا على استيعاب المطلق عَظَمَة الله، لكِنَّ اكيد ان مَعرِفتنا كافِية أن نَعلَم ما هو المطلوب لِخَلاصِنا..

 فالعقيدة الايمانية المسيحية تقوم على وحدانية الله الكامل الغير المتغير، فجميع قوانين الإيمان المسيحي تضمنت عبارات صريحه بهذه الخصوص. فالقانون النيقاوي  325 م يبدأ بالقول : نؤمن بإله واحد .

والقانون النيقاوي القسطنطيني - 381 م - يقول : نؤمن بإله واحد .

والقانون الذي تقبله جميع الكنائس الإنجيلية والتقليدية يبدأ بالقول: نؤمن بإله واحد.

وحدانية الله تعني ثبات وجوده بالسماء والارض، فلا يمكن التصوُّر وجود جزء من الله  في السماء . وجزء اخرعلى الأرض .. فهذا بالمطلق لايمكن ان يكون، لأنه إله واحد غير متجزّئ موجود بكماله في كل مكان وفي كل زمان..

 

   رغم الايمان بان الله واحد، ولكن هناك خلاف بين الاعتقاد الكلي بوحدانية الله المجردة والمطلقة، او بوحدانية الله الجامعة والمانعة. فمن اى نوع هي وحدانية الله؟

 

 هل وحدانية الله مطلقة أم جامعة ؟

ذكرنا اعلاه بان لذات الله صفات، بعض الصفات اعلنها لنا الكتاب المقدس. وهى تتميز بعدم المحدودية وبالتوافق بعضها مع بعض وباصالتها، لانه ليس لله صفات مكتسبة لانه لا يتغير..

القائلين بأن وحدانية الله وحدانية مطلقة ينسبون لله الصفات السلبية كعدم الجهل وعدم الضعف، ويسندون له صفات ايجابية (مثل الارادة والعلم) ويقولون انها كانت بالقوة ازلا ثم صارت بالفعل عندما خلق. ولكن هذه مشكلة ان نقول الله يحتاج الى الخلق من اجل تفعيل صفاته، في الوقت الذي ان الله مكتفى بذاته مستغنى عن مخلوقاته...

يسالون ..

اذا كانت صفات الله ايجابة ازلا فكيف كان يمارسها فى غياب أى كائن آخر؟ مع من كان يتكلم؟ ولمن يسمع؟ ومن كان يحب؟ لان ان وُجد آخرون منذ الأزل كان الله يكلمهم ويسمعهم ويحبهم ، اذا هذا يعني تعدد آلهه، ؟؟

 ليتوصلوا الى فهم الله قبل خلق الملائكة والبشر، بانه كان فى حالة سكون تام لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب؟ ثم طرأ عليه تغيير إذ تكلم بالأنبياء وصار يسمع الصلاة ويحب البشر، وهكذا حدثت عليه تغييرات!؟؟ وطبعا هذا غير صحيح لان الله هو منزه عن التغيير والتطور... ليس من الضروري لإثبات أزلية صفات الله، وضرورة ممارسته لها أزلاً، لان لا تناقض بين اتصاف الله بالصفات قبل وجود أي كائن سواء، فالرحمة والعدالة والمحبة، جميع الصفات الخاصة بالله، لا تخرج عن كونها وجودا لكمال الله الذي يتصف به منذ الأزل. أي قبل وجود أي خلق او كائن في الوجود سواه..

 

   وحدانية الله المطلقة بمعنى غير مقيدة، اتباعها يؤمنون ان وجود الله واقعا، ولكنهم ينقسمون الى فريقين، منهم من ينفي عن الله بعض صفاته منها الارادة، والعلم بالجزيئات، حجتهم ان كان الله يريد ازلا، هذا يعنى وجود كائن اخر معه كان يريدها،؟؟. فوجود كائن أو كائنات ملازمة له أزلاً، أو وجود تركيب في ذاته.، وهذا الاجتهاد في غير محله، لان الله واحد لا شريك له، ولا تركيب فيه على الإطلاق، ..

 

وهناك فريق اخر يسند الى الله جميع صفات الكمال اللائقة به، كارادة والعلم والقدرة والبصر والسمع والكلام، ولكن يتعذر عليهم التوفيق بين اسناد هذه الصفات الى الله ازلا، فاعتبار وحدانية اله وحدانية مطلقة لايمكن التوفيق بينهما. لأن الوحدانية المطلقة تجرد الله من كل الصفات التى تتصف بها الكائنات الأخرى

(لان الاسس التي تقوم عليه الوحدانية المطلقة تجعل اله محدودا مثل تلك الصفات ).

 ولكنهم بتجردهم الله من الصفات يجرده من الوجود ذاته لأن لكل موجود صفات .. لذلك فوحدانية الله المطلقه لاتستقيم فيما يَختَصّ بطَبيعَة الله ،..

  فان كان الامر كذلك فاي وحدانية تليق بكمال الله..؟؟

  اولا يجب ان نؤمن ان صِّفات الله هي “سَرمَدِيَّة” موجوده منذُ الأزَل بِمَعزِل عن الخَليقة؟ ولم تدَخَلَ هذه الصفات حينَما أوجَدَ الله الخَلق؟ الله أَمين منذُ الأزَل، والله مَحبَّة كائِنة فيهِ قبلَ الخَلق، عندما نؤمن بان الله موُجود منذ الازل، وعَمَل صِفاتِهِ هي ازليه.. ولا احد منهم بمعزل عن الاخر، عَمَل صِفات الله سَرمَدِيّاً، يعني وُجود عَلاقة سَرمَدِيَّة يَتَطَلَّب وَحدانِيَّة.

وهذا يحتم ان تكون لله علاقات مع ذاته.وبالتالى فان وحدانيته لابد أن تكون جامعة،

هذه العَلاقة لا يُمكِن أن تَكون بينَ آلِهة مُختَلِفة. بل يجِب على هذه العَلاقة الازلية أن تَكون ضِمن الوَحدانِيَّة الجامِعة المانِعة، فأنَّ الله عالِم ومَعلوم، مُدرِك ومُدرَك، مُحِبّ ومَحبوب. وَجَبَ على هذه الشَّخصِيَّات أن تَكون واحِدة في الجَوهَر،؟؟

 

  لهذا يؤمِن المَسيحِيُّون بالتَّعَدُّدِيَّة في الوَحدانِيَّة الإلهِيَّة. فالآب والاِبن والرُّوح القُدُس هُم ثَلاثَة أقانيم مُتَساوِية في الجَوهَر وهُم في وِحدة أزَلِيَّة أبَدِيَّة. هذهِ التَّعَدُّدِيَّة ضِمن الوَحدانِيَّة هي الوَحيدة التي تَضمَن وُجود صِفات الله مُنذُ الأزَل، وتَضمَن عمَل هذهِ الصِّفات سَرمَدِيّاً فيما يتَوافَق مع طَبيعَة الله الثَّابِتة والكامِلة. وهذا ما آمَنَ بهِ المَسيحِيُّون الأوائِل وهو الإيمان الذي ما زِلنا مُستَمِرّين عليهِ لِغايَة اليَوم.

  تَّعريف الثَّالوث هو: أنَّ الله كائِن واحِد قائِم في ثَلاثَة أقانيم منذُ الأزَل وإلى الأبَد...

 

 تَتمايُز الأقانيم ضمَن أزَلِيَّة صِفات الله، المَسيحِيَّة تُشَدِّد على الإيمان بالإله الواحِد خالِق كُل الأشياء ولا تَقبَل أيّ فِكرَة تَعَدُّد آلِهة وتؤمِن أنَّ الأقانيم الثَّلاث هي الها واحدا . ( واحد في ثلاثة ) ..

 

  الكتاب المقدس يكشف لنا ان وحدانية الله هى وحدانية جامعة مانعة، فهى جامعة لكل ما هو لازم لها ومانعة لكل ما عداه، وبناء عليه فالله منذ الأزل وإلى الأبد هو هو: ” ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ( يعقوب اصحاح 1 اية 17) ” فهو كليم وسميع فى نفس الوقت هو محب ومحبوب فى آن واحد. لايمكن ان نفهم هذا الا ان تكون وحدانية الله هي وحدانية جامعة لثلاثة أقانيم ومانعة لما هو اقل أو أكثر من ذلك..

 

ما معنى أقنوم؟ كلمة أقنوم هي كلمة سريانية الاصل مترجمة عن اليونانية (هوبوستاسيس) ، تبنى الفلاسفة المسيحيون كلمة "الاقنوم" للاشارة الى الثالوث الاقدس "اقنوم الاب، اقنوم الابن، واقنوم الروح القدس".. معناها صفة أو خاصية يقوم عليها الكيان الإلهى الواحد الاحد، لان جوهر الله الواحد ثلاث أقانيم، كل منهم كامل لا يقبل التجزئة..

 

   فهوم أقانيم الله الثلاثة أو خواصه الذاتية؟

1- خاصية الوجود: فالله موجود وواجب الوجود. بعكسه يكون عدماً. وحاشا لله أن يكون غير موجود… هذه الصفة تسمى اقنوم (الآب) ومعناها الأصل أو الوجود أو الكيان.. 

2- خاصية العقل والحكمة: فالله عاقل بل هو مصدر العقل والحكمة وإذا لم يكن الله عاقلا فليس له وجود. وهذه الخاصية تخص العقل فى الله نسميه اقنوم (الأبن) او (الكلمة) هذا الأقنوم أعلن لنا عن الله، لانه هو عقل الله الناطق او نطق الله العاقل. وسبب تسميته بالأبن لأن الفكر أو النطق صادر من الكيان الإلهى والشئ الصادر عن شئ يسمى مولود منه ، فمثلا يقال من (بنات أفكاره). وكذلك الأفكار تسمى (وليدة العقل) وخروج الابن من عند الآب للتجسد إنما هو خروج من غير انفصال مثل خروج الفكرة من عقل صاحبها وتذهب إلى أقاصى الأرض مع بقائها فى عقله..

3- خاصية الحياة: فالله حى وهو مصدر وواهب الحياة. إن هذا الأقنوم ندعوه (الروح القدس) وهو روح  الله....

 

اذا الجوهر الإلهى واحد ولكن الخواص التى يقوم عليها هى ثلاثة الآب والأبن والروح القدس. وبالتالى يكون الآب غير الأبن غير الروح القدس ولكن فى نفس الوقت نجد أن الآب هو الله والأبن هو الله والروح القدس هو الله..

 في الكتاب المقدس "العهد الجديد".. فيه الكثير من الاشارات الصريحه عن وحدانية الله الجامعة  منها على سبيل المثال وليس الحصر 

1- شهادة السيد المسيح عن نفسه ” انا والاب واحد " يوحنا 10 : 30 ".

.  2- رد السيد المسيح على فيلبس ” الذي رأني فقد رأى الاب فكيف تقول انت أرنا الاب، الست تؤمن اني انا في الاب والاب فيُ (البشير يوحنا 14 : 9 و10)

   3- وفي رسالة يوحنا الاولى 5 : 7 " فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة (الأبن) و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد "..

 

  قد يضن البعض ان ترتيب تسمية الأقانيم يعطي أفضلية وسمو أقنوم الآب عن أقنوم الأبن وأقنوم الروح القدس وأيضا أفضلية الأبن عن الروح القدس، وهذا غير صحيح، لاننا نؤمن ان الثلاثة أقانيم متساوون فى الذات الإلهية وجوهر واحد، لا يوجد أفضلية لأقنوم عن الأقنومين الأخرين..

وللتأكيد للمساواة الكاملة بين اقانيم الثالوث، عندما نجد الاب اولا، واحيانا الابن اولا ، واحيانا الروح القدس اولا . لنقرأ :..

 1-في رسالة كورنثوس الثانية الاصحاح 13 : 14

" نعمة ربنا يسوع المسيح (الأبن) ومحبة الله (الآب) وشركة الروح القدس مع جميعكم امين

  2-و(رسالة يهوذا الاصحاح 1 :20-21)

اما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس واحفظوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية "...

فوحدانية الله هي وحدانية جامعة مانعة، الله  ذات، يتصف بكل صفات الكمال، وذو علاقة معنا ومع جميع الكائنات، هذه المعرفة مطلوبه لتهيئنا للاتصال به والتوافق معه ، وهو هذا كل ما يطلبه تعالى منا ... ربنا صالح ... امين ..

 يعكوب ابونا .................................... 5 /5 /2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.