اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دولة العراق على كرسي الاعتراف// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

دولة العراق على كرسي الاعتراف

اما للافتراق والانعتاق

يوسف زرا

31/12/2013

 

اذا كان التجمع البشري من بعد المشاعية البدائية في بقاع المعمورة ومنها وادي الرافدين, قد خلف قسرا(العقد الجتماعي) اول تشكيل للمفهوم الدولة البدائية, كفرضية حتمية لحركة المجتمع الانساني, والذيولده النظام الطبقي الاقطاعي. فكان كأول محاولة لتنظيم الحياة اليومية وفق ضوابط, أدت الى بدي استغلال الارض بشكل شبه فسق, ولابد أنيؤدي الى استقرار الانسان برقع جغرافية كوطن له. كما ان المجتمع الاقطاعيسعى الى ظهور الزراعة البدائية وروابط ذات طابع اجتماعي واقتصادي ومهني أساسها الاسرة. وان علاقة الفرد بغيره ضمن المشاعية المذكورة, كانت علاقة اجتماعية هامشية. اي كانت علاقة شبيه بالعائلة الحيوانية وضمن محميات جغرافية ومفتوحة طيلة مرحلة الصيد.

وبظهور النظام الاقطاعي, ظهرت شريحة الاقنان والعبيد كطبقة مملوكة لاصحاب النفوذ, يباعون ويشترون كسلعة, منهم مرتبطون بالارض يعملون فيها بدون اجر وبدون حق اي تمليك ولو لقطعة صغيرة منها. ومنهم كخدم لدى النظام المذكور  ولا يحق لاي فرد ترك موقعه الذي يعمل فيه دون اذن من مالكه. القن في الارض والعبد في البيت, حتى تطورت القرية الزراعية واتسعت سكنياً, وظهرت الحرف والمهن البسيطة, وحسب فرضية حاجة المجتمع ايضاً. كلما زاد نفوذ الاقطاع, أدى الى زيادة اعضائة كسلالة وراثية تتحكم بامور المجتمع اطول مدة وبدون منافس. مما ادى الى انبثاق دولة المدن وبدء انقسام مجتمعاتها الى فئات طبقية شبه متخصصة تقنيا مهنيا وخدميا. واكثر تماسكا ببعضها مما زاد احتكاكها السلبي مع النظام القائم وبدات الاحداث تتسارع وتتصارع بقيام دولة المدن الموحدة وبمركزية كعاصمة لها. واننا لسنا بصدد كتابة بحث اجتماعي تاريخي مختصر, بل كنموذج قيام الدولة على ارض هذا الوادي, وقبل اكثر من خمسة الاف عام مضت.

فكان ذلك نشوء الحضارة في وسطه وشماله وجنوبه. الا ان حركة المجتمع الانساني لا توقف لها, وحاجته على امتداد الزمن بالتغير والتجدد نحو الافضل. انها وثيقة من الماضي السحيق فكان لكرسي الاعتراف (تشبيها) كمكانةضرورية ومفروضة, يمثل التاريخ ويحق له محاكمة الحكام جيلا بعد جيل لتبيان وبشكل صريح ومكشوف وصدق الكلمة امام الشعب, لينطق بكلمة الحق بهم ومدى صلاحيتهم في استمرار تولي المسؤولية وبصلاحيات جديدة وحسب متطلبات حاجة المجتمع بكل مفرداته اليومية. والا كان القرار للشعب العراقي ولا رجعه منه. وبين ليلة وضحاها يسقط النظام وحاشيته ويقوم نظام جديد ببزة جديدة وبعلاقات وظوابط وخدمات اجتماعية, اقتصادية وادارية. أفضل من سابقها. مع توسع مهمات النظام وزيادة ثقل وحجم المسؤولية عليه, وهذا ما عشناه منذ قيام الحكم الوطني في العراق في عام 1921 وحتى هذا اليوم. فلا زال التاريخ شاهدعلى كل من قدم عبر عقود وقرون من الخدمة الصادقة المطلوبة منه الى هذا الانسان الوفي لارضه ودافع عنها وروئ ترابها بدمائه الزكية. ولم يخل سجله من الماسي والويلات والمحن التي اصابته من جراء الاعتداءات والغزوات التي قامت بها الكثير من الاقوام المجاورة والقادمة من اصقاع بعيدة وقريبة, ومن حكام مستبدين من الداخل. ولا بد ان ننتقل الى واقعنا المزري ونقول:- الا ان هذا الشعب لم يستكن ولم يهدا لحظة واحدة, بل ظل وظل يداوي جروحة العميقة, ويشحذ الهمم ليكون صاحب الكلمة والوطن, وصاحب الحق بالعيش الكريم في ضل اوسع مفاهيم القيم الانسانية كاستحقاق زمني لائق ومعاصر ولجميع مكوناته الاجتماعية وبدون استثناء. انها شهادة حيه لها. انها دولة العراق التاريخية, فالى اين يسير بها المتنفذون؟

وهاهي الاحداث تؤكد على ما نقول, ومنذ سقوط النظام السابق تعقدت الامور يوماً بعد يوم على هذا الشعب وعلى دولته التاريخية. وذلك بسبب الصراع المحتم على كراسي الحكم, ظاهره سياسي وباطنه ديني ومذهبي, واستشراء الفساد المالي والاداري والمحسوبية والنظرة الحزبية الضيقة, مما ادى الى فقدان الامن بشكل خطير ونفاذ صبر المواطن, وامتداد ظاهرة الاغتيالات والارهاب المنظم الى غالبية اجزاء الوطن, حتى اصبح الفرد البسيط لا يأتمن على سلامته وسلامة عائلته ليوم واحد. وان ارتفاع الابواق لما تسمى بالقبلية والعشائرية هنا هناك ماهي الا للارهاب والتطرف القومي والديني, سواء علمت بذلك ام لا. والحكومة المركزية واجهزتها الامنية من غير قصد او قصد امام واقع صعب لانها عاجزة عن وضع حد لها, سواء في المحافظات ومنها. كركوك, صلاح الدين, ديالى, بابل وبغداد واخيراً وبشكل تصعيد خطير في محافظة الانبار

فنداء الوطن يصرخ بوجه جميع المسؤولين الحكوميين والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرجعيات الدينية, بان تتحمل المهمة التاريخية, وتبادر وبأسرع وقت ممكن لمعالجة الامر. والا فالحرب الاهلية قادمة وبشراسة ابشع مما هو في سوريا. فالكل وفي مقدمتهم الحكومة المركزية وجميع حكومات المحافظات واقليم كردستان مجبرون على الجلوس على كرسي الاعتراف, لقول الكلمة الاخيرة بحق وجوب وبقاء الدولة العراقية, فاما الافتراق اوالانعتاق. وهي امانة برقاب الجميع امام التاريخ..... ولابد من عراق ديمقراطي امن وفدرالي مزدهر.

انه نداء الضعفاء والفقراء ..... ايها القوياء

يوسف زرا

 

31/12/2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.