اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ (3) الاخيرة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
 
ناصر عجمايا

  مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ (3) الاخيرة

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

ملبورن - أستراليا

 

التقينا مع المناضل الشيوعي الرفيق حبيب هرمز ميخا , بمناسبة أنقلاب شباط الأسود ، كان لنا الحصيلة التالية:

 

س: اين كنت معتقلا وكيف تمت محامتك؟

 

ج:كما ذكرت لكم سابقا ، تم اعتقالي من امام داري في بغداد ، وبعد طمأنت الجلاوزة بانني شيوعي ، تم نقلي الى معتقل الرمادي ، عانيت فيه كغيري من المعتقلين ، بانتظار المحاكمة الصورية المعلومة النتائج ، لكل من لم يقدم البراءة للحرس القومي المجرم ، دام اعتقالي بحدود سنة ونصف ، ومن ثم تم ارسالي الى المحكمة العسكرية الخاصة في الحبانية ، حكمت حكمها المقرر سلفا وفق المادة 131 من قانون العقوبات العسكري ، التي اصدرها عبد الكريم قاسم.

 

س: ماهي المدة التي اصدرت المحكمة حكمها عليك وفق المادة 131 ؟

 

ج:حكمت المحكمة حكمها بخمسة سنوات كاملة ، وكما تعلمون بان شهر السجن هو 28 يوم وليس 30 يوما وعليه فالمدة اقل من خمسة سنوات.

 

س: بعد الحكم اين قضيتها وهل بقيت في معتقل الرمادي؟

 

ج:بالتاكيد بعد محاكمتي الصورية ، تم نقلي الى سجن نكرة السلمان السيء الصيت في صحراء السماوة القاحلة ، بالقرب من الحدود السعودية ، وبقيت فيه سنة كاملة ، ومن ثم تم نقلي الى سجن الحلة ، الذي مكثت به سنة وثلاثة اشهر ، وبعدها تم نقلي الى سجن بغداد ، والذي دام سجني فيه قرابة اكثر من سنة ، ومنها تم تحويلي الى الموصل ومن ثم الى كركوك ، حيث وحدتي هناك واطلق سراحي يوم 22\10\1966 بقرار من عبد الرحمن عارف ، لانهاء المدة المتبقية من السجن والباقية اربعة اشهر.  

 

 س:ماهي معلومات عن سجن النكرة ؟ وكيف كان التعامل معكم؟

 

ج:كان السجن يدار من قبل السجناء انفسهم ، انتخبنا لجنة تدير الامور كافة ، حيث توزع الادوار والاعمال على السجناء ، من حيث الطبخ واستلام الارزاق والتنظيف ، وحلاقة الراس والطبابة والمكتبة ، لاستعارة الكتب فيما بين السجناء ، والقاء المحاضرات ، وفتح صفوف للدراسة وتعليم القراءة والكتابة وتقويتها ، والتعامل فيما بين السجناء انفسهم متضامنين ، بمودة واحترام.

 

س: كم وصل عددكم في نقرة السلمان؟

 

ج:تجاوز العدد عن الفين سجين سياسي ، كانت لنا معناة كبيرة جدا لكثرة عددنا ، حيث الارزاق تقل نتيجة الزيادات المستمرة ، على فترات من دون حساب الزيادة الا بعد فترة ، وهكذا دواليك.

 

س:ما هي معاناتكم الصحية بسبب بعد السجن عن المدن ؟

 

ج :معاناتنا الصحية لا تخلو من الخطورة أطلاقا ، حيث لنا قصص في هذا المجال ، تبدو خيالية في هذا الوقت ، لكنها الحقيقة بعينها ، دعني اروي لك قصتين مثالا وليس الحصر:

 

الاولى:كان عندنا ضابط برتبة ملازم اول ومن اهل الموصل ، عانى من المغص الكلوي ، ولم يكن بامكاننا معالجته داخل السجن ، كما ارساله الى السماوة ، بسبب عدم وجود سيارة أسعاف او نقل ، وبعد السجن عن المدينة من الصعوبة ايصاله ، وبعد مدة ونتيجة للاوجاع والاعدام بانتظاره ، قرر هو ورفيق آخر السير في الصحراء ، بعد اخذهم الاحتياطات اللازمة من ماء وغذاء ، وبعد فترة من الزمن ، كان الموت حليفهما في صحراء خالية من البشر ، والطيور تنبش بجثتيهما ، وبسبب ذلك تم العثور عليهما.

 

الثانية:في احد الايام كانت الاوجاع تزامن احد الرفاق ، وبقوة في الجهة اليمنى من البطل ، ولم تكن لدى الاطباء الشيوعيين المعتقلين معنا ، أبسط مستلزمات اجراء العملية الجراحية ، مما حدى بالطبيب الجراح اجراء العملية للمريض ، من دون بنج ولا خيط ولا ابرة للعملية ، فاستخدم الطبيب الجراح ، موس الحلاقة وخيط الملابس وقيادة المريض من قبل رفاقه السجناء ، وفعلا نجحت العملية الجراحية ، وتحسنت صحة الرفيق المريض بعد استئصال الزائدة الدودية منه.

 

س:يقال المعلم الكبير يحي القاف المصلاوي كان معك في السجن ، ممكن ان تحدثنا عن هذا الانسان الكبير السن في ذلك الوقت ؟

 

 ج:فعلا وصل المرحوم سجن نكرة السلمان ، وهو في حالة يرثى لها ، لكبر سنه في ذلك الوقت متجاوزا السبعون من العمر ، أستقبلناه بترحيب كبير ، محاولين مساعدته لحمل فراشه ، فوجئنا بالرفض من الشرطة الذين اصطحبوه للسجن ، ولا انسى ذلك الموقف المشين والغير الانساني ما حييت ، وعلى اية حال ، كان مستاءاّ جدا من موقف ولده سعد ، لاعترافه على رفاقه في الخط الخط العسكري ، طالبا الموت لولده ، بديلا عن الاعتراف ضد رفاقه ، كان شامخا صلبا مؤمنا بقضية شعبه وقدسية وطنه ، للتطلع نحو الحرية والاستقلال من براثن العمالة والخيانة للاجنبي ،كان انسانا لطيفا ودودا صبورا ، اكبر سنا من كل المعتقلين ، ان يفتخر بتنفيذ الواجبات اسوة برفاقه ، مهما تحثنا عن هذا الانسان من طيبة وخلق وادب وثقافة وفكر سياسي وطني اصيل ، لا يمكننا الايفاء بما يصف به ، ولا يمكننا ان ننصفه وصفاته الممتازة وروحه المرحة ، رغم مرارة السجن وتأثيراته الكبيرة من جميع النواحي الحياتية ، وخصوصا فراق الاهل والعائلة والظروف القاهرة ، التي يمر بها الجميع.

 

س:كيف تديرالامور وانت معيل لعائلة واولاد ، وما مصيرهم بغيابك؟

 

ج:الحقيقة الامر لم يكن سهلا بل في غاية الصعوبة ، حيث والدي ووالدتي يسكنان في القوش ، والدي يعمل فلاحا في بستان للكروم بالقرب من الدير الاسفل على شرق القوش ، والامور الاقتصادية لم تكن بالمستوى الكفاف بل دونها ، والمعيشة صعبة جدا وزيارتي شبه مستحلة ، خصوصا في نكرة السلمان ، فكرت كثيرا بالامر ، تعلمت وانا في السجن صناعة الجنط النسائية والتحف الجميلة مطعمة بخرز ملونة ، كنت ابيعها واصرف من تعبي واعيل عائلتي في بغداد ، كان العمل فني ومتعب وملذ  انتاجي الفردي في آن واحد.

 

س: بعد خروجك من السجن هل تغيرت الامور نحو الافضل ام العكس هو الصحيح؟

 

ج:لم يكن الامر هينا اطلاقا ، انا سجين سياسي ومراقب امنيا واستخباريا ، كوني عسكري مطرود من الجبش ، والعمل صعب جدا والحصول عيه نادرا ، والاكثر من هذا ، ليس بامكاني الحصول على اي عمل ، بسبب دفتر خدمتي مدون فيه ، تفاصيل اعتقالي وسجني لانتمائي الشيوعي ،وكانني مرتكب جريمة وجنحة ، تصور حتى اجازة سوق عمومية لم يكن ، بمقدوري الحصوص عليها بسبب انتمائي للحزب الشيوعي ، ومع هذا كنت اتجازف واسوق تكسي من غير اجازة ، وفي حالة طلبها من قبل الشرطي ، كنت مظطرا لاقدم له رشوة ، مع الاعذار ، خاصة وانا كنت املك عائلة كبيرة يتطلب اعالتها باي ثمن ، ولهذا لم اتمكن من مواصلة العمل السياسي لاحقا ، لكن فكري وتفكيري وثقافتي هي شيوعية ومعتز بها لحد اللحظة وحتى الوفاة المترقب.

 

س:يقال انك بعد الجبهة رجعت الى وظيفة مدنية ، ممكن ان تحدثنا عن ذلك؟

 

ج:فعلا بعد قيام (الجبحة) (هكذا سماها) رجعت وعملت موظفا في مؤسسة نقل الركاب ، كموظف مراقب وبمعاناة هي الاخرى اليمة حقا ، ولا تقل خطورتها لفقدان الحياة والاعتقال باية لحظة ، من قبل البعث وسلطته الفاشية الاجرامية ، بعد سنوات احلت نفسي على التقاعد ، نتيجة المظايقات الكثيرة ، وبعد انتهاء الجبحة ، اظطريت الذهاب الى القوش والبقاء والعمل في دير السيدة (الاسفل)، تخلصا من الملاحقة والسين والجيم ، كذلك ملاحقتي الدائمة من قبل ما يسمى بالجيش الشعبي ، كما وعملت طباخا في الدير، كي اعيل نفسي وعائلتي.   

 

س:كلمة اخيرة ، كيف تقدر الوضع العراقي الحالي؟

 

ج:الوضع العراقي الحالي عسير ومعقد جدا في هذه المرحلة ، لكنني متفائل في نفس الوقت ، ولابد ان يتحرك للامام باتجاه وطني وديمقراطي ، والشعب يجب ان تأخذ مكانتها اللائقة ، وانا متفائل ، اقدم شكري الخاص لك ولجهودك .

 

شكرا لك ولنضالك

ناصر عجمايا

ملبورن \ استراليا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.