اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

انقلاب شباط وصمة عار في جبين منفذيه // بشار قفطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

شباط 1963 ونزيف الدم

انقلاب شباط وصمة عار في جبين منفذيه

بشار قفطان

 

في مثل هذه الايام من شباط عام 1963 كانت حدة التأمر على انجازات ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية الديمقراطية.. وان القوى المعادية للانجازات التقدمية استطاعت ان تدق اسفين  من العلاقة بين قادة الثورة والقوى الوطنية والديمقراطية المساندة لها

سبق قيام الانقلاب الدموي في شباط من ذلك العام افتعال حادث مع ابن الشهيد البطل فاضل عباس المهداوي ليتخذ منه تنظيم الاتحاد الوطني لطلبة العراق  الحديث التأسيس وهو واجهة حزب البعث العربي الاشتراكي والمتصدر للانقضاض على ثورة الرابع عشر من تموز .  حيث قام ناشطي الاتحاد المذكور بإضراب طلابي امتد الى معظم الجامعات والمدارس الإعدادية وذلك في شهر كانون الأول من عام 1962 .. ورافق ذلك بدء الهدنة بين الحكومة المركزية وقادة الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) على وقف القتال في كردستان الذي بدا في أيلول 1961 ..

اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية كان يشعر بمسؤولياته الوطنية والمهنية وقف بوجه الإضراب واستطاع من إفشاله في بعض المعاهد والكليات واستمر في نشر البيانات التي تدعو الاتحاد الوطني الى الجلوس الى طاولة الحوار من اجل الحفاظ على المكاسب الديمقراطية ومطالبة السلطة الى العودة الى النهج الديمقراطي وحل المسالة الكردية بالطرق السلمية وإشاعة الديمقراطية في البلاد وكانت تلك البيانات تنسجم مع موقف وبيانات الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يدعو الى حل المسالة الكردية حلا سلميا عادلا وتعزيز النهج الديمقراطي ودعم السلطة الوطنية القائمة باعتبارها معادية للمصالح الاستعمارية ..  إلا إن تلك الدعوات لم تلق الإذن الصاغية من قبل قيادات حزب البعث ..

في اليوم الأول من شباط قادت المنظمات الجماهيرية الشبيبة والطلبة ونقابات العمال والمرأة تظاهرة حاشدة  في جانب الرصافة التقت في ساحة الميدان لتدخل وزارة الدفاع مقر الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .وتعرضت التظاهرة الى محاولة تفريقها بالقوة ولكن المتظاهرين نجحوا من الدخول الى وزارة الدفاع واستطاع البعض ان يقدم مذكرات التعبير عن راي المتظاهرين .. يوم السبت المصادف الثاني من شباط كان محبي  الشاعر الجواهري على

موعد مع جريدة المستقبل التي وعدت القراء بنشر قصيدة ( يا دجلة الخير ) التي خصها بها شاعر العرب الاكبر الجواهري  من منفاه في براغ ..

عصر  يوم الاثنين المصادف  الرابع من شباط  انطلقت  تظاهرة جماهيرية حاشدة في جانب الكرخ ,  ساحة المتحف في علاوي الحلة تؤكد المطالبة بإطلاق الحريات الديمقراطية وعودة الحياة الحزبية والإسراع في حل المسالة الكردية حلا سلميا عادلا  وإزالة الآثار السلبية الناجمة عنها من خلال الحوار البناء .. وعند مكان تفرق التظاهرة في ساحة الشهداء القريبة من الشواكة حصل اعتداء وحشي على المتظاهرين من قبل بعض الاجهزة الامنية والشقاوات في منطقة الجعيفر

هكذا أصبحت رائحة الخطر تقترب من الأنوف وأصبح المتتبع يشعر بأهمية ما حذر منه الحزب الشيوعي ومنظمة اتحاد الطلبة العام .. وهذا ما تحقق وحصل صباح يوم الجمعة الثامن من شباط .. ذلك اليوم الذي استنفر فيه كل أعداء الحرية والتقدم إمكاناتهم المالية والبشرية وبإسناد من قبل أعداء ثورة الرابع عشر من تموز وخصوصا العسكريين الذين سبق للزعيم

 

عبد الكريم قاسم اعفي عنهم وعبارته الشهيرة (عفى الله عما سلف) وأعادهم إلى أفضل من المواقع التي كانوا فيها .. وجرى مقابل ذلك اعتقال وإبعاد بعض الضباط  المخلصين والمساندين للثورة وانجازاتها ..

 كل ذلك تم بإسناد مباشر من الدول الاستعمارية وسائر الدول المحيطة بالعراق ..

يوم الثامن من شباط كان  يوما دمويا شهد به كل من تابع احداثه بحيادية  وكانت بيانات الانقلابيين هي الدليل القاطع وخصوصا البيان رقم 13 سيء الصيت المشئوم  الذي أباح قتل الشيوعيين أينما وجدوا , وصار القتل والاعتقال على الشبهة والظن . وحصلت مقاومة للانقلابيين في مناطق متعددة من العاصمة والمدن العراقية الأخرى وقد غصت الملاعب والمدارس ودور السينما والنوادي إضافة الى المعتقلات بالمحجوزين والمعتقلين من المدنيين والعسكريين من الرجال والنساء على حد سواء .. وقد مورست أبشع أنواع التعذيب معهم والعديد تم تصفيتهم ودفنهم ولحد يومنا هذا بقيت اماكن دفنهم مجهولة ... ان الضحايا هم من خيرة بنات وأبناء شعبنا من المدنين والعسكرين .. سلام عادل والحيدري وابو العيس. وصاحب مرزة . وعبد الكريم قاسم والمهداوي والاوقاتي وماجد محمد امين  وحسن سريع ورفاقه  وسائر الشهداء .

ومازال الكثير من الضحايا لم تحسم قضاياهم شانهم شان الذين تعرضوا لتلك الممارسات  ابان حكم حقبة البعث بعد السابع عشر من تموز عام 1968

مجدا لهم ونحن نعيش الذكرى الثانية والخمسين لتلك الفاجعة والتي تنصل منها بعض من ساهم فيها

 

المجد والخلود لضحايا انقلاب شباط الدموي عام 1963

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.