اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (263)- فكرة التحديث / جزء2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعظمي (263)

 

فكرة التحديث / جزء2

        ان كل تاريخ في الحقيقة، هو تاريخ الحاضر من زاوية ما بصورة او باخرى، انه ليس مفهوما لا يمكن بموجبه ان يفهم الحاضر الا موضوعيا عبر ما قبل تاريخه..! كلا، لان التاريخ شيئا موضوعيا في الاساس. انه تجربة بكل معانيها، فماذا يستطيع الفن الغناسيقامي ان ياخذ من ماض يكون قد طرح وصور بهذه الصورة.؟

 

         ان الحاضر بصورة عامة، يبدو لنا فوضى هائلة منوعة الصور، كذلك الماضي اذ يرتبط موضوعيا بالطابع الموضوعي للحاضر. ويبرز لفناني هذه الحقبة قوة تصويرية وشكلية، ورغم ان الحس التاريخي بالعلاقات التاريخية لاشكال ومضامين الفنون بدات تفهم في هذه الحقبة على نحو اقل من السابق بسبب انفتاح الحياة في جميع فنون هذه الحقبة وزيادة تعقيداتها التي تصور الحاضر وهي في طريقها بالزيادة نحو المستقبل، الامر الذي يصبح فيه فهم مشاكل المجتمع العصرية مصحوبة بالصعوبة في تحليلها والغور في اعماقها. وهو ما يؤثر على تصوراتنا للتاريخ.

 

        ان ما يثير التامل والتفكير حقا، من وجهة النظر هذه، سماع احكام نقدية من كبار نقاد وكتاب الغناسيقى المقامية العراقية في هذه الحقبة تكاد ان تكون متناقضة في الموقف والراي من التسجيلات الغناسيقامية المعاصرة لهم. ان يوسف عمر الذي يصور في ادائه عالم الغناء المقامي العراقي، بانه حقائق تاريخية لا جدال فيها، مشبع بالتعابير المخضرمة والمعبرة عن حياة البغداديين خصوصا والعراقيين عموما، مميز بتقنية اداء الشكل المقامي التاريخي، يشكو قبل كل شيء خوفه وهواجسه من انحلال هذه الاسس التاريخية في غناء المقامات العراقية من تطورات العلوم التكنولوجية التي لم تبق ولم تذر لكثير من معالم الحياة الماضية..!! فيوسف عمر يقف عند عتبة اعمق الحقائق التاريخية في غنائه للمقامات العراقية، ومعبرا اصدق التعبير عنها..! وفي حقبة التجربة هذه يتمسك يوسف عمر ويلتزم بقوة ويختار ما هو ملائم وجيد. وهذه الخطى يسير عليها بامانة بعض المغنين من الذين ظهروا في (حقبة النضوج) الواقعة في الثلث الاخير من القرن العشرين ممن يقلدوه بصورة تكاد ان تكون ببغاوية.!! وهذا الوضع التقليدي لهؤلاء المغنين يؤثر على اغلب مغني هذه الحقبة (حقبة النضوج) متفاعلا مع التيارات الجمالية التي خيمت على الغناء المقامي في عقود القرن العشرين الاخيرة. وظهرت الاقاويل من جديد توجه سهام النقد والانتقاد للمطرب الكبير محمد القبانجي الذي مضى على ظهوره عقودا زمنية عديدة نسبة للتغيرات الحاصلة , واهم هذه الانتقادات، ان نتاجات محمد القبانجي لم يعد يفهمها ويتذوقها كثير من الجمهور الحالي الذي يفضل النتاجات الخفيفة والبسيطة..!؟ وعليه فضل الكثير من الجمهور نتاجات يوسف عمر على نتاجات محمد القبانجي من هذه الزاوية..!!

 

من ناحية اخرى، ان الاسلوب الأدائي العام ليوسف عمر بصورة او باخرى مستقى من اسلوب استاذه القبانجي اوبالاحرى من مضامين وفحوى الطريقة القبانجية، رغم ان يوسف عمر طرح اسلوبه المستقى بصورة مغايرة لأستاذه أكد فيه التعبير عن خصوصيته الأدائية التي عبَّر من خلالها عن حقبته الزمنية التي اعقبت الحقبة التي برز فيها استاذه القبانجي.

 

ومهما كانت هواجس الخوف والشك في توقعات انحلال الاسس التاريخية للغناء المقامي في المستقبل، من قبل الفنانين ممن امتازوا بحرصهم الشديد المتطرف على التمسك بالاصول التاريخية لعناصر المقامات ومضامينها التعبيرية، فقد كانت نتاجاتهم تسمو من ناحية اخرى على كثير من نتاجات التسجيلات الغناقامية للبعض ممن ظهروا كمغنين في حقبتي التجربة والنضوج المملة كل الاملال.! والذين عرفوا بتذبذب مستويات نتاجاتهم الغنائية، واذ نحن نتحدث عن انماط من هذه التسجيلات الصوتية حتى من قبل مغنين لهم شهرة واسعة، ولكنهم في بعض تسجيلاتهم قد فشلوا فشلا ذريعا، فلا يسعنا الا ان نأسى لحال غناء المقام العراقي في هذه التسجيلات البسيطة كل البساطة في نواحيها الفنية والاصولية والادائية بصورة عامة، من قبل هؤلاء المغنين البسطاء في كل شيء، وان يكن في بعض تسجيلاتهم..!

 

ولكن هذه الحالة التي تكون عليها بعض نتاجات التسجيلات الصوتية في غناء المقام العراقي التي ظهرت في حقبتي التجربة والنضوج من ماضي هذا الغناء التاريخي، تكاد ان تكون موظة قصيرة الاجل جدا، لانه لابد من الواقع الثقافي في المجتمع الجمالي والذوقي والفكري ان يتذكر نتاجات المغنين المقاميين الكبار على مدى القرن العشرين، ولابد لنهجنا الحالي في فنون غناء المقام العراقي في المعالجة، ان يتجاهل هذه النتاجات المفككة لينتج اخرى ارفع شانا واقوى تماسكا واكثر عذوبة. 

 

اضغط على الرابط

مجدي حسين / مقام الدشت

https://www.youtube.com/watch?v=5QXrJJmfBRA

 

صلاح السراج / مقام الدشت

https://www.youtube.com/watch?v=XYJbvW449R0

 

ابراهيم العزاوي / مقام الخنبات

https://www.youtube.com/watch?v=4F-gDthbvS4

 

عبد الملك الطائي / مقام البنجكاه

https://www.youtube.com/watch?v=RO0WatOI1b4

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.