اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (370)- ذكريات مبكرة/ جزء 1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (370)

 

ذكريات مبكرة / جزء 1

     اعود معك عزيزي القارئ الكريم واكرر قولي المستديم فضل شقيقي الاديب محمد واثق العبيدي الذي يكبرني باربع سنوات. الانسان الذي فتحتُ عيني عليه يعلمني ويرشدني ويغرس في اهوائي وميولي اشياء كثيرة من الاخلاق الفضيلة وحب الادب والفن والرياضة وغيرها من امور النشأة الاولى والتعلم السريع..! لقد كنت وانا صغير أراه يجمع الصور الفوتغرافية بكثرة ويحتفظ بها ويدون عليها تاريخها ومعلومات اخرى تخص الصورة من حيث المكان والمناسبة والشخصيات التي تحتويها والحدث الذي ادى الى التقاط الصورة. الامر الذي أثـّـرَ في أهوائي وميولي الطفولية في هواية جمع الصور وتدوين ما يشمل المعلومات التاريخية لالتقاطها. وهكذا استمرت هذه الهواية معي منذ بواكير حياتي والى يوم الناس هذا، بعد أن أدركتُ بمرور الزمن أهمية وقيمة هذه الهواية في المنظور التاريخي لذكرياتنا في حياتنا التي نعيشها..!

 

       كذلك تأثرتُ بشقيقي الحبيب محمد واثق العبيدي كثيرا وانا الاحظ إهتمامه بالكتابة والادب والرواية والقصص والشعر. وبصراحة فقد كانت كتاباته تثيرني في تعابيرها وانشائها الادبي الفخم المتسم بالخيال الخصب، حتى بات عندي انه افضل من يكتب المواضيع الانشائية والتعبيرية، وأفضل من يعبر عن الفكرة مكتوبة..! وما أزال أعتقد ذلك حتى اليوم..! وهو الذي أتقن دراسة اللغة العربية نحواً وصرفاً، الامر الذي ساعده في أن يصول ويجول في كتاباته الادبية الجزيلة في سباكة لغتها وتماسكها وعمق تعابيرها الانشائية ومعانيها العميقة..! حتى امسى مدرِّسا للغة العربية والادب في المدارس الثانوية ببغداد. متسلحاً بأهم عناصر موهبة وامكانية الاديب والشاعر، ألا وهو الخيال الخصب والافكار المنيرة..!

 

     لقد كان آباؤنا واجدادنا متأثرين غاية التأثر بقصص وحكايات عنترة ابن شداد، التي وصل نعتها عند المؤرخين، بالتاريخ والحكايات الاسطورية..! من خلال  شجاعة عنترة النادرة ونبله المثير وكرمه الجميل وعفوه النادر عند المقدرة ووفائه المؤثر وهمته الجامحة وهيبته القتالية المخيفة لكل من يقابله وشعره الصريح النابض من الثقة المطلقة بنفسه وقوته في مجابهة اعدائه وجمالية التعبير عن حبه وهيامه بابنة عمه عبلة ، مجسداًفي ذلك كل شخصيته المثالية في التاريخ..! ومن هذا المنطلق، كان والدي بالرغم من كبر سنه نسبة لنا نحن الابناء، الا انه كان يشتري كتب عنترة ابن شداد المطبوعة في مجلدات، شأنه في ذلك شأن معظم الآباء والاجداد، التي تحكي تاريخ حياة هذا الرجل العربي المقدام. فعنترة عربي من جانب والده شداد العبسي، وحبشي من جانب والدته الحبشية زبيبة. كتبٌ بل مجلدات تحكي كل صفات مواقفه الرجولية في الاخلاق والشجاعة النادرة والعفو والاقدام وغير ذلك من قيم سمحاء مثالية. يشتريها والدي المرحوم كي يقرأها له اخي محمد واثق..! وهكذا يكون اخي محمد واثق معظم الوقت أو في أوقات فراغه، يقرأ لوالدي من كتاب عنترة ابن شداد وبطولاته  الجميلة المصاغة بصورة أدبية ترضي جماليات آبائنا واجدادنا في تذكرها وسماع اخبارها التي لايملّـون منها أبداً..! والاستئناس بالقصائد التي يقولها عنترة ابن شداد متفاخرا ببطولاته واهله وعشيرته وقيمه السمحاء وغرامه بابنة عمه عبلة..! ومن هنا اعتقد ان اخي محمد واثق بصورة او باخرى ومنذ بواكير حياته، نمت عنده حب اللغة والتاريخ والرواية والادب، وقصص عنترة ابن شداد طبعاً..! زائدا موهبته العفوية التي تمتع بها التي استمرت في نموها منذ صغره حتى اليوم.

 

      هي تجربة وموهبة اذن..! فهذه الفطرة في الاهتمامات وفي مقتبل العمر لايمكن لها ان تكون الا موهبة عفوية وفطرية من العلي القدير سبحانه وتعالى. خاصة وانه نشأ معتمدا على جهوده الذاتية فقط، فلم يكن له اخا كبيرا يعلمه في البيت، ولم تتح له وسائل اخرى ليطور نفسه ويصقلها غير الهواية وقراءة كتب الادب وقصص عنترة ابن شداد والرغبة في اثبات الذات.

     مرة سأل خال أبنائي السيد ماجد الزنكين الجبوري عندما كان صغيرا، سأل والده المرحوم خضر عباس محمد الجبوري الذي كان محبا لقصص عنترة ابن شداد ويرويها على الدوام لابنائه.

-    بابا هل عنتر من اقربائنا..!؟ متصورا ذلك من كثرة ما يحكي والده عن عنترة..!

 

      هكذا ومن خلال هذه الاجواء العامة لآبائنا واجدادنا وميولهم وجمالياته وحبهم للتاريخ وقصص البطولات والشجاعة والرجولة. وحبهم بصورة مطلقة لقصص عنترة ابن شداد العبسي. تبلورت شخصية اخي محمد واثق ونمت بمرور الزمن وهي تحمل مقومات رجولة الاخلاق والفطرة والذكاء والموهبة والتعلم والدراسة والكتابة..! وانا من جانب اخر، الاصغر منه عمرا، كنت اراه واشاهده وهو يخوض تجاربه قبلي واحذو حذوه بطبيعة الحال في كل ما يتعلمه ويسلكه..! وهكذا ايضا كانت معظم اهتماماتي منذ البداية مشابهة كثيرا لاهتمامات وهوايات اخي محمد واثق وعلى الاخص في حب الادب والكتابة وقراءة الشعر والتاثر بالذكريات وحب التدوين والارشفة والتوثيق وجمه الصور الفوتغرافية بادراك ووعي قل نظيره وهو في عمر مبكر.

 

      بطبيعة الحال، فالانسان يعيش في بواكيرحياته متطلعا وطامحا بجموح كبير مستمر دون استقرار، وهو يتطلع الى الحياة رويدا رويدا، يأخذ منها ويتعلم فيها تجارب حياتية جديدة مستمرة، ليقرر بعدئذ اختيار طريق المستقبل المناسب له نزولا عند ظروف نشأته من عادات وتقاليد وعلم ومعرفة وتفكير وخيال، حتى تتبلور شخصيته متطلعا الى خصوصيتها المتفردة.

 

هكذا هي فترة الحداثة وبواكير الشباب وعنفوانه، التفكير فيها مشتت غير مستقر. يغلب عليها الخيال والاحلام والتأملات، لكنها من جانب آخر فترة ممتعة وجميلة يمكن ان تعد احلى، أو من احلى فترات حياة الانسان..! وليتذكر كل منا فترة حداثة حياته تلك، وفترة المراهقة الجميلة وذكرياتها التي لاتنسى ابدا..! التي يملؤها بالحب والغرام وسماع الموسيقى وصداقاته الجديدة مع اشخاص من عمره والتقاط الصور التذكارية وغير ذلك من احداث المراهقة..! التي ربما تمتد الى بلوغ سن الرشد وما بعده بقليل..!

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي حفلة الكويت جزء 1

https://www.youtube.com/watch?v=KJJ7_oABM74

 

 

حسين الاعظمي في اليمين مع شقيقه الاديب محمد واثق العبيدي في 10/5/2016. بعمّان

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.