اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (399)- الجسر الخشبي العتيق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

يوميات حسين الاعظمي (399)

 

الجسر الخشبي العتيق

     يدهشني التفكير والقول باني أتذكر أشياء مرّت في حياتي وانا في عمر صغير جداً لايتجاوز الثلاث سنوات..! وربما اقل من ثلاث سنوات..! كيف يحدث ذلك ..!؟ فعندما افكر في هذه الحالة، تنتابني الدهشة فعلا لانني كنت في بواكير حياتي الاولى..! فقد كان والدي وعمي عبد الكريم رحمهما الله، لكل منهما محل –دكان- في حي السفينة من الاعظمية. وبالذات عند رأس الجسر الخشبي العتيق المنصوب على متن زوارق كثيرة متوسطة الحجم فوق نهر دجلة الخالد في المنطقة التي تربط طرفي المدينتين التاريخيتين الدينيتين الاعظمية والكاظمية. والذي ألغي عام 1958 بعد أن افتتح جسر جديد عام 1957 بالقرب من الجسر الخشبي العتيق أطلق عليه –جسر الائمة-

     كان سير السيارات في الجسر الخشبي العتيق بمرور واتجاه واحد..! وهو ما اتذكره جيدا..! أي عندما تنطلق السيارات من مدينة الاعظمية باتجاه مدينة الكاظمية، تعطى اشارة الى الطرف المقابل في مدينة الكاظمية بالانتظار والتوقف لحين إكمال سير السيارات القادمة من مدينة الاعظمية الى مدينة الكاظمية، والعكس صحيح..! فكنتُ اشاهد هذه الحالة من ديناميكية سير عبور السيارات بين طرفيْ مدينتيْ الاعظمية والكاظمية بمعدل يومي او شبه ذلك..! لأن والدي يصطحبني يوميا معه الى دكانه وعلى الاخص في العطل والاوقات المتاحة. وعليه يبدو ان كثرة معايشتي ومشاهداتي اليومية للسيارات منذ بواكير عمري وهي تسير ذهابا وايابا بين مدينتيْ الاعظمية والكاظمية، هي التي أبقت في ذاكرتي هذه المشاهدات ورسوخها حتى اليوم على الرغم من قِدَمها وانا في سنوات حياتي الاولى..! فضلاً عن أنني أتذكر أيضا عبوري على هذا الجسر التاريخي –الجسر الخشبي العتيق- مشياً على الاقدام أكثر من مرّة..! وعبوري عليه أيضاً وانا في السيارة التي كانت تسمى بـ الباص الخشبي..!

     وحين أصبح عمري خمس سنوات تقريباً، أتذكر أيضا وان يكن ذلك بشكل ضبابي، إفتتاح جسر الائمة عام 1957 الذي اعتقد انه كان برعاية المغفور له ملك العراق فيصل الثاني رحمه الله واحسن مثواه.

     كذلك أتذكر بصورة واضحة عندما تم تمثيل معظم مشاهد الفلم السينمائي العراقي –مشروع الزواج- الذي شغل المنطقة كثيراً واستمر في تصوير مشاهده زمناً طويلاً أيضاً، ثم شاهدته بعدئذ في السينما أكثر من مرة..! وقد ظهرتُ في لقطة عامة من إحدى مشاهد الفلم ومن بعيد وانا جالس قرب والدي في الدكان..!

     وفي هذا الخضم من الذكريات، تنبهني ذاكرتي دائما الى أيام الطفولة وبواكير الحياة وذهابي فجر أيام كثيرة مع والدي الى مدينة الكاظمية لتسوق بضاعته منها..! وهكذا إمتلئت ذاكرتي بمواقف كثيرة في مدينة الكاظمية الجميلة التي أحببتها منذ نعومة أظفاري حتى يوم الناس هذا..! وربما بسبب ذكرياتي الكثيرة في مدينة الكاظمية وحبي الكبير لها ولاهلها الكرام، تكوّنت فيما بعد علاقات كثيرة جداً مع أخوة وأصدقاء من هذه المدينة الخالدة، بحيث كان أخي العزيز الغالي الاستاذ باسل مجيد الخزرجي الكاظمي(احد طلبتنا القدامى في معهد الدراسات النغمية العراقي) يقول لي دائما ونقلاً عن معظم أصدقائنا في مدينة الكاظمية، على أنني لو رشحتُ نفسي في أي انتخابات في مدينة الكاظمية فانني سافوز حتما..! وما زلت على صلة أخوية وصداقة وثيقة بأخي وصديقي الغالي باسل مجيد الكاظمي وباصدقائي الكاظميين الاخرين العصيين على النسيان.

     على كل حال، هناك الكثير من الذكريات التفصيلية الجميلة في هذا العالم الجميل المحصور في بقعة جغرافية صغيرة القريبة من موقع الجسر الخشبي العتيق.

 

والى حلقة اخرى من الذكريات ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي، مقاميْ الخنبات والنوريز

https://www.youtube.com/watch?v=U_ks9WMMVIU

 

 

الجسر العتيق بين الاعظمية والكاظمية في بغداد، الصورة من جهة الاعظمية، ألغي هذا الجسر المرتكز على مجموعة كثيرة الزوارق متوسطة الحجم عام 1957 بعد افتتاح جسر الأئمة القريب منه في نفس العام.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.