اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• خطاب ناعم ... خطاب خشن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 جاسم الحلفي

 مقالات اخرى للكاتب

خطاب ناعم ... خطاب خشن

 

تراجعت حدة خطاب المتنفذين المتحاصصين، بعد ان ساد صوت الحناجر العالية  خلال الفترة الماضية، وبدأ الخطاب الحريري الناطق بكلمات يملؤها الحنان وتسودها العاطفة الشجية تجاه الآخر، مقرونا باعتراف حول أهمية الطرفين لبعضهما.

 تراجعت الكلمات التي أقلقتنا كثيرا بعد ان غدت نذير شؤم، حيث التلويح بالحرب الأهلية، وتقسيم العراق، الى جانب التهميش والمقاطعة والولاءات الإقليمية، وتداولت مكانها كلمات الشراكة واللقاء الوطني، والعمل المشترك، والعراق الموحد !

 تراجعت صور "الصقور" التي تطل علينا كل يوم من شاشات التلفزيون، وهي تتلو علينا بيانات الشؤم والتوتر والانقسام، وظهرت فجأة وبدون تحضير يكفي لاستقبال صور " الحمائم " التي تسبح بحمد الانسجام والمحبة والتسامح والتصالح والوئام.

 تراجعت فكرة عقد مؤتمر وطني واسع يحضر له ويشترك فيه جميع القوى المؤمنة بالعملية السياسية، سواء من كان طرفا في الحكومة او البرلمان او من لم يكن، وتم اجتزاء الفكرة الى عقد لقاء ضيق يضم المتنفذين بتبرير "انهم أصحاب المشكلة وبيدهم حلها".

 وبالمقابل تراجع استعمال كلمة أزمة. فلا أزمة كانت، ولا أزمة ستحصل .. ما دام لا يزال للمحاصصة مفعولها السحري! وسرعان ما استخدموا تعبير " مشكلات بسيطة" بدلا عنها، وأردفوا ان "المشكلات ليس من الغريب وقوعها في عملية سياسية جديدة!" رغم مرور ثماني سنوات عليها، نزف العراق خلالها دما ودموعا.

تراجعت أهمية بحث أزمة العملية السياسية، الكامنة في أس بنائها القائم على المحاصصة الطائفية والاثنية، التي أنتجت الصراع على السلطة والمال والنفوذ، وبرزت أهمية وضعها على السكة الصحيحة، سكة المواطنة والتوزيع العادل للثروة، وحسب حاجات التنمية والاعمار والبناء والضمان الاجتماعي.

 تراجعت مقولة إشغال الوظيفة العامة في الدولة على وفق مبدأ المواطنة وحسب الكفاءة والخبرة والمهنية، ورفعت رأسها مقولة "التوازن" التي لا تعني توازن الجندر، اي مراعاة تعيين النساء في مؤسسات الدولة، ولا موقع للشباب فيها، وإنما هي إعادة توزيع للطوائف على المناصب، مما يعني بصريح العبارة ان الطائفية السياسية تعود بقوة هذه المرة .. اذا كانت قد خرجت أصلا!

 لم تتراجع لغاية اليوم عادة اخفاء النعامة رأسها في الرمال حين تشعر بالخطر، متصورة ان سبيل نجاتها يكمن في عدم رؤيتها الخطر المحدق. ويبدو ان هناك من يدير رأسه بعيدا عن الأزمة، متصورا ان عدم اعترافه بها ينفيها من الوجود! غير مدرك ان الأزمة الحقيقية هي في عدم رؤيته لها، وعدم وضع حلول جذرية لها، وكما يجب..  

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.