جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

"نريد ان نعرف" ...

بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي

عقد في مدينة اربيل، يومي 27-28 كانون الثاني 2012، اجتماعاً تخصصياً ضم مجموعة من المدونيين لبحث نشاطات مجموعة "نريد ان نعرف"، التي تأسست يوم 10 شباط 2011، كأحدى المجاميع على موقع التواصل الاجتماعي "Facebook".

وهذه المجموعة مهتمة بالحصول على المعلومة كحق دستوري، والمساهمة في إتاحتها للرأي العام، وتتبنى ثقافة الشفافية والرصد، هذه الثقافة التي تجعل المواطن مشاركاً ايجابياً في علمية التحول الديمقراطي في العراق. وجاء اللقاء كأحد الفعاليات التي تقوم بها المجموعة لتقييم عملها ونشاطها، والتوقف عنده وذلك في إطار الاحتفال بمرور سنة على انطلاقتها.

ورغم ان اغلب الناشطين في المجموعة هم أصدقاء في العالم الافتراضي فقط، دون سابق معرفة ببعضهم البعض على ارض الواقع، لكن تواصلهم المستمر، في اطار المجموعة، ونقاشاتهم التي تتناول مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والعلمية، كان لها اثر في خلق جو ايجابي يسوده الاحترام المتبادل داخل المجموعة، ساهم في بناء أسس لعلاقات افتراضية سرعان ما تحولت في أول لقاء مباشر الى علاقات وتواصل إنساني راقٍ. وهذا ما جعل أجواء الاجتماع تسودها الألفة والمودة، فيما كان الحرص هو دفع عمل المجموعة ونشاطها من اجل عراقٍ مدنيٍ ديمقراطي، يكون فيه الإنسان واحترامه وتأمين حقوقه و كرامته هدفاً لا يعلوه أي هدف أخر.

هذا وناقش الاجتماع في جلسات عمل منظمة، وعلى مدار يومين كاملين، محورين رئيسيين؛ المحور الأول هو واقع وآفاق مجموعة "نريد ان نعرف" كمجموعة تواصل اجتماعي تنشط في العالم الافتراضي؛ فيما بحث المحور الثاني إمكانيات عكس نشاطات المجموعة على ارض الواقع.

وبعد نقاش مستفيض ساهم فيه الجميع اتخذ الاجتماع عدد من التوصيات بصدد المحور الأول منها:

1- التركيز على نشر المواضيع التي تخص اهتمام المجموعة وهي السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية والعلمية والدينية، بما يعزز المعرفة ويطور الثقافة الديمقراطية، ويؤسس الى المجتمع المدني الديمقراطي.

2- الحث على نشر المواضيع التي توضّح المفاصل والهموم التي يجتمع عليها جميع أبناء الشعب العراقي والابتعاد عن المواضيع التي تدعو الى الفرقة والتشتت والانقسام.

3- تعزيز التعليقات والحوارات في المواضيع والمنشورات التي تنسجم مع الاتجاه العام للمجموعة.

4- الحرص على نشر الشعر والموسيقى والفنون الأخرى، وباقي الاهتمامات، وبما يعزز الغذاء الروحي للإنسان، و ضمن الزوايا والتوقيتات المناسبة لها.

5- إحياء الفقرات الناجحة ومنها "لنتعرف عن قرب على" و"الطاولة المستديرة" و"حوار خاص". وبروح الأبدع، على ان يشارك عدد من الناشطين بإدارة هذه الفقرات. فيما فتح الباب لأي فقرة أخرى من شانها الاسهام في تطوير المجموعة.

هذا وقد أستأثر المحور الثاني بالاهتمام الأكثر، وفسح حوله المجال الأوسع في النقاشات والتي لخصها الاجتماع على النحو التالي:

1- تفعيل دور أعضاء المجموعة كأشخاص يعيشون داخل المجتمع، والاتفاق على التحرك - حسب الإمكانيات الشخصية لكل مشارك - وصولاً الى إقامة حملات وتحركات مجتمعية غايتها خدمة المجتمع العراقي ونشر الوعي المدني الديمقراطي.

2- صياغة رسائل وبيانات وإرسالها الى الجهات الحكومية يعبر من خلالها عن حاجات وهموم والمواطنين، وترسل الى المعنيين عن طريق البريد الإلكتروني (الايميل) او بشكل مباشر.

3- مناقشة مشاريع واقتراحات القوانين التي تعرض على البرلمان العراقي، وإبداء الملاحظات والتعديلات عليها، ثم يصار الى إيصالها الى البرلمان عبر الطرق الرسمية المعتمدة.

4- التحرك نحو وسائل الإعلام العراقية المقروءة والمسموعة والمرئية، ونشر ما يمثل المشتركات العامة للمجموعة، وحسب المواضيع التي يتم الاتفاق على مضامينها.

5- العمل على نشر كل ما يخص العراق حضارياً وتاريخياً وشخوصاً وأحداثاً وانجازات على شبكة الانترنت، عن طريق تكثيف نشر كل ما يخص هذه الأمور في المواقع المناسبة لها.

كما توقف الاجتماع طويلا عند إمكانية مساهمة المجموعة في نشر قيم التمدن والحضارة والديمقراطية والمواطنة والليبرالية في المجتمع العراقي، وذلك عن طريق اغناء هذه الموضوعات بأبحاث ودراسات ونقاشات، وصياغة ذلك بأسلوب يناسب عامة المواطنين.

جاسم الحلفي