بقلم  : سعـديـه ألعـــبــود 

 رسالـة إلى امرأة في المهجر

لفت نظري يوما موضوع طلاق العراقيين في هولندا  ، أو السويد أو أي دولة أخرى ،

 وتفاجأت من إعداد حالات الطلاق وأسبابها الغير

ناقشت الموضوع مع أصدقاء كانوا يقيمون خارج العراق ,

تفاجأت من ممارسات لزيجات يبتدعونها , كأن تتزوج بعقد شرعي من شخص وتنجب منه لكنها لا توثقه كأبن شرعي لأنها رسميا تزوجت من شخص اخر كي يتم جلبه الى بلد المهجر ، ويتم إجراء مراسيم الطلاق فيما بعد  ..عندما يحصل على الإقامة المطلوبة البحث عن دوائر الشؤون لاستلام المنح ,التقارير الطبية والادعاء بإمراض عدة القصد منها الحصول على منح التقاعد, او هي أرملة وتتزوج بالسر كي يستمر استلامها ألمنحه ,الهدف من كل هذه الممارسات السلبية هو للحصول على مبالغ نقدية . كل هذه جعلت من شبابنا يسعى للحصول على المغانم دون عمل  .لا يعنينا هذا بقدر ما يعنينا ما تمارسه المرأة للحصول على المغانم,من هذه الجمعية او تلك وكأنما وصلت إلى بر الأمان وحصلت على الإقامة أو الجنسية بسبب رفقتها لزوجها وتبدأ تتكلم بالحقوق دون الواجبات , وتهدد بالقانون الذي حفظت نصوصه ناسية  ( عشرة عمر ضحت من اجلها بالكثير.  ) هذا ما دعاني ان اكتب رسالة أليها أحاول ان أعالج شرخ في علاقة قبل ان يتوسع وينكسر, او أشير الى ما تفقده وما تكسبه متأملة ان  يكون لها وقفة في محطتها الأخيرة قبل الرحيل .

ابنتي العزيزة

اكتب لك وانأ اشعر بخيبة أملي في تلك الإنسانة المقامرة المضحية .لقد كنت مثالا لزوجة تسعى لعمل كل ما يسعد المحيطين بها . متحملة لمسؤوليات جسام.أتذكرك وأنت تقبعين في تلك الدار مع صغارك تنتظرين دعوة زوجك كي يلتم الشمل . وبعدها الانتظار في دولة مجاورة غريبة وحيدة, تقننين مصاريفك كي توفري كل فلس لحين معرفة المصير  , وسائل الاتصال مع اهلك واحبائك تكاد تكون معدومة . وظيفتك ومدارس أطفالك رميت وأنت تودعين الحدود , ذكرياتك وأشياؤك التي كنت تعتزين بها , لاتعلمي ماحل بها , أثاث دارك لم تسدد ثمن ضريبة  السفر, قامرت بدارك ووثقتيها باسم الغير كي لاتصادر وأنت مهاجرة  . كنت تنتظرين عودته او اي خبر يدخل السرور في نفسك . كانت قلوبنا معك لا نعلم اذا مرضت وأنت وحيدة ماذا يحل بأطفالك والى من يلجئون .أو اذا مرض أحدا منهم بمن تستنجدين وماذا ستفعلين ,وكيف تتصرفين ,وعلى إي شئ  تقتاتين أنت وأطفالك . سمعت مرة انك وقفت تخلعين أساورك عند محل صائغ كي تؤمني إيجار السكن وتنظري بقلق للأيام القادمة ماذا تعملين  . كل هذا كان عليك هين لأنك قررت رفقته فلا حياة بدونه .ورقصنا جذلا عندما عرفنا بالتحاقك به لأننا في الأقل ستغمض عيوننا بعد سهاد . ولأنك تعبت من الانتظار سنوات .كنا نتابع أخباركم ماذا أكلتم وكيف تتعاملون مع الناس في المهجر , وما شكل المجتمع وحجم اندماجكم فيه , كنا نخاف على بناتك ونتساءل هل يتأثرن به ام بيقين على التزامهن .وكنا على يقين بأنك تتصرفين بحكمة .

أما عنه نتساءل , كيف عاش وما معاناته وهو بعيد عنكم عندما عاش وحيدا ,ونحن نعرف حجم العواطف والحنان الذي يكنزه لكم , وكيف قامر بكل شئ وهو يفكر في التخطيط لمستقبلكم  .وتطورت وسائل الاتصال وبتنا نتابع أخباركم شبه اليومية ونتناقل ذلك بيننا.كنا نحمد ربنا ونشكره عندما نسمع عن الاغتيالات التي طالت أصدقاؤكم او معارفكم ونقول  :  نتحمل الم فراقكم بدلا من ان نسمع ما يغيظكم .وبتنا نستمع الى رحلات صيد السمك , أو الصعود إلى الجبل او التراشق بالثلج او اي شئ يجعلكم تتعرفون على المحيط ويمنحكم السعادة ويبدد غربتكم , الى  ن بدأنا نسمع شكواكم وكلا منكم يتصيد الأخطاء عن الأخر ويهولها ويستنجد بأبنائه ويشهدهم وكأنكم تلعبون لعبة جر الحبل , لأي فريق تكون الغلبة ,وبحكم وجودك طيلة النهار قرب أبناءك بدأت تؤلبين الجو ضده وكأنك المظلوم الوحيد في هذا العالم .

لا يا ابنتي أنتما خلقتما لبعضكم وكلكم ستر للأخر وله عليك حق بحكم العشرة والشرع والقانون. الإسلام يا ابنتي ليس بالصلاة فقط ,الرسول الكريم (ص) يقول أحسنكن إسلاما أحسنكن تبعلا , فهل  ادركتي  يوما هذا ..؟ وهل حاسبتي نفسك . .؟ لقد كذبت سمعي عندما قلت القانون معي  .." ,صحيح هذا .." بدأت تستفزيه وتشهدين أبناءك على إي كلمة يقولها كي تعديها إساءة بالغة . .؟  وبدء ينفر هذه الدار التي تجمعه (لا أقول بأمرأه لأنك ابتعدت عن أنوثتك ) بمن فقدت الهدف السامي للرباط المقدس ,وأصبحت متسلطة وعتيدة.

لقد نذرت نفسي للدفاع عن قضايا المرأة وتحملت ما تحملت وناصرتها ولكن ألان أعيد النظر في حساباتي فهل حصولها على حقوقها يحولها إلى جلاد وهل كنت على خطأ. ..؟

صحيح انك لم تستوعبي المجتمع ,ولم تندمجي به , وقد يكون شوقك لاحباءك وفراغك هو من ساعد على خلق أزمة , نظرت إلى أن منظمات المجتمع المدني والمنظمات ألاجتماعيه لتعطيك الحق وتمنحك راتبا يؤهلك لعيش مضمون , أهذا ما توصلت إليه  ..؟ المبالغ النقدية التي تحصلين عليها .لقد خسرت عمرك واهلك , اي ُمبالغ هذه تعوضك خسارتك  لم تحسبيها هذه المرة بشكل صحيح وسوف تجدين نفسك  يوما وحيدة مع آلامك وندمك .ها إنا أقولها لك لأخر مرة قبل ان يحل الخراب في بيتك ,وأنت سيدة نفسك.