اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قصة قصيرة : الهروب إلى جنة الأحـلام...

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

  أكـرم يوسـف تـمرو

مساهمات اخرى للكاتب

قصة قصيرة

      الهروب إلى جنة الأحـلام...

 

كنت شابا في عمر يناهز الخامسة والعشرين تخرجت من كلية العلوم نشأت في عائلة فقيرة لا تملك مالا إلا اليسير كان والدي يعمل فلاحا صغيرا يملك دونمات قليلة من الأرض ندفع من واردها أجور الحراثة والحصاد وما يتبقى القليل لا يسد رمق العيش في ظروف الحصار الصعبة

 

كان تسلسلي في العائلة الرابع بين أخوتي ولم يكن لدينا أي موظف في دوائر الدولة لقلة الراتب آنذاك كنا نعمل أنا وأخوتي في أعمال البناء والحفر ونساعد والدي في الزراعة.في إحدى ليالي الشتاء الباردة احتسيت قليلا من الخمر وغط في نوم عميق كنت دائما أفكر في السفر

 إلى الخارج والعمل هناك لأكسب الدولار.

 

لأرسله إلى عائلتي لتتنفس الصعداء وكان أخي الأكبر يشجعني إلى السفر ولكن أبي وأمي لا يقبلون بالسفر والغربة والبعد لأنهم لا يقدرون على فراقي لكني أكثر أخوتي كانوا يشجعونني على السفر ويقلون بان فلان من الناس سافر ويعمل ويرسل إلى أهله كثيرا من الدولارات إلى أن

 تحسن حالهم وان كل اللذين سافروا يرسلون أموالا كثيرة.

 

هيا يااخي سافر وأرسل لنا أموالا نبني بيتا ونشتري أحسن السيارات والأثاث. ذهبت إلى دائرة الجوازات وأكملت جواز سفري ثم سافرت إلى العاصمة بغداد لأحصل على فيزا الدخول إلى تركيا وصرفت أموالا كثيرة.بعد أيام جهزت حقيبتي وقبلت أبي وأمي وهم يذرفون دموعا كثيرة

ويحضنونني ويقبلونني ويصرخون.

 

لا لا!!! إلى أين يا ولدي لا تذهب لا نريد المال إننا نعيش مجتمعين فقراء خيرا من الغربة والفراق.قبلت أخوتي وأخواتي وهم حزانى يبكون على فراقي كما أنا ابكي على فراقهم, جلست في السيارة التي سوف تقلني إلى الحدود حينها لا اعرف ماذا أصابني هل أقول للسائق إنني أريد

 الرجوع ؟؟

 

كيف أقول هذا وأنني لا استطيع الكلام من شدة الحزن وعيوني لم يقف جريان دموعها كأنها انهار هائجة. وصلت إلى الحدود العراقية التركية وأكملت الإجراءات القانونية ثم أقلتنا سيارة أخرى وعبرت بنا إلى الأراضي التركية حينها شعرت بالغربة في بلد لا اعرفه ولا اعرف لغته (ساعدني يارب) في مدينة اسطنبول شاهدت أناس من منطقتي وأخذني احدهم إلى غرفته حيث هو وعائلته وكان هناك عوائل كثيرة يرمون السفر من تركيا إلى يونان وهم بانتظار الدليل الذي يساعد الناس للعبور

 لقاء مبالغ طائلة وبالدولار.

 

قال لي احدهم هل تملك مالا للعبور قلت لا فقال كيف ستعبر إذا لم تملك مالا؟ فقلت له إن احد أقاربي في اليونان سوف يسدد أجور السفر بدلا عني وعندما اعمل أسدد له دينه. بعد عدة أسابيع جاء دورنا للعبور إلى اليونان فأخذنا احد الإدلاء إلى غابات قريبة من الأراضي اليونانية ومكثنا هناك عدة أيام وكان الرد شديدا وقاسيا ثم أخذنا الدليل وعبرنا سباحة

 نهرا صغيرا وكان مياهه بارة جدا.

 

ثم ذهبنا راكضين إلى باص كان في انتظارنا وبعدها سار الباص في الأراضي اليونانية حتى وصلنا أثينا حينها استقبلني ابن عمي الذي دفع مصاريف الطريق بدلا عني وأخذني إلى غرفته حيث لم يكن لي مكان كي أنام معه لأنهم سبعة أشخاص في غرفة واحدة.سكنت مع أصدقاء يعرفهم

ابن عمي وأشاركهم في دفع الإيجار.

 

بعد أيام قليلة ذهبت إلى العمل كان العمل أن نجلس في ساحة كبيرة يأتي احدهم ليطلب عمال ونذهب راكضين متدافعين لنحصل على عمل ما بأجور زهيدة. وبعد عمل متواصل أصبح لي عددا من الدولارات نظرت إليها ثم نثرتها في الهواء وصرخت بأعلى صوتي دولارات دولارات ثم فتحت عيني رأيت أمي تضع يدها على راسي وهي حزينة وتقول لأخي الأكبر هيا تحرك واجلب الطبيب لأخيك انه يهلوس من شدة الحمى ثم جاء الطبيب وقدم لي العلاج رأيت نفسي بين أبي وأمي وأخوتي فحمدت

 الله على ذلك.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.