اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ما الفرق بين أمادا الياباني وحمادة العربي ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

 ما الفرق بين أمادا الياباني وحمادة  العربي ؟

 

أظهرت لقطات بثت على فضائية ال bbc البريطانية قروي ياباني اسمه أمادا ,  كان يبحث بين ركام منطقته السكنية المدمرة تماما,عن جثث لأفراد أسرته ومعارفه . أراد العثور على أي حاجة ثمينة كانت في دارهم المدمرة , لكنه عاد خالي الوفاض. قال:(ما حدث من كارثة أصبح حقيقة , يجب ان ننظر إليها بعين الماضي وعلينا ان نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل !).

 

في لقاء مع قناة الجزيرة قال السفير الياباني في الدوحة , عندما سئل عن  كمية المساعدات, التي تلقاها بلده من دول العالم:(هل كانت المساعدات توازي حجم الدمار)؟.

 

بلغة مهذبة قال:( نشكر كل الدول والهيئات والمنظمات الدولية , التي  قدمت المساعدة لنا في هذا الوقت الصعب ,لكننا سنبني بلدنا من جديد دون الاعتماد على احد , لان تجاربنا وخبراتنا كبيرة في هذا المجال).

 

بين حديث أمادا القروي البسيط , وبين حديث السفير الياباني ثمة رابط قوي: اسمه الثقة بالنفس , والاستعداد النفسي والبدني لتحمل النكسات , والهزائم , والكوارث , وتحويلها إلى انتصارات وأمجاد , لان شعب اليابان يملك رؤية واضحة للمستقبل , ويملك اعتزازا  وإخلاصا كبيرا لانتمائه وحضارته .

 

لم يطلب أمادا الياباني من دول العالم المساعدة .لم تعيّر حكومة اليابان العالم بأسره وتذكره بكرم اليابان , ومساعدتها السخية لأغلب بلدان العالم , ووقوفها مع كل البلدان , التي تواجه المصاعب والمحن .

 

الدروس التي تصلنا من اليابان تذكرنا بواقعنا , وتجبرنا على إجراء مقارنة بيننا وبينهم.

 

في العراق , مازال اغلبنا  متمسكا بدور الضحية , التي ضربها تسونامي البعث وصدام,  القسم الآخر يلعب دور ضحية جديدة للنظام السياسي الحالي ,كِلا الفريقين لم يغادرا الماضي , ولم يتطلعا إلى المستقبل . أغلب أعضاء الفريقين يجيدون الشكوى والتذمر, الذي يدفعهم للتقاعس .الشيء نفسه ينطبق على الحكومة , التي لم تنس للحظة واحدة.. (الإرث الثقيل لمرحلة دكتاتورية صدام) . البناء الجدي معطل لحين وصولنا جميعا لمرحلة جديدة , نقدر فيها الزمن ونجدد الثقة بأنفسنا , نترك الماضي دون ان ننساه , نحث الخطى كي نلحق بالوطن , قبل ان ينتف اللصوص المتحاصصون ريشه بالكامل ويقصوا أجنحته.

 

أما حمادة الآخر , وتعني اغلب العرب.   اغلب الأغنياء العرب يبحثون عمن يوفر حاجاتهم ويخدمهم  وينمي ثرواتهم ويتطلعون إلى أغنياء الغرب ليقلدوهم ,الفقراء يبحثون عمن يساعدهم في كسب عيشهم , الأغنياء والفقراء يعتمدون اعتمادا كبيرا على استهلاك منتجات الحضارة الغربية دون ان يسهموا بصناعتها .

 

أغلبية (حماداتنا) يندبون الماضي , ويتغنون بالسيف في زمن طائرات f18 , وصواريخ كروز وتوما هوك , وطائرات الشبح , وال B52 العملاقة .

 

أمادا الياباني يكمل مسيرة آبائه وأجداده , الذين أقاموا يابان جديدة بعد  دمار الحروب والكوارث. يملك أمادا عينين يلمح بكلاهما الماضي , يشغل واحدة منها  للنظر للحاضر, ويرنو بالأخرى للمستقبل. نحن نٌتعب أعيننا بالنظر للماضي , وننشغل بالحاضر , ولا نمتلك رؤية واضحة للمستقبل .وهذا هو عيب اغلب العرب .

 

 بعد ان ضرب التسونامي اليابان , لبس رئيس  وزراء اليابان وطاقمه الوزاري بدلات العمل الزرقاء, كي يقولوا لليابانيين والعالم , أنهم في ورشة عمل وبناء .ضرب تسونامي التغيير الأنظمة العربية , لم يلبس(حمادات) حكام البلدان العربية بدلات التواصل مع الشعوب , ولم يباشروا بالإصلاح , بل تبادلوا الأدوار ووصفوا المنتفضين بأبشع الأوصاف والصقوا بهم شتى التهم , حصل بينهم ما يشبه الاتفاق , حيث نكلت جميع الأنظمة بشعوبها . عندما وصلت أمواج التسونامي الثورات العربية شواطئ (حمادات) الخليج , لبس حكام الخليج (عكَل الطائفية) , ليقولو ان ثورات شعوبهم هي(ثورات طائفية) , كي تنشغل الشعوب بمعارك طائفية , وتنجوا أنظمتهم من سقوط أكيد . تطوع لاعب الطائفية والسيرك السياسي الماهر بندر بن سلطان ليلعب بورقة الطائفية , لقد أعادوا له الاعتبار مجددا , هو (جوكر) النظام السعودي , يخرجوه إلى طاولة اللعب كلما تعرضوا لازمة .يعرف المتابع للشأن السياسي دور سلطان في تغيير بوصلة أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر , حيث عمل على  تحويل غضب الساسة الأمريكان من اتهام السعودية ومحاسبتها , إلى اتهام أفغانستان!. علما ان اغلب: المنفذين , والمخططين , والممولين لأحداث سبتمبر سعوديون . 

 

مخطط الفتنة الطائفية لو قدر له النجاح , سيدمر ويغير وجه منطقة الخليج والمنطقة برمتها, العراق سيكون في قلب هذه المخطط , مع كل ذلك ومن المؤسف ان ينطلي هذا المخطط الخبيث على بعض الساسة العراقيين الذين انجرّوا وراء ما تخطط له السعودية من فتنة طائفية . لتعود غيوم الطائفية تلبد الأجواء السياسية العراقية من جديد .

 

أمادا الياباني قروي بسيط لكنه يمثل تطلعات امة اليابان ,وتطلعات الشعوب الحرة.

 

 حمادات الحكام العرب وبندر بن سلطان منهم. لا يمثلون إلا طموحات أسر تعمل المستحيل من اجل البقاء في السلطة , حتى وان داسوا على رقاب كل الشعوب.

 

هذا هو الفرق بين أمادا الياباني وبين حمادة وبندر.

 

تحيا اليابان وأمادا الياباني ذو النفس الكريمة الأبية , يسقط (حمادات) الحكام العرب , يسقط من يعينهم في تمرير مخططهم في إشعال حروب طائفية .

 

(ابكِ العاقل حين يموت وابكِ الأحمق حتى يموت)

2011-4-3

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.