اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• جناب والي بغداد المعظم !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

جناب والي بغداد المعظم !

 

كنت اعتقد انني سأشاهد واليا شبيها بالوالي العثماني سليمانى القانوني، أو أشاهد شبيها لمن تولى أمر بغداد من قبل مثل الوالي العثماني مدحت باشا، يعتمر الطربوش ،يعبد الطرق ،ويطبع الصحف . مع انني لم أتوقع من والي عينته القاعدة ان يكون مصلحا، لكني لم أكن أظن ولو للحظة ان شابا ولد في روسيا سيكون اقسي من الحجاج بن يوسف الثقفي ،ربما شرب الوالي حليبا ستالينيا في رضاعة بعثية !.

لم أجد في (والي بغداد المعظم مناف)غير شبه لوالي قال عنه الراحل سليم البصري في مسلسل تحت موس الحلاق ،وهو يقرأ الرسالة للفنانة سهام السبتي: (ال بك والي آ بي انني مرنام كمبرن) ،هكذا قرأ الراحل سليم البصري الرسالة.

تذكرت الراحل البصري ومسلسله الرائع حينما طل والي بغداد في تنظيم القاعدة من على شاشة العراقية والعربية في لقاء تلفزيوني، على الرغم من المآخذ الكبيرة التي سجلتها على لقاء قناة العربية بشكل خاص، حينما أعطى (جناب الوالي المعظم) مناف الراوي صك براءة للأنظمة العربية ،حينما قال: "ان مصدر تمويل تنظيمه من داخل العراق"، وقبلها قال: "انه يستلم المال مع الرسائل ولا يعرف من أين تأتي الأموال"، لكنه وتحت إلحاح من أدار اللقاء قال: "ان تنظيمه يحصل على الأموال من داخل العراق".

كيف سمحت الحكومة لقناة غير عراقية (العربية) ان تجري هذا اللقاء؟.

هل من جهة أمنية أشرفت على اللقاء وأطلعت على الأسئلة التي قالها المذيع ؟.

هل تسمح السعودية للفضائية العراقية لتجري لقاء مع سعودي معتقل في سجونها من تنظيم القاعدة؟.

قال :(جناب الوالي المعظم مناف)،انهم لا يهتمون بعوائل من ينتحروا ،ولا يزوروهم ولا يساعدوهم ماليا. فقط على المنتحر المتزوج ان يرسل زوجته إلى أهلها قبل انتحاره. (جناب الوالي المعظم مناف) فعل نفس الفعل بزوجته قبل وقوعه بأيدي قوات الأمن. (خلافات عائلية)هكذا قال: (المصلح الكبير جناب الوالي المعظم).

أي رفقة تلك ،وأي أخوة جهادية ،وأي دين يرضى بالذي تعمله القاعدة بعوائل المنتحرين، وبعموم العراقيين من ضحاياهم.

لا اعرف خبايا تنظيم القاعدة ،لكنني كنت أظن إنهم ممن يطمحون للفوز بالجنة في الحياة الأخرى، أو هكذا كنت أظن إنهم يعتقدون ، وهم يقدموا أرواحهم رخيصة لأفكار يؤمنون بها ، وهم ممن حفظوا دينهم وتعاليمه عن ظهر قلب ،وهم من فصحاء الألسن، لكني وجدت والي بغداد صورة كاريكاتيرية تشبه إلى حد بعيد والي الهند في رسالة الحاج راضي في تحت موس الحلاق.

كنت أظنه سيتبرم ، ويمتلك الشجاعة، ويقول: انه مستعد لمواجهة الموت مثلما تسبب بقتل وإعاقة الاف الأبرياء .حينما سئل : "هل يعرف ما الحكم الذي ينتظره"؟ قال: الإعدام ،وعندما سئل: "هل أنت مستعد للموت ؟"أجاب لا انه غير مستعد!!.

مناف الراوي الذي لم يخدم العسكرية في زمن النظام السابق ، ولد في روسيا ، لم يكمل تعليمه الثانوي ،على هذه الخلفية تدور علامات استفهام كبرى.

 

أنكر صلته بالبعث ، نحن نعرف ان كل العسكريين المنتدبين للدوائر المدنية في زمن النظام السابق هم: من أصحاب الشهادات العليا ،أو معلمين ومدرسين ،أو وكلاء أجهزة أمنية ،أو من عوائل بعثية كبيره ومؤثرة .هذا ما لم يقله (جناب الوالي المعظم) !.

مناف مثل غيره من المجرمين المتمرسين ،الذين جعلوا من السجون العراقية أماكن تفريخ إرهابيين كبار، يدخلون السجن وهم متأكدون من انهم سوف لم يمكثوا طويلا ، لانهم يعتمدون على من هم في أعلى هرم السلطة وجعلوا واجبهم الأساسي: في السلطة ، والحياة وشعارهم في الانتخابات ، أفراغ السجون بدواعي طائفية بغيضة، لا تمت للوطنية بصلة . يطلق سراحهم بعد حين ليعودوا يمارسوا جرائم أبشع.

يمكثون في سجون خمس نجوم ،يدخلون السجن وهم أفراد عاديون ،ويخرجون منه وهم أمراء ،أو ولاة في تنظيم القاعدة ،مثلما دخل (أبو عمر البغدادي) السجن وهو خطيب مسجد ويملك ورشه لتصليح (الصوبات )، وتخرج من السجن (أميرا للمؤمنين ورئيسا لدولة العراق الإسلامية) ،ومثله الراوي الذي دخل سجن بوكا وهو عضو بسيط في القاعدة ،وخرج من السجن بعفو العام 2007 ليصبح واليا على بغداد!.

لا وجه للمقارنة بين الراوي وبين سجناء الحركات الإسلامية في زمن صدام ، الذين قضى اغلبهم في غرف التحقيق وفي السجون ،لا وجه للمقارنة بين صمود من صمدوا في أقبية سجون صدام من الإسلاميين العراقيين ،الذين كانوا يؤمنون بعدالة قضيتهم وانهم لو قتلوا سيصبحون شهداء وينالوا الجنة ،وهم كثر في مقدمتهم يقف الشهيد محمد باقر الصدر وهو ليس آخرهم .

لا اعرف لماذا تذكرت الشهيد سلام عادل سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي، الذي يؤمن بالفكر المادي ،الذي لا يؤمن بالحياة الأخرى، لم يطمح للفوز بالجنة كمكافئة لصموده إمام جلاديه ،الذين قطعوا أرجله ويديه ،وقطعّوا أوصاله ،ومع ذلك صمد صمودا أسطوريا ،لأنه كان يؤمن بعدالة قضية نذر نفسه فداء لها.

في حين ان (جناب الوالي المعظم)مناف الراوي، اعترف للعسكر الذين اعتقلوه في السيارة التي كانت تقله من حيث اعتقل إلى مقر الثكنة العسكرية ،وسلم مناف كل خطوط تنظيمه بصدق، وأريحية بعثية قاعدية ،وأوقع ساعي البريد ومفتاح الوصول إلى أبو عمر البغدادي والمصري في قبضة القوات الأمنية البطلة ،ولم يكن ساعي البريد بأحسن حالا من مناف ،إذ قاد ساعي البريد القوات الأمنية لدار الجرذان الكبار،وحصلت القوات على صيدها الثمين بواسطة (خرنكعية) تنظيم القاعدة (والى بغداد وحامل أسرار وبريد السلطان).

لكن السؤال الذي لم أجد له جوابا للان.

من أين للجبناء كل هذه الوحشية؟

" يَـرَى الجُبَنَـاءُ أَنَّ العَجْـزَ فَـخْـرٌ ... وَتِـلْكَ خَـدِيعَـةُ الطَّبْـعِ اللَّئِيـمِ " المتنبي

 

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.