اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• عيد المقابر الجماعية !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

عيد المقابر الجماعية !

 

على الرغم من قلة أيام العطل في الصين إلا ان الصينيين يحتفلون بعيد تعطل فيه الدوائر الرسمية لأيام أسموه عيد الأموات .

في عيد الأموات تتحول المقابر الصينية إلى مزهريات متنقلة وحدائق غناء ،ويحتفل بهذا اليوم حيث يرد الأحياء الدين للأموات ،وتقصد أعداد كبيرة من الصينيين الساحة الحمراء ليزوروا قبر ماو .

إذا أردنا ان نقلد الصينيين ونجعل في العراق يوما للموتى، فهل سنحول مقابر العراق إلى حدائق ؟.

أم هل سنحول مزارع العراق وحقوله وصحاريه إلى مشاتل ورد ؟ ونجعل من كل أماكن المقابر الجماعية المكتشفة للان حدائق ومشاتل زهور، ليشم المغدورون حتى وان نقلت رفاتهم نسيما حرموا من شمه حينما أطبقت عليهم الأرض ودفنوا وهم أحياء.

بحثت في سجل غينيس للأرقام القياسية ،وبحثت في موسوعات غيره تضم الغريب والمميز ،ولم اعثر في كل أنحاء العالم على دائرة تسمى (دائرة المقابر الجماعية) وعندما عجزت وجدتها في بلدي، بلد الموت بالجملة دون منازع، العراق الذي شيدته دماء العراقيين وجماجمهم على طريقة البعث في بناء الأوطان!.

في العراق مديرية اسمها مديرية المقابر الجماعية ،تابعة لوزارة حقوق الإنسان !.

كم ذهلت وأنا اسمع عن اسمها وعن اختصاصها ،سلمت بالواقع وأهديت منجزات هذه الدائرة هدية لمن شتموني ،ولمن استكثروا علي قولي في ان البعث وصدام فعل بالعراقيين ما لم يفعله هتلر في المانيا في مقالي (اجتثاث البعث على الطريقة السودانية).

من المحاويل نبدأ .المحاويل بستان الجماجم والعظام ،المحاويل مدفن الثوارالأحرار الذين هزوا عرش الطغاة ،والذين لقنوا البعث والبعثيين دروسا قاسية في التصميم والإرادة ،المحاويل التي شكك بهوية من دفنوا فيها دون خجل أو حياء (الرفيق ظافر العاني) ، وتبعه في التشكيك والإنكار عباقرة العهر العربي، وإعلام الواوا ،والسلكون والارداف ،إعلام ستار أكاديمي الذي يحظى بمتابعة خاصة من زعماء خليجيين كبار!.

إعلام عربي مرتزق، قال عن المغدورين المدفونين في المحاويل :"انهم جنود عائدون من جبهات القتال في الكويت ودفنتهم مليشيات الشيعة"، يومها لم يكن في العراق مليشا سوى مليشيا حزب البعث (الجيش الشعبي) ، ولم يكن للشيعة في زمن صدام من خيار سوى خيار الموت، فمنهم من مات في السجون ،ومنهم من قتل في الحروب ،ومنهم من مات كمدا في الغربة .

من ارض المحاويل تفوح روائح العنبر من أجساد فلاحي الفرات الأوسط والمنتفضين الأبطال.

من رمال السماوة الزكية ، نشم روائح قداح الجبال التي جلبها الأكراد المهجرون قسرا من مدنهم وقراهم إلى تلك الصحارى ،وهم يدفنون أحياء بواسطة الجرافات .لم انس ما حييت صورة الأم الكردية التي كانت تحتضن صغيرتها عندما دفنها أتباع صدام مع صغيرتها وهن أحياء.

 

لقد ارتبط ضحايا البعث بوحدة مصير، فعلى الأحياء ان يرتبطوا بنفس الوحدة.

مزهريات ورد المقابر الجماعية تمتد في كل أرجاء العراق ، وللمديرية أفرع للمقابر المكتشفة على امتداد وطن الموت الكبيرالعراق.

هل من احد غير البعث نسجل باسمه هذا المنجز؟

يتفاخر البعثيون بانهم شيدوا ثلاث فنادق ،وعبدوا الطرق، وأقاموا الجسور خلال 35 عاما من تاريخ حكمهم ،لكن لا احد منهم يذكر الحروب، والقتل ،والتهجير، والخوف والقمع ،والمقابر الجماعية .أليست هذه منجزات بعثية بامتياز؟

بعض ممن رقدوا في المقابر الجماعية كانوا يبكون مصير من سبقوهم الى الموت، فلقد بكوا المغدورين في السجون ،و بكوا الشهداء من شباب الفيليين ،وبكوا عوائل الأكراد الفليين ،الذين هجروا وسلبت أموالهم وممتلكاتهم ومستمسكاتهم ،وبكوا شهداء الأحزاب الوطنية ،وشهداء الحروب ،وشهداء القصف ،وموت الجوع والذل والغربة. لقد ظلت عيون شهداء المقابر الجماعية مفتوحة على أخوة لهم من دفنوا في مقابر الغرباء في قم والشام ،ومدافن العراقيين في المنافي .

لم كل هذا الجحود يا حكومة العراق ويا قضاء العراق لهذه الشريحة المظلومة؟

لماذا لم نسمع للان عن محاكمة تعيد لمن دفنوا في مقابر جماعية الاعتبارلهم ولأسرهم؟ ونمنح الأسر المنكوبة حقوقهم.

لقد بذل الدكتور طالب ألرماحي جهودا كبيرة ومميزة ،ليتعاون كل الكتاب الوطنيين وكل من ضحايا البعث معه ، ونجعل من يوم المقابر الجماعية يوم عيد وطني ،بعدما يقف رموز النظام السابق والمشاركون في الجريمة في قفص العدالة ،ليحاكموا على جريمة قتل مدنيين عزل ودفنهم في مقابر جماعية .

بعد ان يحصل ذوو الشهداء على حقوقهم ،وبعدما نجعل من أماكن المقابر الجماعية حدائق عامة ،ومشاتل ورد يجلب من كل أنحاء العالم ،وبعدما تفكر الحكومة بإقامة معلم كبير في بغداد يبرز عظمة التضحية وحجم الجريمة ،عندها سيفرح الشهداء المغدورون حتما ،لان القصاص أصاب الرؤوس الكبيرة التي ساهمت في الكارثة التي حلت بهم .هم ينتظروا ان تطبق العدالة بحق من تبقى من المجرمين .

حتما سيكون عيدا وطنيا نحتفل به وسيحتفل معنا حتى الشهداء !.

فمتى سنشاهد ذلك اليوم ؟.

(إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) قران كريم

 

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.