كـتـاب ألموقع
• اجتثاث البعث على الطريقة السودانية
حسن الخفاجي
اجتثاث البعث على الطريقة السودانية
لابد ان نعرف من البداية ان قضية اجتثاث البعث ليست بدعة عراقية بل هي ثمرة لتجارب شعوب أخرى عانت من الدكتاتورية ، وهي اقرب ما تكون لتجربة ألمانيا في اجتثاث النازية مع الاختلاف في واقع الأمر، حيث ان النازيين الكبار اختفوا من الحياة العامة بعد خسارتهم الحرب في حين ظل البعثيون متمسكين بالظهور في الحياة السياسية مجددا بثياب وادوار جديدة .
ان هتلر والنازية لم تفعل بالألمان ما فعله البعث وصدام في الشعب العراقي ، لان أذى النازية كان في عدوانيتها على الشعوب الأخرى، في حين اختص صدام والبعث في الاقتصاص من الشعب العراقي وبعض دول الجوار.
لماذا تعمد بعض الساسة الاقتصاص من الهيئة ؟
عبر التنكيل بأسماء معينة فيها ، أو بالتشكيك في عملها وفي تواريخ قراراتها ، لست معنيا في الدفاع عن أشخاص ، أو تواريخ محددة اتخذت فيها القرارات ، والهيئة قادرة على الدفاع عن نفسها وعن موظفيها وعن قراراتها ، لكني معني بالدفاع عن كيان الهيئة.
موظفو هيئة المساءلة والعدالة بشر، وهم يتعاملون مع كم كبير من الأسماء والمعلومات تتجاوز ملايين الأسماء ، واحتمال الخطأ والاشتباه وارد في عملهم ، وقرارات الهيئة ليست قطعية ويمكن للمتضررين تمييزها في الهيئات القضائية. فلم كل هذه الضجة؟
في العراق حالة من الصراع الحاد: بين قوى تريد إعادة النظام السابق، وقوى تدافع عن التجربة العراقية الديمقراطية ، الهيئة منذ تأسيسها للان تعتبر ترمومتر قياس لأي الطرفين الغلبة . منذ تأسيس الهيئة وهي تتعرض للضغوط والمؤامرات ، حيث يوجه البعثيون وأنصارهم سهامهم نحوها ، في التشكيك في عملها ، أو في ارتباطاتها.
أول نصر سجله البعثيون وكان انكسارا لقوى الديمقراطية ، تم حينما بدلّوا اسم الهيئة من اجتثاث البعث إلى المساءلة والعدالة ، وكأن عملية اجتثاث فكر البعث عملية عيب ، أو حرام، أو خطأ!!.
لماذا يحاولون التنكر من الهيئة ؟
هي هيئة شرعية ودستورية ،عندما أثيرت الشكوك حول قراراتها التي سبقت الانتخابات في إبعاد فريق المطلق والعاني من المشاركة في الانتخابات، أجابت المحكمة الدستورية على استفسار السيد رئيس الجمهورية حول شرعية الهيئة حينها أجابت المحكمة: "إنها هيئة شرعية وتعمل حسب الدستور".
مشكلة الهيئة لا تكمن في حربها ضد البعث وأفكاره، لكن مشكلتها تكمن في تنكر بعض السياسيين الذين وصلوا إلى سدة الحكم لعمل الهيئة ، واصطفافهم مع البعثيين في حملاتهم ضدها، بحجة المصالحة الوطنية تارة ، وللحفاظ على :.. شعرة ميشيل عفلق .. التي تربطهم بالأنظمة العربية تارة أخرى!!!.
على الساسة الذين ضربهم نسيم السلطة ، والذين أغوتهم الكراسي وأنستهم وحشية البعث، ان يدركوا ان العمل الصحيح للهيئة هو بمثابة خط الدفاع الأول عن المظلومين من الشعب العراقي ، وهو خط دفاع مهم لضحايا البعث ، فلا تجعلوا من التنكيل في الهيئة واسطة لتصالحكم مع الأنظمة العربية ، ولا تعاملوها مثل: (المكروهه وجابت ابنيه).
في زحمة الاتهامات الأخيرة للهيئة لم يشر احد من الساسة إلى: اعتراف المفوضية بالخطأ في إدخال الـ52 اسما في الانتخابات ، جاء هذا الاعتراف على لسان نائب رئيس مفوضية الانتخابات أمل البيرقدار حينما قالت؟(ان اجتهاد مجلس المفوضين في إشراك المجتثين كان خطأ) .
في لقاء للسياسي السوداني المخضرم رئيس حزب الأمة الصادق المهدي مع قناة العربية قبيل الانتخابات السودانية قال: (لو فزت في الانتخابات سأجتث حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، ولكن ليس على طريقة اجتثاث البعث في العراق). يبدو ان حظ العراقيين كان سيئاً حينما انسحب الصادق المهدي من التنافس الانتخابي ! وبهذا نكون قد خسرنا تجربة (حكيم السودان) الزول الصادق المهدي !!.
على هيئة المساءلة والعدالة السعي لا جراء لقاء مع الزول المهدي ، والاستفادة من أفكاره في الاجتثاث على الطريقة السودانية ،علها تنفعهم في اجتثاث البعث ، وهي أفكار قومية عربية وسيكون قبولها ووقعها أفضل لدى من سيقع عليهم الاجتثاث لاحقا، على ممثلي الهيئة ان يذكّروا الزول بالمثل القائل (حتى انت يازول) .
من ينشغل بالتملق لخصومه يفقد صلته بجماهيره
حسن الخفاجي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المتواجون الان
670 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
