كـتـاب ألموقع

• المال سعودي والدم عراقي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسن الخفاجي

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 04 تشرين2/نوفمبر 2010 15:00

الزيارات: 2005

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

·        المال سعودي والدم عراقي 

لا يحتاج العراقي لكثير من المعرفة والحنكة والدراية ليعرف: ان لكل شيء ثمن في سوق السياسة , وان ما جري بالأمس القريب من مجازر , ابتدا من جريمة احتجاز الرهائن في كنيسة الكرادة  وما تبعها من جرائم مروعة , هو ثمن موقف رفض الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني الذهاب إلى السعودية , لعقد طائف عراقي شبيه بطائف لبنان , الذي لم تندمل جروح من ساهموا في التوقيع عليه للان , ولم تنتهي خلافاتهم لان راعي الاتفاقية ومهندسها (السعودية) طرف غير محايد .

هذا كله لا يعفي أجهزة الأمن العراقية من المسؤولية الكاملة , ويجب محاسبتها على الأخطاء المتكررة على الرغم مما سجلته من منجزات.

في العام 1989 عقد اتفاق الطائف الذي ضم الفرقاء اللبنانيين , مضت 21 سنة على الاتفاق , ومازال الساسة في لبنان يعانون تداعيات ذلك الاتفاق المر الذي كرس الطائفية في لبنان . 

انهار دم سالت جراء بحث بعض القادة العرب عن الزعامة والانتصارات الوهمية .منذ دخول جيش جمال عبد الناصر اليمن مرورا بوحدته مع سورية ,  انعطافا على تدخل  جيش القذافي في تشاد , واحتلال جيوش صدام الكويت ,انتقالا إلى وحدة (عقيد القات اليمني) التي وحدت اليمن الشمالي واليمن الجنوبي , الوحدة التي تمت  بإيعاز ومباركة سعودية , وصولا  إلى تدخل الدوحة والرياض ومصر وسورية بشؤون الشعوب العربية , وعقد اتفاقات صلح لم تعمر طويلا , دفعت الشعوب العربية  ثمن هذه الاتفاقات الهزيلة .

اغلب هذه الاتفاقيات تعقد في دول غنية تبحث عن الوجاهة والزعامة من خلال ما تصرفه من أموال , رؤساء تلك الدول اقرب إلى تصرفات شيوخ العشائر منه إلى قادة الدول , هم يعانون ازدواجية كونهم أولاد وأحفاد لرؤساء عشائر أصبحوا قادة دول! أغلب شيوخ العشائر اجل وأنبل بكثير من اغلب الزعماء العرب .

كم مؤتمر مصالحة عقد في السعودية ؟

كم منها نجح وكم منها فشل ؟

عقدت السعودية مؤتمرا للمصالحة للفصائل الصومالية , بعد انتهاء جلسات المؤتمر عادت الفصائل إلى جولات قتال أعنف بكثير من سابقاتها !.

عقد الفلسطينيون صلحا في مكة برعاية سعودية , عادوا بعده بأيام لأشد جولة من المعارك  في غزة بين فتح وحماس قتل وشرد فيها المئات .

في اكتوبر 2006 عقد في مكة مؤتمرا لرجال الدين العراقيين , ضم أطرافا شيعية وسنية, عادت  بعض الأطراف بعد المؤتمر لتشكل مليشيات طائفية ساهمت في القتل والتهجير , اغلب هؤلاء هاربون خارج العراق حاليا !.

على الرغم من وساطتها المتكررة لكن  السعودية أخفقت في إيجاد حل ودي للنزاع القطري البحريني حول جزر الزبارة وحوار ,تم حل الخلاف في محكمة العدل الدولية , بعدما حكمت بأحقية البحرين في الجزر.

فشلت السعودية في إيجاد حل ودي للصراع الاريتري اليمني حول جزر حنيش , ولم يحل  الخلاف إلا محكمة العدل الدولية التي حكمت لصالح اليمن .

رعت السعودية العديد من مؤتمرات المصالحة للأطراف السودانية المتنازعة , لكنها فشلت جميعا في إيجاد أرضية تفاهم مشترك , وكلما فشل مؤتمر يشتد القتال في جبهات المعارك.

كل مؤتمرات المصالحة التي عقدت في السعودية فاشلة

لماذا تصر السعودية ,,بعد كل تلك الإخفاقات,, على عقد مؤتمرات مصالحة فيها ؟

لأنها  تريد ان تصبح زعيمة للعالم العربي  وتمرر أجندتها الطائفية.

ثمة تساؤل وغصة في نفوس اغلب العراقيين بعضهم لايعرفون سبب.....

لماذا المال السعودي يكون في اغلب الأحيان سببا في نزيف الدم العراقي ؟

دخلت السعودية على خط أزمة الحوثيين مع حكومة اليمن وقصفت قرى حوثية بالقنابل المحرمة لم نسمع عن سلاح الجو السعودي , في كل المعارك التي خاضها العرب مع إسرائيل , لكن الطيران السعودي دشن طلعاته على (ولد الخايبة) من العراقيين , أثناء حرب الخليج وفي معاركه مع الحوثيين .

                    (كلاب للأجانب هم ولكن            على أبناء جلدتهم اسود)

رعت قطر صلحا بين حكومة السودان وبين ممثلي بعض الفصائل المسلحة في دارفور لم يعمر سوى أيام وعاد الطرفان للقتال مجددا

سورية تلعب ما يعجبها لعبه على الساحة اللبنانية وتقف مع طرف على حساب طرف آخر.

المال السعودي انتصر في انتخابات لبنان لكنه عجز عن تكوين نسخة عراقية  مشابهة لفريق 14 اذار في لبنان  تصل الى الحكم بيسر.الفيصل قال أكثر من مرة: (نحن لا نؤيد طرف على حساب طرف آخر ولا نتدخل في الشأن العراقي)

الحكومة السعودية  ظلت تتآمر لأشهر منذ نهاية الانتخابات للان وعندما أحست ان قضية تشكيل الحكومة أصبحت  قضية عراقية بحته وان الحل بات قريبا  وجهوا دعوتهم المشؤومة التي سالت وستسيل لرفضها المزيد من الدماء البريئة , إذا ذهب ساسة العراق إلى السعودية أو إلى أي مكان آخر للاجتماع , وتشكيل حكومة خارج العراق , حتى وان كانت في مكة المكرمة , سوف يصبح العراق لبنان آخر تعصف فيه المشاكل كل حين , وسيستمر جريان الدم العراقي إلى ما لانهاية .

الإثمان الباهظة التي دفعناها وندفعها يوميا ونحن نقاوم التدخل الخارجي مهما عظمت هي اقل ضررا فيما لو أصبح هذا التدخل أمرا واقعا.

حماقات الحكام الطغاة تدفع ثمنها الشعوب دائما

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

• < السابق
• التالي >