اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مؤتمر الزعماء الأفذاذ بدلا من القمة العربية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

     مؤتمر الزعماء الأفذاذ بدلا من القمة العربية

 

هل يعاني ساستنا من عقدة الأصل والانتماء؟.

من غير المعتاد ان يبدأ المقال بسؤال لكن أهمية السؤال والإجابة عليه تعطيه الأولوية.

من الأكاذيب التي روج لها الإعلام العربي وأصبحت اقرب ما تكون إلى حقيقة في ذهن البعض , ان جل ساسة العراق بعد التغيير هم أما غير عرب وغير عراقيين , أو عراقيين عملاء للأمريكان وخونة . الغريب ان عقدة الشك في الانتماء والأصل أخذت تتعزز بمرور الأيام , في نفوس من أصبحوا في خانة المتهمين من قبل الإعلام العربي, وأصبحت تصرفاتهم تأتي بالغالب كردود أفعال , كمن يرد تهمة عن نفسه .

في الوقت الذي يسعى القادة العرب في السر والعلن إلى التقرب من أمريكا , يبتعد اغلب ساسة العراق عن ذلك , وبعضهم يتخذ موقفا مضادا وعدائيا ضدها. إذا كان هذا الموقف مبني على أسس مبدئية لا باس , أما إذا اتخذ إرضاء لأي طرف عربي , أو غير عربي فهو موقف معيب.

  شعور الغالبية العظمى من ساسة العراق الحاليين بالذنب وبالدونية تجاه ساسة الدول العربية , وحرصهم الدائم على مد جسور تواصل , تأخذ طابعاً من الذلة وليس العلاقة المتكافئة . لا ادعو أبدا إلى الارتهان للأمريكان , ولا ادعو إلى القطيعة مع العرب. ادعو إلى علاقات متوازنة ومتكافئة , وعدم والشعور بالدونية أمام أي مخلوق أمريكيا  كان أم عربيا. لنسموا مع أنفسنا ونعزز الذات العراقية , التي تستحق العزة والإكبار.

اغلب ساسة العراق متدينين , عليهم ان يتذكروا الآية الكريمة:(ولقد كرمنا بني ادم). ان التزموا بمفهوم الآية الكريمة يمكنهم الشعور بالفخر كونهم بشر , من أي مكون كانوا , وإذا أرادوا الاعتزاز بذاتهم أكثر , عليهم ان يتذكروا ان الغالبية العظمى من العراقيين هم أبناء وسكان العراق الأصليين , الذين أقاموا حضارته , وليسوا وافدين من جزر الواق واق أومن الصحارى الجرداء.

نجح الإعلام العربي تسانده بعض الممارسات السياسية العربية  المشبوهة في تأصيل عقدة  (التشكيك في الانتماء) في نفوس اغلب الساسة , لذلك يتشبث  اغلب ساسة العراق  بإقامة علاقة ما مع الزعماء العرب , كي يوهموا أنفسهم  بأنهم استمدوا الشرعية وحصلوا على صك العروبة والوطنية معا . المفارقة ان القادة العرب لا شرعية لهم  !.

كيف يمنح الشرعية من لا شرعية له ؟.

الإصرار العراقي على عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد في هذه الظروف , هو نوع من أنواع تأدية واجب الطاعة , كي يرضى القادة العرب عنا ويطمئنوا , بأننا مازلنا  محافظين على عروبتنا , ولم نغادر عمقنا العربي بعد إلى عمق حدده إعلامهم لنا , هو (العمق الصفوي , واللا وطني , واللا قومي) !.

مؤتمر القمة العربية في بغداد , رصدت له مئات الملايين من الدولارات , الشعب العراقي الجائع  أحق بها . بدلا من ان نخسر مئات الملايين لاستقبال قادة فاقدي الشرعية, الأجدر بنا ان نصرف هذه الأموال للتنمية أو للخدمات وللجياع .

ماذا سيجني العراق من مثل هذه القمم ؟ لان من سيحضرونها ستثور عليهم شعوبهم وتغيّرهم عاجلا أم آجلا .

المنطقة تمر بمرحلة مخاض وتغيير شامل , لماذا الإصرار على عقد القمة في بغداد في هذه الظروف,  ما الداعي لكل هذه الخسائر المالية ؟ لزعماء لا يستحقون (كطف جكاره).

لماذا لانعقد قمة في العراق ندعو إليها قادة دول ناجحين ؟ برعوا في نقل شعوبهم وبلدانهم اقتصاديا وعلميا  .

ماذا لو دعينا رئيس البرازيل السابق (لويس ايناسيو لولا ديسلفيا) , ليحاضر على ساستنا وبرلمانينا عن تجربته الفريدة , التي نقلت بلده وشعبه من شعب جائع ومدين ومتخلف , إلى شعب يصدّر الطعام لأغلب بلدان العالم , ويملك ناصية التطور , قبل ان يتقلد ديسلفيا مقاليد الحكم كانت البرازيل تعاني نقصا بإمدادات الكهرباء , ومن أجهزة حكومية فاسدة.  بعد ثمان سنوات من حكمه تطور كل شيء في البرازيل نحو الأحسن , حتى أنها أصبحت قوة اقتصادية وأصبح قرارها السياسي مستقلا .

بالله عليكم من هو أكثر فائدة للشعب العراقي تجربة ديسلفيا في الحكم ؟ أم تجربة على عبد الله صالح ؟ .

ماذا لو استضفنا اوردوغان واستلهمنا من تجربته العظيمة , في تطور تركيا سياسيا واقتصاديا , حيث كانت بصماته واضحة على استقلال سلطة الحكومة , وأبعدها عن هيمنة العسكر , وحوّل تركيا خلال خمس سنوات إلى بلد متطور يملك قاعدة علمية واقتصادية . استطاع نقل تركيا من دولة معزولة إلى دولة صاحبة قرار وكلمة في المنطقة.

هل سينفعنا حضور القذافي بهرجه وخيمته أم حضور زعيم معتدل مثل اوردوغان؟ .

ماذا لو جاءنا مهندس تقدم ماليزيا مهاتير محمد . ماليزيا ذات الأعراق والأديان المختلفة, التي تشبه تركيبتها السكانية العراق لا بل اعقد من تركيبة العراق . استطاع مهاتير توحيد صفوف الماليزيين لبناء ماليزيا جديد . كانت نمرا آسيَوياً لم تجرحه اسود البورصة, وتجار العملات الغربيين , عندما تهاوت العملات الاسيَوية , عادت عملة ماليزيا إلى سابق عهدها بعد فترة قصيرة , دون مساعدة احد ودون الأخذ بنصيحة البنك الدولي وصندوق النقد  الدولي !.

من هو أكثر فائدة للشعب العراقي ان يزورنا مهاتير ؟ ليحاضر للشباب في جامعاتهم,  ويحضر جلسات البرلمان ليبعث في اغلب برلمانينا النائمين روح التقدم والتجديد , أو ندعو لزيارتنا شخصيات  وأفكار بالية  مثل: ال سعود , وال ثاني , وال خامس, وال جهل , وال بؤس, وال تخلّف ,وال قمع , وال فساد , وال سرقة ,وال رشاوى ,  وال طغيان , وال توريث , وال سفالة, وال انحطاط , وال سفلس , وال نذالة , وال خسة , وال تآمر , وال خنوع , وال خيانة , وال ذلة , وال استبداد , وال وال وال  (الى كطع النفس).

ماذا لو استعنا بتجربة حكيم أفريقيا نلسون مانديلا في الحكم ؟ الذي نقل بلاده إلى مصاف الدول المتقدمة وجعلها قبلة للتسامح , لعل تجربته تنفع مع من مازالوا يراهنون على الانقلاب وهم داخل الحكومة !.

هل من وجه مقارنة بين سماحة مانديلا وقمع ملك البحرين ,أيهما انفع تجربة للعراقيين؟.

لماذا لا ندعو رئيس وزراء الهند الدكتور مانموهان سينغ ؟ الذي قضى على البيروقراطية وفك قيود الاقتصاد , وجعل الصادرات التقنية من مدينة بنغلور فقط تفوق 200 مليار دولار في العام 2010 . إذا لم تنفعنا تجربته الاقتصادية , فتجربته في الوفاء ستنفعنا حتما , لأنه ضرب مثلا رائعا في الوفاء , حين زار القرية التي ولد فيها وهي  تقع في باكستان , والتقى صديق طفولته المسلم , واستضافه لمدة أسبوع في الهند بمراسم استقبال رسمية .( جماعتنه أول ما يصير بالحكومة لو بالبرلمان يبدل أرقام تلفوناته ويقطع صلته باصدقائة القدامى)!!.

هل يمكن لعاقل ان يضع الدكتور مانموهان سينغ والدكتور بشار الأسد في سلة واحدة؟. بماذا سينفعنا بشار الأسد ؟ أم ان جماعتنا مازالوا يحنون لسياط البعثيين , ويشمون من بشار ونظامه رائحتها .

ماذا لو استفدنا من تجارب هؤلاء الزعماء الأفذاذ ودولهم تتداول السلطة سلميا مثلنا؟ و بلدانهم بلدان ديمقراطية . تجمعنا وإياهم خصوصية الديمقراطية , كل دولة من دولهم تشبهنا في شيء, كل دولهم كانت مثل العراق متأخرة اقتصاديا وعلميا وعلى كافة الأصعدة .

(راجيتات) وصفات القادة العظام الطبية تناسب أمراضنا وهي مجربة  وناجحة.

 (راجيتات) وصفات الحكام العرب , لم تنفع شعوبهم  لأنها مازالت تعاني من القمع .

هل من الحكمة ان نركض وراء متخلف ونترك اللحاق بحكيم ؟

التعلم من تجارب الآخرين ليس عيبا أو حرام .

قمة للقادة العظام الأفذاذ تستحق ان  نقدم لها دم قلوبنا ونصرف لها المليارات , لان فائدتها عظمية , أما قمة  الثعالب والديناصورات فلا تساوي (طكَاكَية).

الأمم التي تقدمت هي الأمم , التي امتلكت الرؤيا الواضحة للمستقبل , وحددت خطوات مرسومة للوصول لهذا الهدف .

 

الاستبداد والقمع حريق يشعل بيوت المستبدين ولو بعد حين

 

العنوان على الفيس بوك الكاتب حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

2011 -2 - 16 

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.