اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أشم منها روائح غريبة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

    أشم منها روائح غريبة

 

تمتاز جارتنا العجوز الحاجة زهرة بحاسة شم قوية , جعلتها  ضيفة دائمة لكل أسرة تشوي السمك , عندما نسألها عمن اخبرها عن  شواء السمك تقول: (بزازيني  اشتمن الريحه وجابني يمكم )!.

 الحاجة لا تهتم بتربية القطط , لكنها كانت تحاول ان تضفي نوعا من المزحة والتبرير المناسب , لوجودها كضيفة دائمة على البيوت التي تشوى السمك .

لا ادعي امتلاكي حاسة الشم القوية , التي تملكها جارتنا الحاجة , كل ما اطلبه ان يفسر لي البعض سر خبطة غريبة , بدأت اشعر بصعوبة فك رموزها ومكوناتها , وسر الروائح الغريبة المنبعثة منها !.

اعرف ان الاحتجاج والتظاهر السلمي لتصحيح الأخطاء هو ملح الديمقراطية , واعرف أيضا ان تجربة البناء الديمقراطي في العراق وليدة جديدة , استغلها الكثيرون لمصالحهم وحملوها الكثير من الأخطاء , حتى بدأ البعض ممن يؤمنون بالديمقراطية كمنهج يشككون في التجربة نفسها وليس بالأشخاص , الذين أساءوا استغلال اسم الديمقراطية وعاثوا فيها فسادا .

من يدعون للتظاهر بشدة ويصرون عليه , هم مجاميع لا يربط بينهم رابط أيدلوجي , ولا رابط ديني , أو قومي , بالتالي هم من عموم العراقيين , الرابط الوحيد بين كل هؤلاء هو التظاهر يوم 25 من شباط. أهداف هؤلاء تختلف , منهم العراقي الصادق ,الذي يشكو من الفساد , وسوء الخدمات , والفقر , وانعدام الوظائف , والمساس بالحريات العامة. منهم له مطالب سياسية محدده , تتعلق بإلغاء المحاصصة الطائفية والقومية , وإنهاء ما أنتجته من" كوارث , وفساد , وسرقات , وجرائم . منهم من يطالب بإصلاح الدستور وتعديل قانون الانتخاب , كل هؤلاء اغلب العراقيين معهم  وأنا منهم .

غير هؤلاء من يعتقدون , ان الاحتجاج والتظاهر هو فرصة للإطاحة بكل العملية السياسية  , والتفكير بالانقلاب , ومنهم من يقبضون الأموال لإفساد التجربة الديمقراطية, والمراهنة على حالة  الفوضى لتحقيق مأربهم .هؤلاء كثرمنهم: البعثيون , ومن تحالف معهم من القاعدة , والتكفيريين , والإرهابيين , والحواسم , الذين يتمنون ان تعم الفوضى ليسرقوا المصارف والممتلكات العامة . يدخل مع هؤلاء مجاميع ليست قليلة , منهم من" أضرت الديمقراطية بمصالحه الشخصية , ومنهم المعارضون السابقون لصدام , الذين كانوا يمنون النفس بوظائف دسمة كأقرانهم لكنهم لم يحصلوا عليها , ومنهم من لم يحقق نتائج تذكر في الانتخابات الأخيرة لأي سبب كان, وأقحم نفسه في الدعوة  لهذه التظاهرات تحت يافطات مغايرة لهدفه , ومنهم المعارضون السابقون الذين دخلوا العملية السياسية , ولهم أجندات كلفوا بها من دول الجوار والإقليم .

من دعا الى التظاهر هم :

هيئة علماء المسلمين في العراق (هيئة حارث الضاري)

الجيش الإسلامي

اذرع من التنظيمات , التي تقتل العراقيين وتتبنى نهج (المقاومة المسلحة)!.

حزب البعث بفرعيه,  فرع عزت الدوري , وفرع  يونس الأحمد

تنظيمات عشائرية !.

تجمعات لمن سموا أنفسهم , ديمقراطيون وعلمانيون وليبراليون ويساريون!

مواقع الكترونية مجهولة الهوية ومنها المرتبطة بدول الجوار.

وسائل الإعلام الخليجية .

 بعض منظمات المجتمع المدني .

هيئات ومنظمات لم نسمع بها من قبل .

غير هؤلاء الكثر الذين لا مجال لذكرهم .

كم من هؤلاء يهمهم أمر العراقيين فعلا ؟

اغرب الغرائب والمفارقات ان  تتحمس أطراف رئسيه مشاركة في العملية السياسية, وهي مكون رئيسي من مكونات الحكومة , بالدعوة وبحماس فائق للتظاهرات!!.

هل يعقل ان تتظاهر أطراف حكومية على  الحكومة ؟.

من هذه الخلطة العجيبة تفوح روائح  غريبة , ربما  نحتاج لخبرة جارتنا الحاجة كي تساعدنا في تحديد نوعها ومصدرها وسر خلطتها !

جملة من الأسئلة من يعرف الإجابة عليها بدقة يستطيع تحديد موقفه بشكل سليم .

من سيضمن سلمية التظاهرات التي ستكون كبيرة جدا ؟ .

من سيمنع دخول المندسين وأي جهة قادرة على فرزهم ؟ .

لماذا وزعوا وعلى شكل واسع ما سموه البيان رقم واحد ومن كتب هذا البيان ؟.

من يصرف الأموال على هذه التظاهرات ؟ .

هل ان توقيت استقالة الفريق عبد العزيز الكبيسي وما صرح به بريئا ؟ .

لماذا يحرّم مفتي السعودية التظاهرات في بلده والبلدان العربية الأخرى , ويشجع الإعلام الخليجي بشكل عام , والسعودي خصوصا  على التظاهر في العراق ؟.

 في مقالي السابق المعنون ملايين المندسين يحاولون الإطاحة بالرئيس مبارك كتبت:

"طوفان الاحتجاجات سيصل إلى العراق , ولن يأخذ وقتا طويلا لتضرب أمواجه شواطئ دجلة والفرات .ستكون الاحتجاجات الأولى مطلبيه تطالب بالخدمات الأساسية وبالحريات , بعدها سيركب أعداء التجربة الديمقراطية الموجة , وستنحرف هذه الاحتجاجات عما خطط لها , وقتها سيغرق الجميع في الفوضى "

هذه ليست نبؤة , لكن (منو يقره منو يكتب) .

الجمهور الواسع من العراقيين , الذين سيشاركون في التظاهرات , لايرغبون بتبديل الشرعية الانتخابية بشرعية انقلابية , ولا يريدون إعادتنا إلى البيان رقم واحد وحكم الدبابة بدل صناديق الاقتراع , بالمقابل لا يريدون ان يظل الساسة يسرحون ويمرحون دون رقيب شعبي وصوت احتجاجي مسموع .

قلبي على وطني آمل ان يمر هذه الامتحان الذي سيكون قاسيا بخير.لو خير العراقيون ألان: بين نار الديمقراطية , وبين جنة البعث , سيختارون نار الديمقراطية حتما , وسيقفون صفا واحدا يرددون (عالشوملي  الشوملي       نارك ولا جنة هلي)

 الكيس من يشم رائحة الخطر قبل وقوعه

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.