اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

وحدة المحنة والمصير!// محمود حمد

محمود حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

وحدة المحنة والمصير!

محمود حمد

 

أتوقف اليوم..

عند ظاهرة (اعلامية!) موجِعَةٍ تطال العقل قبل النفس...

كلما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي واقترب من (التناحرات!) ولا أقول (التحاورات!) بين المختلفين وحتى بين الأصدقاء...حيث تتفشى (العصبية السياسية القبليَّة البدائية) فتفرز أنماطاً متعددة من الإدمان على (عبادة الشخصية السياسية!) والإذعان لـ(تقديس الفرد القائد!) وتدبيج المناقب الوجدانية له لتعظيمه وفرعنته، ومقابل ذلك تنفث في مشاعر الناس سموم الكراهية والاستخفاف والتحقير للأخ الآخر (الشريك في المصير والوطن والمحنة) ...

 

والملفت اننا نجد تلك (العصبية القبليَّة) حتى بين أولئك (المتعلمين!) الذين عاصروا (مثلنا) أجيالا من السياسيين الفاشلين (الذين نُفِخوا برياح أجنبية طامعة، أو انتفخوا بزفير التخلف المجتمعي المحلي!) وانتهوا...في خاتمة الأمر (نفاية) في جحر التاريخ المظلم، دون أن يعتبر غيرهم من:

ان هذه النهاية... قانون موضوعي حتمي نافذ على الجميع، وطريق مهلك لكل (القادة!) السياسيين.. إن ركبوا ظهر الملايين (القبليَّة ... اللا واعية سياسياً) لإستغفالهم، واستعبادهم، وسلب ثرواتهم، واستلاب إرادتهم، وتكميم ضمائرهم وعقولهم وأفواههم، والتأبد في حكمهم!!

 

والمثير للاستغراب...ان بعض أولئك (الأصدقاء المتعلمين!) يعيش في بلدان فرضت نواميسها الوضعية تطبيقات لـ(دور الفرد في التاريخ) وحددت صفة الحاكم في إدارة الدولة كونه محض (مدير مؤسسة خدمية) مؤتمن على مواردها البشرية والمادية والطبيعية، وليس (عبد اللاصق بن عبد المثبت!!) ...

 

فإن لم تكن تلك المؤسسة (الدولة، او الحزب، او الحركة، او التيار) نافعة لشعبها يُساءَلُ المدير (القائد!) أو يُعْزَلُ مع بيان أسباب عزله، وأمام ناخبيه، لإعادة التوازن لأدائها كـ (مؤسسة خدمية منتجة) وجعلها مجدية الوجود، لتجاوز خسائرها وإخفاقاتها ولكي تحظى بثقة الناخبين، وليس التشبث بالسلطة كغنيمة (ماننطيها) يتوارثها الأبناء عن الآباء ويورثونها للأحفاد، باسم (المُكوِّن)!

 

أما اذا تسبب ذلك (المسؤول) بسفك قطرة دم واحدة... فيحال للقضاء ليأخذ جزاءه العادل!

فيما نرى أن جماعات تفتقد حس ووعي المواطنة (تتطوع!) بحماس قَبَلِّي لشتم بعضهم بعضاً بألسنتهم، وأحيانا... تصفيتهم بـ(كواتم الصوت!)، لأن واحد فيهم تجرأ على مساءلة أو نقد (القائد التاريخي!) أو (مختار العصر!) أو (الخط الأحمر!) أو (مولانا المجاهد!) أو (حجة الإسلام!) أو (تاج الراس!) ...

مما يؤشر الى أننا نتعرض لطغيان بيئة لا معرفية (عقلية ونفسية وسلوكية بدائية متوحشة) افرزتها مرحلة ما قبل وما بعد الغزو وقيام (دولة المحاصصة) المقيتة التي جاء بها الاحتلال...

 

تستبد بمصائرنا تلك الجماعات المجوفة العقول التي تسوقها (زعامات!) مغلقة البصائر...موالية وعميلة للأجنبي... تعتبر خيانة الوطن مجرد (وجهة نظر!) ... مُنْتِجة للحروب وللفتن الدموية، ومصدراً لإعادة إنتاج التخلف والتطرف الذي يفرز الإرهاب...ويسفك دماء العراقيين!!

 

وليس لنا في هذا المقام وفي مثل هذه الايام الملتبسة...التي يحتدم فيها الصراع بين (الولاء للوطن) وبين (التبعية المُذلة للأجنبي) ... حيث طفحت على سطح الاحداث (شخصيات!) تبيع المواطن والوطن للأجنبي دون حياء...لقاء حمايته لهم من غضبة الشعب!

 

إلاّ ان نتذكر ما قاله المناضل (تشي جيفارا):

(إن الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه)!!!

وان ندعوا أولئك المنزلقين في هاوية الكراهية الطائفية والشوفينية القومية لقراءة ما قاله الخالدان كوران والجواهري..

 

يقول الشاعر العراقي الخالد / عبد الله كوران:

آه أخي العربيٍ

كم من عباءة

كم من لبـّاد

مزقـْنا

آنَ كنا نعمل بالسخرة للظالمين

آه كم مسحنا العرق من جباهنا

ونحن مثقلون بالأحمال

أخي العربي

ياذا العينين السوداوين

مـُرّاً كان نصيبك

مُـرّاً كان نصيبي

قد جرعنا المرارة من كأس واحدة

فاضحت أخوتنا عسلاً شهيـّا

......

ويقول الشاعر العراقي الخالد / الجواهري:

قلبي لكردستان يُهدى والـــفم

ولقد يجود بأصـغـريـه الـمـعـُـدم

ودمي وإن لم يـُبـِق في جسمي دمـــا

غـرثى جـراح من دمائي تـطــعـم

يا بن الشمال ولستَ وحــدك إنـَّه

جـسـدٌ بـكلَّ ضــلـوعـه يــتألمُ

عانى وإيـاكَ الشـدائـد لم تــَلِـنْ

منه قـناة كلَّ يـوم تـُعجـَمُ

يا أيها الجبل الأشم تــجـِلـٌة

ومــقــالة هـي والـتجلٌة توأمُ

شعب دعائمه الجمـــاجم والــدمُ

تـتـحـطـم الدنـيا ولا يتحـَطـٌـمُ.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.