مقالات وآراء

لنفعّل دور منظمات المجتمع المدني في مجتمعنا -//- زهير گولا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 29 تشرين1/أكتوير 2013 17:38

الزيارات: 2422

لنفعّل دور منظمات المجتمع المدني في مجتمعنا

زهير گولا

كبيرة هي مساحات تعريف مفهوم منظمات المجتمع المدني ,وكثيرة هي الاهداف التي تنسب اليها ,وكثيرة هي الادعاءات التي ترافق تسمياتها,وكثيرة هي الاختصاصات التي تساهم في اظهارها حيز الوجود,في الوقت الذي تراها لا ترضي المعنيين بها ولو بنزر قليل من الطموح (واقصد هنا الشريحة التي وجدت من اجلها المنظمة وليس القائمين عليها لان هؤلاء حقوقهم مضمونة اصلا قبل المباشرة بالنشاط) ,ناهيك عن الملابسات التي تواكب النشاطات المزعومة لهذه المنظمات والغموض الذي  يكتنفها في الاهداف المرجوة من وجودها وبالاخص تلك التي تردنا من وراء الحدود,اضافة الى عدم قدرتنا في تحديد خصوصيتها وماربها ومراكز تمويلها,في وقت احوج ما نكون الى دراسة كل حالة من الحالات الاجتماعية التي نعيشها في ظل المتغيرات والمعطيات السريعة التي تواكبها والخروج باستنتاجات تساهم في تعزيز دورنا في المجتمع . من هنا فقد كان لزاما علينا ان  نجد  الجو الانسب والاسلوب الامثل للتباحث في كافة الامور الحياتية  بدءا بتنشئة الفرد ومتابعته ومشا ركته بمعترك الحياة لمعايشته للواقع ليكون كفوءا في ادائه ,وهذا يتطلب منا ان نكون حريصين على خلق جو من التعاون المشترك مع جميع فئات المجتمع  بالاعتماد على الاشخاص ذوي العلاقة (كل حسب اختصاصه) لتكتمل دائرة التحليل والتوجيه والاستنتاج للخروج بافضل النتائج. من هنا بات واضحا للجميع اهمية ان نعتمد اسلوب الطرح الموضوعي والحوار البناء واحترام مبدا قبول الاخرلبلوغ النتائج الايجابية التي يمكن من خلالها رسم خارطة الطريق المثلى ,في زمن انعدم الاهتمام بالمشاريع  التربوية والتوجيهية  واختلت موازين الحياة العامة بسبب التغيرات المفاجئة والسريعة في علاقة الفرد بالاخر وعلاقة الفرد بالمجتمع سواء كان ذلك بالاحتكاك المباشر او من  خلال اجهزة الاتصالات الحديثة التي كانت بمثابة  ثورة عارمة على واقع العلاقات الاجتماعية سلبا في بعض الاحيان وايجابا في احيان اخرى.مما استوجب اعداد دراسة مستفيضة من قبل القائمين على ادارة وتوجيه المجتمع  دراسة تتضمن القاء الضوء على التطورات الحاصلة في المجتمع وحصرها وتحديد جوانبها السلبية والايجابية وتشجيع الايجابية منها والعمل على التخلص من الجوانب السلبية على ان لا يؤثر ذلك على كيان الفرد واستقلاليته   ودوره في صنع القرار وان يكون هذا التدخل مصحوبا باحترام ذات الفرد بكل ما تحمله الكلمة من معنى , كل هذه الافكار والنشاطات الاجتماعية والانسانية يمكن ان تتحقق من خلال تفعيل دور منظمات المجتمع المدني المحلية ذات الاهداف الواضحة في خدمة ابناء البلدة وذات الصبغة الانسانية والوطنية الحقة. وكذلك دور الكنيسة في تعزيز مسيرة الفرد من خلال تلقينه العبر والمواعظ  والحكم التربوية والتهذيبية وتعاليم الكنيسة وتلقينه محبة الله للانسان وقيمته السماوية والتقرب الى الله والابتعاد عن كل معاني التجاوز والتصرف السيء وغير اللائق وذلك من خلال اقامة دورات تثقيفية وتوجيهية ونشاطات ترفيهية وتجمعات شبابية هادفة وان يكون للكنيسة حضور دائم للتعرف ودراسة مفاصل المجتمع الحيوية . كل ذلك يتأتي من خلال وجود منظمات مجتمع مدني لبناء مجتمع واع قادر على الحفاظ على حقوقه وصيانة مكتسباته والحفاظ على تراثه وتاريخه.لقد كانت للندوة الحوارية المفتوحة التي اقيمت على حدائق نادي القوش العائلي عصر يوم السبت  الموافق 24/8/2013 خير مثال لنموذج حي من النشاط الاجتماعي البناء الذي اتسم بالتضامن والتكاتف في دراسة واقع الشباب المعاشي وسبل دعم الظواهر الايجابية منها وايجاد السبل الكفيلة لمحاربة الظواهر السلبية من خلال معرفة اسباب ظهورها بمشاركة المدرسة والكنيسة والاسرة لبلوغ افضل النتائج في التصدي لها لقد كان  لحضور الكثير من الاساتذة من ذوي العلاقة والاختصاص من بينهم الاب غزوان شهارة وجمهور كبير من ابناء البلدة دليل واضح على رغبة جميع الاطراف في السير قدما بهذا الاتجاه خدمة لابنائنا, وقد اغنوا الجلسة  بطروحاتهم وافكارهم والمناقشات التي دارت بهذا الخصوص مع الحاضرين دليل امل اخر بان لنا من الوعي والفكر ما يؤهلنا بلوغ المراحل المتقدمة في كافة جوانب الحياة .  كانت هذه الندوة الحوارية بمثابة الخطوة الاولى لقطع مسافة الالف ميل في تنظيم مثل هذه النشاطات من قبل منظمات مجتمعنا المدني وسيكون نادي القوش العائلي السباق في تنظيم مثل هذه اللقاءات كونه منظمة مجتمع مدني  وليدة متطلبات اهالي القوش ويجب ان يكون منبرا لمن اراد ان يساهم  في رفد المجتمع بكل ماهو بناء . ولكي  نفعل   دورمنظمات المجتمع الدولي في بلدتنا . فهذه دعوة صادقة ومخلصة من النادي للتعاون مع كل من يريد المساهمة فردا كان ام جماعة ام منظمة ام تشكيلا حزبيا ام كنسيا  لنشر  ثقافة الحوارالبناء  وان يكون رأسمال المساهمين الافكار النيرة والطروحات القيمة لبلوغ الاهداف المرجوة  ...

ومن الله التوفيق .

• < السابق
• التالي >