اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

رب َّ أخ ٍ لم تلده أمك َ // جوزيف سورو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رب َّ أخ ٍ لم تلده أمك َ

صداقتي مع لطيف ﭙـولا

جوزيف سورو

 

اخي العزيز لطيف ﭙـولا المحترم

اكتب عنك ولك هذه الأسطر القليلة, ذكرى صداقتنا الصادقة والتي تعجز عن وصفها الكلمات مهما كثرت ,فلو كتبنا عنك كل شئ نحتاج الى مجلدات......

وعليه اعتذر لو عجز قلمي عن التعبير في كثير من جوانبها لسبب او لآخر, ولكنني اشعر بسعادة وانا وانت في هذا العمر, وبعد ان عركتنا الحياة, فرقتنا حينا وجمعتنا حينا آخر, ولكن صداقتنا ومحبتنا ووفائنا لم تنل منها الايام والظروف. ولما كان الدهر لا يؤتمن ولا نعرف ما تخبيء لنا الأيام لذا ارتأيت ان اسجل بهذه الكلمات القليلة جانبا من ايام صداقتنا العبقة ,بعد ان تبعثر معظم اصدقاءنا بحكم هذه الظروف الصعبة, ومنهم  من رحل من هذه الدنيا ولم يبق لنا من اصدقاء الطفولة والبيادر والأزقة في القوش الحبيبة الا نحن الاثنين واخرون بعدد الاصابع اليد وقد ابعدتهم عنا الظروف الخاصة والعامة. واليكم ما تجود به ذاكرتي حول صداقتنا اشعر بسعادة وانا اعود بذكرياتي الى ماض ٍ عمره ستين سنة ونيف مضت على طفولتنا البريئة التي عشناها نحن اطفال المحلة في حب وبراءة والتي كانت اقوى واعمق من الاخوة. احاول ان اعيدها لذاكرتي اليوم لاستمتع بتلك الاجواء الجميلة والتي اصبحت اليوم حلما مضى كي انسى هموم الحاضر ومآسيه ولو للحظات. ولكن ما يؤلمني من هذه الذكريات قساوة الزمن برحيل بعض الاحباب الى الاخدار السماوية ليغمدهم الله برحمته الواسعة في جناته ,والبعض الاخر تركنا وهاجر كل الى ما اتاح له القدران يحط به ركابه, متناثرين بين البلدان ,منقطعة اخبارهم عنا, ولا مجال لذكراسماءهم خوفا من الاطالة.

     لم يبق لي لنتواصل مع هذه الذكريات سوى اخي الحبيب لطيف ﭙـولا الذي يساويني عمرا وقد امتدت صداقتنا طوال هذا العمر ابتداءا من ايام طفولتنا الجميلة وحتى يومنا هذا والتواصل مستمر بيننا  ..

 اخص بالذكر لطيف ﭙولا وهو بنفس درجة الاصدقاء قربا مني ولكن اذكره لاسجل للتاريخ تالقه في الحاضر في مجال الادب والفن والشعر والتراث, وعطائه الغزير والمشهود له من قبل الجميع واعتبر هذا التالق امتدادا لطفولته ومسيرة حياته.

    كان لطيف جادا ومثابرا وكل ما يهواه يجيده بكل اتقان ,وكنت انزعج منه في بعض الحالات.. وعلى سبيل المثال في ساحات كرة القدم كان لاعبا ماهرا وليس بامكان احد اخذ الكرة من بين قدميه لمراوغاته الفنية بالكرة, وبالرغم من نحولة جسمه كان يتمتع بقوة الاعصاب ومتانة العضلات بحيث لم يكن بإمكان احد من بين اصدقاء المحلة قادرا على صرعه كما نسميه في القوش {دبولي}, مصارعة.

     لكن الاهم في الموضوع الذي جعلني ان اكتب هذه الاسطر القليلة وما هو جدير بالذكر حول نشاطاته الفنية منذ طفولته اتذكر جيدا انه وقبل العاشرة من عمره كانت المواهب الفنية بادية عليه, إذ صنع له يوما مزوجا (ماصولة) من القصب, وكان يقضي معظم فراغه بالعزف عليه سواء في البيادر والازقة أو في البيت ,وغالبا ما  كنت اسمعه يعزف عليه  بعد عودتنا الى البيت واسترق السمع من خلف جدارنا الملاصق لدارهم .وبالرغم من صغر سنه كان يطربنا في عزفه وغنائه.

    ودار الزمان لتفرقنا الأيام كلا في سبيله ,بسبب الوظيفة, وكانت حصة لطيف في التعيين في محافظة واسط في متوسطة الدجيلة مدرسا للغة الانكليزية سنة 1971م .

واستغل وجوده في المدرسة وعلاقته الحميمة بطلابه في تنظيم فرقا فنية من بين  طلابه للنشيد والمسرح والموسيقى. بذلك يكون قد افاد طلابه والمجتمع الذي كان فيه من مواهبه الفنية والادبية .

انتقل لطيف الى بغداد ليشمر عن ساعده ويترك بصماته في كل المجالات في جمعياتنا ونوادينا الاجتماعية .وخير شهادة على ذلك عروضه الفنية والادبية على المسرح من اوبريتات ومسرحيات واناشيد واغاني وبلغتين العربية والسريانية سواءا كان في الفصحى او في العامية ..وكان له ايضا اهتمام في الرسم ايضا إذ له لوحات رسمها في شتى مراحل من عمره  كما كان له نشاط غزير في الصحافة اذ نشر ولازال ينشر مقالات بشتى المواضيع الاجتماعية منها والادبية والتراثية في الصحف المعروفة كجريدة التآخي والعراق ونقوشا وقويامن وبهرا وبيث نهرين وصدى القوش وفي مجلات مثل صدى بابل وقالا سوريايا ونجم بيث نهرين وربنوثا وﭙـيرموس والصحفي وجرائد ومجلات اخرى وعليه كانت جعبته مملوءة بإنتاجات وخبرات جعلته متمكنا في كل شئ واخذ يحارب على جميع الجبهات الفنية والادبية والثقافية والتراثية والتاريخية والاجتماعية .ولواردت ان اذكر كل ما كتبه لطيف من اعماله لاصبح مسلسلا تركيا لا نهاية له ! . ويسعدني هنا ان اذكر صديقه الحميم ورفيق مسيرته الفنية السيد جلال كليا إذ كان اكثر المشجعين له .. وارشيف نادي بابل الكلداني يشهد له على نشاطاته في مجال الادب والفن والموسيقى, وعلى قصائده باللغتين العربية والكلدانية ومسرحياته واوﭙريتاته من تاليفه والحانه واخراجه وادائه وعلى اغانيه التي كانت ولازالت من نظمه والحانه وغنائه والتي عبرت عن تراثنا وادبنا وتقاليدنا وكذلك محاضراته الفكرية حول اللغة والتراث والتاريخ والادب ومعزوفاته الموسيقية التي لم تخل اية احتفالية او امسية اومهرجان لنادي بابل الا ولطيف لديه فعالية فيه... ولكن مع الاسف حل ما حل بنا من ظروف وعمت البلاد باسرها اجبرت لطيف مثلما اجبرت الآخرين ليشد رحاله الى القوش ويستقر فيها وحتى وقتنا الحاضر. وهنالك اصبح لطيف غنيا عن التعريف في القوش وعنكاوة وقرقوش وبرطلة وكرمليس وتلسقف ودهوك .... الخ وبسبب  نتاجاته الغزيرة إذ لازالت تزداد يوما بعد يوم ومعروفة للقاصي والداني في جميع المناسبات والاحتفالات.

  وللتعرف على لطيف اكثر يمكن ان نعرفه من خلال مجموعة البوماته التي زادت على عشرين البوما وجميع الاغني التي تزيد على مائتين اغنية ونشيد جميعها من تاليفه والحانه وادائه. وقد صدر له ستة عشر كتابا بين مجاميع شعرية وقصص قصيرة وترجمة .اما مقالاته لا تعد ولا تحصى وفي كافة المجالات.

  واخيرا ليس لي الا ان اقول لأخي لطيف: انك مدرسة نتمنى ان تبقى ابوابها مفتوحة على مصراعيها ,والى المزيد من العطاء  مستمدا قوتك من عون الله  ومتمنين لك طول العمر ....

اخوك المحب

 جوزيف سورو

25 ـ 11 ـ 2013

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.