مقالات وآراء

"إرفع الغطاء عن الفاسدين" // أمين نعمه

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 09 كانون1/ديسمبر 2013 15:47

كتب بواسطة: أمين نعمه

الزيارات: 2081

لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد 

كتاب مفتوح الى السفير الأميركي دايفيد هايل:

"إرفع الغطاء عن الفاسدين"

أمين نعمه

ــ عضو الهيئة العامة لِ "رابطة خريجي "برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، لبنان  MEPI - LAA" ورئيس الشبكة اللبنانية للتنمية.

بيروت في 9/12/2013

سعادة السفير الأميركي السيد دايفيد هايل المحترم،

أتوجه اليكم بكتابي هذا في وقت يتمّ فيه الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد راجياً رحابة صدركم من خلال دبلوماسيتكم المعهودة وذلك صوناً للحق ودفاعاً عن الحقيقة.

أتوجه اليكم وأنتم المؤتمنون على مجموعة المبادىء السامية التي يفاخر بها المجتمع الأميركي، والتي عملنا نحن في لبنان على الإلتزام بها، خاصة أن "برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية – MEPI" قد دخل في مرحلة اصبح فيها أهله هم مصدر الخطر الأساسي عليه حتى بات السكوت عن الواقع جريمة موصوفة كما أضحى التغاضي عن الباطل فِعل خيانة. 

سيدي،

إن هذا البرنامج كما تعلمون، قد حقّق في السنوات الأخيرة نجاحات بارزة بفضلِ إيمان عناصره برسالته النبيلة وتفاني أعضائه في عملية إنجاحه حتى إرتقى الى قمة البرامج التي يحتذى بها، وذلك بإعتراف الإدارة في واشنطن من جهة كما بشهادات باقي الفروع من جهة أخرى، بحيث تمّ إعتماده نموذجاً للنجاح ومثالاً للتفوّق في المنطقة العربية.

إن ما وصل اليه البرنامج اليوم قد شكّل سابقة خطيرة في تاريخ المنح المقدّمة من الشعب الأميركي عبر حكومتكم الكريمة خاصة عبر تمادي بعض الرسميين في التغطية على محاولات الفساد المتكرّرة والمتمثّلة في ممارسات الهيئة الإدارية الحالية لرابطة الخريجين في لبنان.     

سيدي،

أمّا وقد أودعناكم، كما أودعنا باقي الأجهزة الرقابية والقضائية المعنية، ملفاً كاملاً حول مخالفات أعضاء الهيئة المذكورة وممارسات بعض مسؤولي البرنامج، الذين باتوا معروفين لدى الرأي العام، والذي يتضمن أكثر من 170 صفحة من الوثائق والمستندات التي تبيّن أعمال الهدر والتزوير والإختلاس إضافة الى محاولات تحوير الوقائع وطمس الحقائق، فأنتم مطالبون اليوم بإحالة هذه المسألة الى دوائر التفتيش الفيديرالي المعتمد عبر تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة للكشف عن ملابسات هذه القضية الحساسة التي ضربت جوهر البرنامج وأصابت عمق قيمه.

إن عملية الضغط المباشر من هنا وغير المباشر من هناك الذي يمارسه البعض لن يثنينا عن الإستمرار في كشف الحقيقة.

إن بعض التشهير من هنا أو التلفيق من هناك لن يخفّف من عزيمتنا في إبراز خفايا هذه الفضيحة المدوّية.

إن التلطي خلف مديح رسمي من هنا أو إطراء زائف من هناك، لن يستطيع أن يحجب بشاعة الحدث.

وعليه، يأتي نداؤنا هذا لكم،

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، من أجل المعترضين على الأداء الفاضح والمتمادي على حساب الأنظمة المرعية.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، إحتراماً للذين إحتجّوا بصمت بإنتظار أن تبادروا الى النظر بهذه القضية.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، من أجل الذين رفضوا أن يتحوّلوا الى شهود زور.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، إفساحاً بالمجال لأجيال الشباب المستقيمين والأنقياء بالإنضمام الى هذه المسيرة الحيّة.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، رأفة برأي أهل القانون المنضوين تحت لواء هذا البرنامج.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، تضامناً مع مؤسسات محاربة الفساد المواكبة للقضية.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، حتى لا يتحول البرنامج الى أملاكٍ خاصة يتحكّم بها بعض الطامحين الى لقب أو منصب.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، كي لا تصبح رابطة الخريجين إرثاً عائلياً يلهث وراءه بعض الطامعين بحفنة من الدولارات.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، لئلا تصبح أحكام التعاقد وقواعد الشراكة بمثابة وجهة نظر.

إرفعوا الغطاء عن الفاسدين، حتى لا تتحوّل مبادىء الشفافية والحكم الرشيد ودولة القانون التي تنادون بها مجرد سلعة في سوق المصالح الرخيصة.

سيدي،

يقول الرئيس الأميركي ابراهام لينكولن: "يمكنك خداع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت."

ختاماً، إذا كان بعض المتواطئين يعتقدون بإمكانية موت الحق، فنحن لدينا ما يكفي من الإيمان الراسخ بحتمية قيامة العدالة.

بكل إحترام،

أمين نعمه

• < السابق
• التالي >