اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

متى كان المبدع مُلكا للحكومات؟!// ياسين النصير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

متى كان المبدع مُلكا للحكومات؟!

ياسين النصير

 

1

استوقفتني كلمة الاستهلال التي ألقاها شاعر البرتقال ابراهيم الخياط، من ان احتفالية الجواهري في سنويتها العاشرة لم تتلق فلسا واحدا من أية جهة حكومية ولا من وزارة الثقافة، هذا فأل حسن، كما أعتقد وأرى أن تتخلى المؤسسات الرسمية عن مبدعي العراق وأساتذته وتترك المجال للمحافظات وإداراتها – كما هو معمول به في العالم - النهوض بالاحتفاليات بمثقفيها وأساتذتها ومبدعيها، فـ "سبينوزا" الفيلسوف الهولندي الذي يتفق معه ويختلف الكثير، لا تحتفل به حكومة هولندا، ولا وزارة ثقافتها، بل بلدية ومحافظة (لاهاي) لأنه يعود إليها، لكن الاحتفال كما عرفنا ودعيت اليه – ولم اذهب لجهلي بفلسفة سبينوزا -  كان لدرجة أن تقول ان هذه البلدية مثل ما تصنع معملا أو تشق نهرا أو تؤسس مصنعاً، تبني ثقافة للأجيال، تعرفهم من هو "سبينوزا" وما هو تاريخه وما هي فلسفته وإنجازاته والاختلاف معه ايضا. فسبينوزا ملك البشرية وما قاله صبّ في تقدمها أو في فكرها، فليس "سبينوزا" مجرد مثقف ظهر في القرن السابع عشر او الان.

 

2

إذا لن يضير اتحاد الأدباء في العراق شيء إذا تخلت وزارة الثقافة عن مهرجان الجواهري، ولكن الاتحاد ونتيجة سياسات حذرة لم يرد أن يكون بالمواجهة مع الوزارة أو غيرها في مرحلة تنصرف كل جهود الدولة والشعب لمكافحة الارهاب، ولكن الوزارة لم تستوعب موقف الاتحاد، ولم تدرسه جيدا، فتركت المسائل المتعلقة بينها وبين الاتحاد لأشخاص ما حظوا يوما بترشيح الأدباء لهم، ولم يكونوا في موضع تقدير بعد ان كانوا من مداحي الطاغية ويحسنون صوره ومعاركه، ومع الأسف وجود مثل هؤلاء في مرافق الثقافة جعلهم يستأسدون دون عدة على تاريخ وثقافة وحضور الاتحاد تاريخيا، والجواهري ليس أكبر شأنا من الذين أتوا بعده أو قبله من مثقفي العراق، ولكن الجواهري وبطعم مائدة الثقافة العربية كان ولايزال النجم الذي لم تخفت أضواؤه. الشاعر الذي يمثل ضمير أمة، ونهر العراق الثالث.

 

3

 

ستقول البلديات ان لديها عددا كبيرا من مبدعي العراق وان خصصت أموالا سنوية للاحتفال بهم ستنقص ميزانيتها الخدمية والترفيهية والتعليمية والصحية،!! هذا أيضا له ما يبرره، لأن معظم من أتى للحكومات المحلية لا يفقه من الثقافة شيئا إلا ما ندر، فهو غير معن بالحداثة، وغير معن بتشخيص حالات اجتماعية عبر القصة والقصيدة والمسرح، وغير معن أن يتلقى الإنسان العادي كمية من المعلومات الثقافية يمكن أن يأتي بها لبيته محدثا أبناءه عن مبدعي بلده، والسيد المسؤول غير معن أن يكون لمثقفي العراق – كما كان دائما - الصوت الوطني العالي في قضاياه وقضايا غيره، والسيد المعين في المحافظة غير معن أن يكون للجمال حضور وللثقافة صوت وللغناء لغة جماهيرية، وللشعر قامات ومستمعون وللقصة رواد وحكواتية، وللشعب كتب يقرأها ويعيد تذكرها كلما مرّ بموقف أو حال، السيد المعين في إدارة المحافظة غير معن أيضا أن يكون لاتحاد الأدباء في محافظته مقر يتدارسون به ويتبادلون الخبرات والكتب، ولا بأس أن يحتسوا فنجان قهوة أو شاي، ليست المشكلة إذا في وزارة الثقافة ومن استولى على إدارة الثقافة في العراق، فمثل هذه الحال لم تجعل مبدعا يوما ما، تابعا لأي فريق أو حزب او اتجاه، فالمبدعون العراقيون سفن تبحر بأشرعتها من دون أن تحتاج "لنواخذة" السياسيين.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.