اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

(اباتشي) للعشائر!// ياسين مجيد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

(اباتشي) للعشائر!

ياسين مجيد

 

جاءت زيارة نائب رئيس الوزراء د صالح المطلك ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الى العاصمة الاميركية في الوقت الخطأ ، فما ظهر جلياً ان الرجلين لم يدركا بعد، إن الأولوية الأميركية في التعاطي مع شؤون المنطقة قد تغيرت بدرجة يمكن القول معها انه حدث ما يشبه الانقلاب المفاجئ في الرؤية الاميركية للاقليم من خلفية مايجري من تحولات دراماتيكية على الساحة السورية افرزت تفاهماً اميركياً – روسياً وانفراجاً اميركياً – ايرانياً ، شكل انعطافة سياسية ستكون لها تداعيات على مجمل الأوضاع في دول المنطقة في المدى القريب .

ما يعزز الاعتقاد ان أي من المطلك والنجيفي لم يقرآ جيداً المتغيرات الكبيرة في المنطقة والعالم، الخطاب الطائفي الذي تبناه كلا الرجلين ولو بدرجات متفاوتة اثناء زيارتهما لواشنطن وترديد المقولة القديمة – الجديدة الاقصاء والتهميش للسنة في العراق وربط هذه المقولة مع الحرب التي تدور رحاها بين القوات الامنية وتنظيم داعش الارهابي ، واعتبار تلك الحرب استهدافاً للسنة تحت غطاء محاربة الارهاب .

لقد فات على الاثنين من زعماء السنة ان الحكومة العراقية قد حظيت بدعم عالمي واقليمي لم تحصل عليه أية حكومة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ، بل وحتى النظام البعثي الذي حارب ايران بالنيابة عن الجميع لثمان سنوات لم يحظ بمثل هذه المساندة الاستثنائية ، وبما يعني ان العزلة السياسية التي عانى منها المطلك والنجيفي في العراق انتقلت معهما بدرجة اكبر الى واشنطن التي رأت في موقف الرجلين خروجاً عن المجتمع الدولي الذي اجمع على دعم الحكومة العراقية في مقاتلة داعش والقاعدة .

ما زاد في حراجة موقف المطلك والنجيفي في واشنطن وأمام الرأي العام العالمي والعراقي اعتراضهما الشديد على تسليح الجيش العراقي بمعدات عسكرية لمحاربة تنظيم داعش ، وهو الموقف الذي أعاد لاذهان الجميع معارضة الرجلين لقيام القوات الأمنية باقتحام ساحة الفتنة في الانبار التي تبين انها وكر للتنظيمات الارهابية وتقديم 44 نائباً استقالاتهم من مجلس النواب غالبيتهم العظمى من قائمة متحدون .

ما أثار دهشة واستغراب الجميع في داخل العراق وخارجه مطالبة رئيس مجلس النواب ان تقوم الولايات المتحدة بتقديم الاسلحة والمعدات العسكرية للعشائر السنية في الرمادي لمقاتلة داعش وليس للجيش العراقي باعتبار ان السنة وحدهم لهم الحق في الدولة العراقية بمقاتلة داعش والقاعدة ، ولانعرف ان كانت هذه فتوى سياسية ام دينية ، كما لم يفسر لنا السيد النجيفي هل انه يجوز شرعاً لتنظيم داعش ان يقتل افراد الجيش العراقي خاصة اذا كانوا من الشيعة ؟ ثم هل توجد دولة في العالم قامت بتسليم طائرات “اباتشي” المتطورة وصواريخ “هيل فاير” الى العشائر؟ .

واذا كان السيد النجيفي يوافق على ابرام هكذا صفقة أسلحة فياترى من هي الجهة التي ستدفع أموال الطائرات والصواريخ ؟ وبحساب أية جهة يوضع مبلغ الصفقة في الموازنة العامة للدولة ؟ والأكثر من ذلك ما هو جدوى وجود وزارة الدفاع اصلاً التي لانستبعد ان تبادر قائمة متحدون في الأيام المقبلة بتقديم مشروع قانون الى البرلمان لحل وزارة الدفاع ، طبعاً ، من أجل سواد عيون الداعشيين .

لكن المفارقة الأكثر خطورة على الاطلاق هي المبادرة التي اطلقها السيد النجيفي يوم امس لحل ما أطلق عليه تسمية الازمة في الانبار بالطرق السياسية بعيداً عن استخدام القوة العسكرية ، وكأن مايجري في الأنبار هو (مشكلة) مع أحدى القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية، وانه لابد على الحكومة أن ترسل وزير المصالحة الوطنية للتفاوض مع داعش بدلاً عن قوات مكافحة الارهاب ، ولا أدري هل ستسارع بعض القوى السياسية المتحالفة مع متحدون لتأييد مبادرة النجيفي وتطالب بسحب القوات الامنية من الأنبار فوراً وتقديم الاعتذار لداعش!!

 

وعلى أية حال فان ما لم يدركه المطلك والنجيفي أيضاً انهما فقدا ما بقي لهما من رصيد على الساحة السنية قبل الساحة العراقية ، فالخطاب الطائفي الذي لم يعد مقبولاً في واشنطن على الاقل في ظل الأولوية الاميركية التي هي الآن محاربة الارهاب ، قد كشف عن حقيقة لم تعد خافية على الكثيرين وهي ان من يستخدم الارهاب كأداة لتحقيق اغراض سياسية ، سيجد نفسه معزولاً ولن يجني سوى الثمار الصفراء في عالم متغير.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.