اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ماذا لو كانت مسيحية عراقية؟// علي حسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

ماذا لو كانت مسيحية عراقية؟

علي حسين

 

إذا كنت من الذين يتابعون نشرات الأخبار، فأتمنى أن تقرأ هذه العناوين المثيرة، العنوان الاول: حزب الرئيس الأوكراني يحمله مسؤولية  الأحداث الدامية الأخيرة.. طبعا الغريب في هذا العنوان بالنسبة لنا نحن رعايا دولة القانون، أن الحزب الحاكم لم يستدع الجيش والشرطة للخروج بتظاهرات تؤيد الرئيس، ولم يطالب بسوات أوكرانية لكسر ظهر المعارضة، مثلما طالب ذات يوم مشمس النائب محمد الصيهود القوات الامنية  بتعليق كل من يخالف قرارات القائد العام للقوات المسلحة.. ولم نشاهد نائبة "بوزن" حنان الفتلاوي تصرخ بـ"اننا لن نعطيها بعد اليوم".

هل هناك عنوان اكثر استفزازا لنا نحن الشعب الناكر للجميل.. اليك العنوان الثاني: القضاء الإسباني يوجه تهمة التهرب الضريبي للأميرة كرستينيا ابنة الملك الإسباني، المسكين "الملك" رفض الرد على تساؤلات الإعلام مصرا على ان القضاء مؤسسة مستقلة لا يمكن لاحد ان يتدخل فيها حتى لو كان ملكا على البلاد.. والغريب بالنسبة لنا ان ملك اسبانيا  لم يخرج على الشعب ليقول لهم ان ابنته قامت  بدورها في تعزيز الامن ومحاربة "المقاولين" الفاسدين. 

وأتمنى وأنت تتابع معي هذه الأخبار أن تقرأ الخبر المثير هذا فقد قازت الدكتورة هالة شكر الله برئاسة حزب الدستور بمصر، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي.. وستقول ما المدهش في الامر ، فلدينا والحمد لله السيدة عالية نصيف تتربع على قمة حزب "البيضاء" فيما عتاب الدوري مرشحة لتسلم القيادة العامة للقوات المسلحة، وهناك السيدة وزيرة المرأة التي طالبت بإقرار قانون قوامة الرجل على المرأة حتى لوكان عاجزا.. ولا تنسى  عدد من "النائمات" ممن ينصبن كل يوم  مجلس عزاء للديمقراطية، وطلبن منا نحن المواطنين أن نقرأ سورة الفاتحة على الدولة المدنية، المثير يا عزيزي القارئ  ان السيدة هالة شكر الله هي اول مسيحية تتولى رئاسة واحد من اكبر الاحزاب المصرية، فيما نحن عشنا في السنوات العشر الماضية مع سيناريو مدروس شعاره: "لا مكان للمسيحيين على ارض العراق".   

قلت مع نفسي ماذا لو كانت هالة شكر الله عراقية، بالتأكيد سيتكرر معها ،  نفس السيناريو الذي تكرر من قبل مع السيدة هناء أدور.. حيث سيعزف أعلام المقربين لحنا عن الأجندات والتمويل الخارجي والإرهاب.

رئيسة حزب الدستور المصري مثال مشرق لمجتمع حر يناضل ضد الظلم والاستبداد ودولة الفتاوى، فيما العديد من نائباتنا أصبحن اليوم مجرد ديكور في مجلس نيابي يدير مقدراته عدد من الأشخاص.. بل إن العديد منهنّ أصبن للأسف بنوع من فوبيا الإصلاح، ومحاسبة الفاسدين، تجعلهن كلما ذكرت كلمة فساد يستغرقن في نوبة من الصراخ والعويل الذي تسيل  منه عبارات التخوين والشتائم.

بالتأكيد أن بعض نائبات الزمن الجديد سيتلمظن ويشتعلن غيظا وغضبا، من امرأة مسيحية وضعت اسمها في صدارة المشهد السياسي المصري ، واكدت في اول حديث لها انها  لن تتنازل عن حق المصريين جميعا بمجتمع مدني لا مكان للأحزاب الدينية فيه  .

وأتمنى منك عزيزي القارئ ان  لا تتهمني  بالترويج للمسيحية ،  فانا مثلك كنت أتفرج على قتل المواطنين الايزيديين  بحجة  تجفيف  منابع "الكفر"  والحفاظ  على الإسلام الذي هددته مجموعة من الايزيديين الفقراء الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت فتصوروا أن في بغداد فسحة من أمان وعيش لهم.. فإذا بهم يعاملون كلاجئين في دولة شعارها القانون ومسؤولوها "متقون" ينتمون الى أحزاب دينية ترفع شعار الدفاع عن المظلومين.

 ومثلك ايضا كنت متفرجا على مسيحيي بلادي، وهم يواجهون  كل يوم  خطابا منفرا، مخيفا، مقززا، غاضبا، وثأريا وازدرائيا وكارها لكل ما حوله ومن قبله ومن بعده، لا يرى جمالا ولا خيرا ولا سعادة ولا حرية إلا في اقصاء الآخر، ومثلك ادرت ظهري وانا ارى سعي البعض  واصرارهم على تهجير كل مسيحي،  تحت سمع وبصر الحكومة وأجهزتها الأمنية.

وانا مثلك عزيزي القارئ، أتابع الأخبار متحسرا على ما وصلنا اليه من حال بائس  في ظل ساسة وبرلمانيين  ومسؤولين بلا خيال سياسي تقريبا،  إلا إذا اعتبرنا الحيلة نوعًا من الخيال، واعتبرنا الخطب والشعارات والظهور المتواصل في الفضائيات يمكنه أن يحل مشكلات العراقيين.

 

 

صحيفة المدى – الأثنين 24/2/

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.