اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ملائكة الرحمة الى أين// ايليا حلبي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

ملائكة الرحمة الى أين

ايليا حلبي

 

 

التطبيب عمل توارثه الانسان منذ اقدم العصور وتعلم اسراره بطرق مختلفة سواءا عن طريق المشاهدة او الاستعمال او التجربة . يخبرنا التاريخ ان الانسان عاش عيشة بدائية في الغابات مستفيدا من ثمار اشجارها والنوم على اغصانها تجنبا من الحيوانات المفترسة ثم انتقل الى الكهوف والمغارات والبراري المليئة بالاعشاب مصدر معيشته آنذاك ومن خلال تلك الحياة تناول انواعا مختلفة من الاعشاب والازهار والفواكه والاغصان الغضة وطبيعي كانت تنتابه في بعض الاحيان الاوجاع والالام ، فانه يحجم عن الطعام كالحيوان عندما تنتابه حالة مرضية وهذه احدى المشاهدات التي تعلمها واستفاد منها مستقبلا او عن طريق الصدفة كان يتناول زهرة او غصنا غضا او ثمرة ، كان يبرأ من آلامه واوجاعه وهكذا باستمرار الحياة وتوالي الاجيال والازمنة تجمع لديه كمٌ كبير من المعلومات العلاجية والشفائية وكان للنساك والرهبان الاوائل المنقطعين عن العالم في كهوف ومغاور الجبال وعمق الصحاري والبراري دور كبير في رصد وجمع المعلومات العلاجية والتي اختبروها على انفسهم او شاهدوها على الطبيعة بين الحيوانات . وقد روى احد الشيوخ من قصبتنا قبل اكثر من ستين عاما في احدى جلساتهم في بيادر القصبة حيث كان الشيوخ وكبار السن يشكلون حلقات في عصاري الايام وتشاهد حلقاتهم منتشرة هنا وهناك يتحدثون احاديثا شيقة وما شاهدوه عبر عمرهم الطويل وكنت انا منذ صغري أعشق التقرب من مجالسهم والاستماع الى احاديثهم ومجادلاتهم الا انهم كانوا ينهروننا من الجلوس معهم وقد اختلست في احدى العصاري فرصة للتقرب منهم وقد انبرى شيخٌ الى الحديث وكان شيخا وقورا لا غبار على كلامه قائلا : اسمعوا الى ما شاهدته مرة عندما كنت شابا يافعا : كان لأبي بضع رؤوس من الغنم ففي احد الايام سرحت بها عصرا في البيادر وكان الربيع في تلك السنة ممتازا وبينما كنت ممتدا على الارض ومتكئا على مرفقي سمعت خشخشة قوية وراء ظهري فانتفضت واذا بأفعى كبيرة تطارد هرولاً وجرت معركة بينهما فتمكنت الافعى من عض الهرول من وسطه لكن الهرول تمكن من الافلات وبدا مترنحا فهرول مسافة 10 خطوات وقضم عشبة لم اتبينها لانها كانت بين اعشاب طويلة وتكررت هذه الحالة مرتين وفي الثالثة تمكنت الافعى من القبض على الهرول من راسه وبدأت بابتلاعه وعندما ابتلعت نصفه بدا ميتا عندها ضربت رأس الافعى بحجرة كبيرة وأعقبتها باخرى فقتلتها . ان هذه المشاهدة لا بد انها تكررت عبر الازمنة الطويلة على حيوانات اخرى واستفاد منها الانسان وكما ذكرنا تجمعت لديه كمٌ هائلٌ من المعلومات . ونشأ طب العرب والطب الشعبي ونلاحظ هذه الايام العودة الى العلاج بالاعشاب التي استعملها الانسان منذ القدم ونقلها لنا بامانة وقد برز حكماء كان يشار اليهم بالبنان وكان الناس يقصدونهم لمعالجة عللهم وكان هؤلاء الحكماء (الاطباء) يقدمون خدماتهم مجانا وهنا يبرز نبل مهمة الطب وقد اشتهر في قصبتنا عدة عوائل كانت تمارس مهنة التطبيب وقد ابلت بلاءً حسنا في هذا المجال للانسان والحيوان معاً ولا مجال للدخول في ذكر تلك العوائل الا اننا نذكرهم بكل اجلال واحترام . وقد وصل الطب الى ما وصل اليه الان ولقب رجاله بملائكة الرحمة . بورك من لقبهم بهذا اللقب وهم يستحقون هذا التكريم والتقدير فيما اذا كانت الرحمة تسير جنبا الى جنب خطاهم واعمالهم وتعلو رؤوسهم والانسانية نصب أعينهم ولكن هيهات اذا دخلنا احدى المستشفيات الاهلية والعيادات الخاصة وسألنا عن الرحمة قيل لنا شوهدت وهي تخرج مولولة وتجر وراءها اذيال الخيبة وتندب حظها التعس .. اين الرحمة من البعض ، اقول البعض اذا كان تحليل الادرار بثلاثين الف دينار والرق الشعاعي بخمسة وعشرين الف دينار والمعاينة بخمسة وعشرين الف دينار وتحاليل الدم حدث ولا حرج وقس على ذلك بقية الفحوصات الطبية والله يقينا عن اسعار a m r  والرنين ومن يدخل احدى العيادات الطبية وجيوبه ملأى بالنقود يخرج منها وهو لا يملك الا أجور العودة الى اهله . ان هذه الاجور ربما تناسب سكان مدن الإقليم لان مدخولاتهم هي افضل بكثير من غيرهم بالرغم انهم يقبلونها على مضض ولكن سكان المدن الاخرى والذين يقصدون مدننا في الاقليم يلاقون صعوبة كبيرة في تحمل هذه الاجور لذا هذه الحالة تحتاج الى وقفة من المسؤولين ووضح حلول لها عادلة ومعقولة واخذ بنظر الاعتبار اجور محلاتهم وهذه ايضا ينبغي معالجتها جذريا لانها ترتفع باطراد وبشكل جنوني لا معقول . ما يهمنا هنا ملائكة الرحمة نأمل أن تعود الرحمة وتكلل رؤوسهم متلألئة كنجمة الصبح وهذا املنا بالعراقيين أصحاب النخوة والتضحية ونعم ما يتصفون به ولكني استغرب من الاجور الباهظة لإجراء العمليات ، أيعقل ان العملية تكلف آلاف الدولارات ؟ن حقا انها اجور لا تطاق ولا تحتمل كان الله في عون العراقيين أصحاب الدخل المحدود والمتوسط عموما انها حالة شاذة وتطور غير منتظم ولا مبرمج ولا تخضع لمعايير التطور الاقتصادي .  

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.