اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأم ينبوع لا ينضب// هدى صادق يلدكو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الأم ينبوع لا ينضب

هدى صادق يلدكو

 

اسم على مسمى .. مثل شعبي مشهور نستخدمه للاقتداء به ، وفي مقالي هذا استخدمه واصفة كلمة الأم التي تتطابق مع المسمى حيث تحمل بمعناها كل القيم والمبادىء الانسانية النبيلة ، ولكونها نبعا صافيا مملوءا بالتضحية ونكران الذات وانه لتواضع منها ان تكتفي بهذا اللقب دون ان تسبقه انبل الكلمات المعبرة عما تحمله وتعانيه منذ اول لحظة تتويجها شرف هذا اللقب حتى اخر لحظة من حياتها ، انه لا يليق الا لها لانها تجردت من كل معاني الانانية وحب الذات . . فالام هي بهجة الدنيا وشمعة تضيء درب المحبة والحياة وتتحمل كل الاعباء من اجل ان تفرش كل الايام وردا واملا وسعادة لثمارها ، حيث تشبه ذلك الضرير وبقوة الخالق يعود اليها بصرها لترى الدنيا بجمالها ، فكل عين لها تمكثل مولودا جديدا تتحدى كل الصعاب من اجلهم فلا تغمضهما خشية وخوفا عليهم من ظلام الدنيا ، انها توظف كل امكانياتها وتصرخ بوجه المستحيل كي تحقق احلامهم ورغباتهم حيث تتمنى ان يمنحها الرب أناملا اخرى كي تشعلها شموعا فتضيء بها دربهم وظلام طريقهم خصوصا حينما يطرق وحش الهجرة والفراق ابوابهم ويسرق فلذات اكبادهن ويرحلوا بعيدا الى عالم الغربة رغم كل محاولاتها للعدول عن قرار مغادرتهم ، لكن اصرارهم يقف دون ذلك فيحل الفراق وتنطفىء ابتسامتها وسعادتها وتحل محلها الدموع والنحيب فتبكي بصمت لئلا يصل صوت بكائها اليهم في غربتهم ووحدتهم .. انها على اتم استعداد لتمنح ما تبقى من سني حياتها ومن نور عينيها من اجل سعادتهم واستقرارهم تجدها دوما تناجي ربها بدعائها وهي تقول : (( اهنئوا بحياتكم يا قرة عيوني ، سأسهلر الليالي متضرعة الى الشفيع ان يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم)) فالام دائما تكون صبورة ومضحية تتحمل الصعاب من اجل راحة براعمها فكلما كبروا فلا تنظر اليهم الا كما تنظر الى ذلك الطفل الصغير الذي تخاف عليه من برد الشتاء وقسوة الزمن .. انها رغم ضعفها وشفافيتها امام اولادها تبقى مثلا يحتذى به لمقاومة اليأس والتشاؤم ، فالأمومة ليست الا معجزة من المعجزات التي لا يعلو عليها شيء وعلى كل من يرافق الام عليه بالوقوف الى جانبها ومد يد العون لها ليشاركها مشاق مسؤوليتها ويخفف عنها واخص بالذكر الرجل ( الاب ) الذي يقاسمها الحياة بحلوها ومرها يتقاسمانها في خدمة الاسرة وتربية الاولاد ، هذا الهدف السامي المقدس الذي لا يمكن التخلي عنه لحظة لانه سيخرج الاولاد الى الحياة وهم اولاد صالحون يخدمون المجتمع ويبقون فخر واعتزاز ورفعة الراس . وأود ان اشير الى ان المرأة الصالحة يجب ان تختار الرجل المناسب الذي يشاركها الحياة اختيارا صحيحا لان عطاءاتها لا تعالج همومها الا حينما تتشابك اياديهما معا في بناء الاسرة السعيدة التي يتمناها كل رجل وامراة وفي الاخير اقول ( اليد الواحدة لا تصفق ) .

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.