اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الدولة الكردية وحافة الهاوية// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الدولة الكردية وحافة الهاوية

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

تتسارع الاحداث يوما بعد اَخر ونقترب من ساعة الصفر وهي نهاية اتفاقية (سايكس بيكو) التي خلفت وراءها تقسيم منطقة الشرق الاوسط ورسمت حدوداً لم تكن لها وجود او جذور وفق المصالح والاستراتيجيات الخاصة دون أي اعتبار لأرادة شعوب المنطقة ومنها الشعب الكوردي الذي نال نصيبه من التقسيم ما لم ينل غيره وقامت حكومات الدول التي انقسمت كوردستان عليها كل وفق خطط وبرامج لـصهر هذه القومية في بوتقة قومياتها تحت تسميات متعددة فكانت ردود الافعال مختلفة حيث الثورات والانتفاضات كانت سمة هذا الشعب طيلة الفترة السابقة .

وما ان تشرف هذه الاتفاقية المشؤمة على نهايتها تشهد هذه المنطقة تطورات لم تكن في الحسابات بدأ من الربيع العربي والانتفاضات الجماهيرية ضد انظمة الحكم وظهور الجماعات الارهابية المختلفة في الاهداف وتنشيط الجهود الدبلوماسية بين دول صاحبة القرار في المجتمع الدولي والكل يبحث عن تأمين مصالحه وحصته من كعكة المنطقة من حيث موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية.

ويبدو الان وجود مشروعين لتقسيم المنطقة بعد ما بات التقسيم امرا لا مفر منه وهي المشروع الامريكي الروسي والمشروع الايراني التركي وفي ظل المشروع الاول فان امال الشعب الكوردي بتأسيس كيان سياسي مستقل وتقرير مصيره يلوح في الافق بفضل الجهود الدبلوماسية للقيادة السياسية الكوردية بالاضافة الى عدم تقاطع المصالح الكوردية مع مصالح كل من روسيا وامريكا خاصة الامريكية حيث نجحت حكومة الأقليم بسياستها الناعمة من جلب المصالح الامريكية المتمثلة بالشركات النفطية ومحاربتها لداعش وبناء الجامعة الامريكية في دهوك السليمانية والزيارات المتبادلة للوفود بين الطرفين و كاد الحلم الكوردي يقترب شيئا فشيئاً.

ولكن ظهر في الاونة الاخيرة تحركات دبلوماسية كثيفة سرية وجهرية بين كل من ايران وتركيا بعدما وصلا الى قناعة بان المنظقة باتت في مرحلة التقسيم وباعتبار هما دول اقليمية عظمى والتقسيم سيكون على حساب مصالحهما واجنداتهما بل سيكونان المتضرران من مثل هذا المشروع وعلى الرغم من الخلافات الجوهرية بين كل منهما من حيث الايدولوجيات والاهداف فانهما تشعران بوحدة المصير مما دفعهما الى الاقتراب وتبادل الزيارات والبحث في مشروع لهما لتقسيم المنطقة وفق مصالحهما ايضاً وفي ظل هذا المشروع تذهب كل احلام الشعب الكوردي هباءً منثوراً وكل الجهود الدبلوماسية ادراج الريح وعلى الرغم من انها حقيقة مرة و لكن السياسة لا تمارس بالعاطفة وانما تحكمها المصالح ومن المتوقع ان نشهد تقسيما من نوع اخر بين هذين الدولتين وهي تقسيم الاقليم بينهما فكل من السليمانية وكركوك ستتبع ايران واربيل ودهوك لتركيا وفق نظام اداري وسياسي معين أو أتحاد أقليم كوردستان مع الأقليم السني. وان الانسحاب الروسي من سوريا ودخول القوات التركية الى العراق والتمركز بالقرب من الموصل والاعلان عن قرب نهاية داعش وتحرير مدينة الموصل والاتفاق النووي الايراني الامريكي مؤشرات على نجاح المشروع الايراني التركي في المنطقة مع الاخذ بنظر الاعتبار المصالح الامريكية فمن غير المعقول والمقبول ان تخرج امريكا من المنطقة فاض الايدي بعد التضحيات البشرية والمادية وقيادتها للعالم من دون تأمين مصالحها وبالتالي فان مصالح امريكا تكمن مع المشروعين بلا شك ولكن مصالح واَمال الشعب الكوردي سيذهب ادراج الريح مع المشروع الايراني التركي باعتبارها قوميتين جارتين على مر العصور وحاولا بكل ما أوتيا من قوة صهرها واذ لم يكن صلابة هذه القومية وشجاعتها لكان مصيرها الاندثار ولكن يوماً بعد يوم تزداد قوة وعزيمة وتطالب بحقوقها المشروعة وكلنا أمل بالقيادة السياسية الكوردية المحلية وخاصة السيد (مسعود البارزاني) الذي اصر ويصر على بناء كيان سياسي واعلان دولة كوردية مهما كلف الأمر ولكن يجب الحذر وكل الحذر لأن موسم المؤتمرات والاتفاقيات السرية في انضج مراحلها ونحن الكورد ذقنا مرارة هذه الاتفاقيات المشؤمة في القرن الماضي لذا فان دولتنا الكوردية القادمة على حافة هاوية المصالح الدولية كما كانت سابقا مع الاختلاف في الزمن والاوضاع الدولية السائدة في الوقت الماضي .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.